دفع الارتفاع الكبير في أسعار العقارات البريطانيين إلى الاشتراك في المساكن، وتسبب في إجبار أعداد متزايدة من العائلات إلى السكن مع عائلات أخرى، أو البقاء ضمن منزل الأسرة الأصلية، في ظاهرة لم تعهدها المملكة المتحدة من قبل. وتبين من مسح جديد نشره مكتب الإحصاءات الوطني في بريطانيا أن 289 ألف عائلة في بريطانيا تستضيف معها عائلة أخرى في نفس المنزل، ووصف المكتب ذلك هذه العائلات بأنها "عائلات مخفية"، حيث تعيش في ضيافة عائلات أخرى بدلاً من الاستقلال في منزل وحدها. وتبين من المسح أن السبب وراء الاشتراك في المساكن هو الارتفاع الكبير في أسعار العقارات، مع استمرار أجور الموظفين والعاملين على حالها دون تغيير، وهو ما جعل الكثير من العائلات غير قادرة على استئجار أو شراء منازل تستقل بها وتعيش فيها حياتها الطبيعية. وقال المسح إن "العائلات المخفية" يشمل شباناً من المتزوجين الجدد يضطرون للعيش مع آبائهم وأمهاتهم لعدم توافر منزل مستقل لهم، بمن فيهم شبان أصبح لديهم أطفال يضطرون الآن للعيش مع الجد أو الجدة، فضلاً عن أعداد كبيرة من العائلات التي لا تربط بينها أي روابط تعيش في منازل مشتركة وتقتسمها بسبب ارتفاع أسعار وإيجارات المنازل. ويتبين من الأرقام الرسمية أن نصف هذه "العائلات المخفية" عبارة عن أزواج من الشبان يعيشون مع أحد آبائهم أو أمهاتهم، وتشير الدراسة إلى أن هذه الفئة هي أول ضحايا الارتفاع الكبير في أسعار العقارات ببريطانيا، لأنهم لم يعودوا قادرين على شراء منازل ولو من خلال التمويل العقاري الذي تقدمه البنوك. وبحسب المسح، فإن العاصمة البريطانية لندن هي أكثر المدن التي تضم عائلات تشترك في المنازل، وهي المدينة التي تشهد الأسعار الأعلى للعقارات، سواء للبيع أو التأجير. يشار إلى أن الحكومة البريطانية تعتزم وقف تقديم إعانات المساكن لمن هم دون ال25 عاماً حتى لو كانوا متزوجين، وهو ما يضيف مزيداً من المشاكل على هذه الفئة من الشباب التي تتقاضى رواتب متدنية، وترفض البنوك عادة منحها تمويلاً عقارياً.