"السياسة تفسد مايصنعه الاقتصاديون " ... هذا ما أعلنه خبراء ورجال الاقتصاد ، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات المصرية بكل من تركيا وقطر اللتين تتخذان موقفا عدائيا للثورة المصرية في 30 يونيو والتي أسقطت نظام الرئيس الاخواني محمد مرسي الذي كانت الدولتان قبلته الاقتصادية والسياسية. قطر .. بلا استثمارات فعلية .. وخطط مجهولة الدكتور محرم هلال رئيس مجلس الاعمال المصري القطري ، أكد أن موقف قطر من الأحداث الجارية "غريب وغير مبرر " ، منوها بأن قطر ليسا لها استثمارات محددة في السوق المصري ، وإنما كان مستهدف أن تضخ الحكومة القطرية استثمارات بقيمة 18 مليار دولار خلال الفترة الأخيرة من حكم الأخوان ولكن عقب ثورة 30 يونيو لم يتحدث أحد بشأن تلك الإستثمارات . وقال هلال انه من المقرر أن يقوم وزراء المجموعة الاقتصادية بزيارة لقطر مطلع الشهر سبتمبر المقبل لحث الحكومة القطرية على تنفيذ تلك الإستثمارات . "ينشر أموال الغد " الخطة الإستثمارية القطرية التي كانت مستهدفة قبل 30 يونيو وتوقفت .... وهي 10مليارات دولار في منطقة الساحل الشمالي في الاستثمارات السياحية و8 مليارات دولار في منطقة خليج السويس أما على مستوى مستثمري القطاع الخاص في قطر فهم يتطلعون الى ضخ عشرات المليارات من الدولارات للاستثمار في مصر مستقبلاً ،وبدأ عدد منهم بالفعل في إنشاء شركات بقطاعات انتاجية مختلفة منها الهندسية وقطاع الطاقة والتعدين والسياحة ويأتي اهتمام المستثمرين في قطر بالسوق المصري نظراً لانه يزخر بفرص استثمارية أكثر ربحية من الاسواق الاجنبية الأخرى باعتبار ان معيار الربحية هو الموجه لرأس المال الخاص وليس اعتبارات سياسية أخرى. تركيا أكد الخبراء أن الموقف التركي أكثر تأزما وتعقيدا عن نظيره التركي ، في ظل اشتعال الحرب التحريضية والهجوم الدائم للحكومة التركية ضد القيادة المصرية الجديدة . زكي إكنجي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الاتراك السابق ، اشار الى ان الاستثمارات التركية في مصر أصبحت مهددة بالتوقف في ظل تصاعد وتيرة المشكلات السياسية والدبلوماسية بين البلدبن ، مؤكدا على أن المستثمرين الأتراك أعلنوا رغبتهم في الإستمرار في مصر ، إلا أن الضغوط التي قد تمارسها الحكومة التركية ضدهم لإرهاب مصر قد تضطرهم للخروج مما قد يشكل خسائر كبيرة للطرفين المصري والتركي . واضاف أن حجم التبادل التجاري بين البلدين والبالغة نحو 5 مليار دولار ليتم مضاعفتها إلى 10 مليار دولار خلال 4 سنوات و مضاعفة الاستثمارت التركية في مصر لتصل الي 10 مليارات دولار خلال 3 سنوات بدلا من قيمتها الحالية التي لاتتجاوز 1.5مليار دولار ، مشيرًا إلي أن هناك 100 مستثمر تركي في مصر الآن يستثمرون بمبلغ 1.5مليار دولار ويعمل بها 50 ألف مصري. المشروعات التركية بالسوق المصرية تتمثل أبرز المشروعات التركية الحالية داخل الاراضي المصرية في مشروع إنتاج العبوات الزجاجية الفارغة التابع لشركة Sise Gam والذي يعد أكبر مشروع بإستثمارات تقريبية تقدر ب 500 مليون دولار وجاري التفاوض مع الحكومة للحصول علي التراخيص والموافقات المطلوبة لهذا المشروع ومن المتوقع ان تحصل الشركة علي الموافقات وتبدأ عمليات الانشاء والتشغيل في المستقبل القريب . كما يتواجد مشروع اخر تابع لشركة "الحياة" بمدينة 6أكتوبر في مجال الفوط الصحية ، والمشروع الثالث لشركة " باكو" المتخصصة في صناعة الأدوات المنزلية، ومشروع آخر لشركة BIM "بيم" والتي تعد أكبر شركة في قطاع توزيع المواد الغذائية في تركيا عبر فروعه البالغة 40 فرع بمختلف أنحاء الجمهورية . ويتبع المشروع الخامس شركة ETI المتخصصة في صناعة البسكويت ، والتي من المقرر أن تقوم بفتح خط إنتاج للأيس كريم في مصر بالإضافة إلى إنشاء مصنع بسكويت لشركة أوركا والتي تعد أكبر شركة لصناعة البسكويت في تركيا. وتشير التوقعات أن تصل إجمالي الاستثمارات التركية الجديدة بمصر ما بين 500 : 900 مليون دولار خلال الفترة المقبلة ، خاصة بعد إنشاء مصنع الإسمنت الخاص بمجموعة سابانجي القابضة التركية بالاضافة إلي مشروع فحم المغارة بسيناء والمستهدف تنفيذه من قبل شركة كي سي جي التركية . احمد الوكيل رئيس الإتحاد العام للغرف التجارية ، أكد أن الموقف التركي يختلف كثيرا عن الموقف القطري الأقل حدة من حيث الهجوم على مصر . أشار إلى أن الاستثمارات التركية شبه متوقفة وتنتظر قرار قطع العلاقات الاقتصادية للبدء في الخروج إضطراريا من مصر . وقال الوكيل أن اتحاد الغرف سبق وأن حذر من خلط السياسة بالاقتصاد ، خاصة وأنه سيتسبب في هروب العديد من الإستثمارات وتشريد الاف العمالة ، مطالبا بعدم التركيز مع تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي سيلقى مصيرا مشابها للرئيس الليبي السابق معمر القذافي . كيانات اخوانية تتجمد وتشارك تركيا في الهجوم تتمثل أبرز المؤسسات المصرية ذات الإنتماء لجماعة الأخوان المسلمين " جمعية الأعمال والإستثمار الدولي " إيبيا ، والتي يترأسها المهندس أحمد جلال الدين . يشن جلال الدين هجوما شرسا على ثورة 30 يونيو ، مشاركا نظرائه الأتراك في الهجوم على مصر خلال الاحداث الراهنة . ويصبح مصير الجمعية التي تعتبر البوابة الرئيسية للإستثمارات التركية في مصر .. مصيرا مجهولا .