أكدت صحيفة "الشرق" و"الوطن" القطريتان الصادرتان اليوم أنه لا بديل عن الحل السياسي للوضع في مصر، وإسراع كل فصيل بتقديم تنازلات من أجل حقن الدماء والحفاظ على الوطن من شبح التمزق الداخلي، وأن مسئولية الإدارة المصرية في هذا الأمر كبيرة، إذ أنها بيدها لم الشمل من جديد وتقديم مصلحة الوطن على المضي في عناد سياسي ستدفع ثمنه مصر وحدها..واشارتا الى ان العالم لا يزال ينظر بقلق بالغ الى تطورات الاحداث وسط نذر تصاعد العنف . وقالت صحيفة "الشرق" في افتتاحيتها إن تكليف مجلس الوزراء المصري أمس وزير الداخلية بفض اعتصامات مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي من ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، قد أثار حالة غضب ممزوجة بمخاوف من تكرار مسلسل الدم الذي سال في ما عرف إعلامياً بمجزرتي "الحرس الجمهوري، وميدان المنصة" والذي راح ضحيتهما مايقرب من 150 شخصا من أنصار مرسي.. مضيفة أن رافضي عودة مرسي أيضا لا يروق لهم قتل المزيد من المصريين وإن اختلفوا معهم في الشأن السياسي عميق الاختلاف، وبالضرورة فمؤيدو مرسي يعتبرون هذا التكليف الذي أعلنته وزيرة الإعلام، هو بمثابة ضوء أخضر لمجزرة جديدة. وأشارت إلى أن الخطوة التصعيدية الجديدة أتت في اليوم التالي لزيارة الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، إلى مصر ولقاء مرسي بمكان احتجازه دون أن تعلن عما دار بينهما، كما أن هذه المرة يستبعد الجيش نفسه من مشهد المواجهة، إذ سحب قواته من الميادين المراد فض اعتصام من فيها، في الوقت ذاته يتهم بيان مجلس الوزراء هذه الاعتصامات بأنها تهدد الأمن القومي للبلاد.. موضحة أن هذه كلها أمور تزيد المشهد تعقيداً، إذ أن إقدام السلطة الحاكمة في مصر على استخدام العنف مجدداً يقضي على كل آمال الحل السياسي الذي نصحت به الأصوات العاقلة بالداخل ويتبناه وسطاء السلام من الخارج. واختتمت "الشرق" افتتاحيتها بأن سقوط المزيد من القتلى لن يقضي فقط على أهم مكتسبات ثورة 25 يناير، بل سيعيد إلى الذاكرة مشاهد ما قبل تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك، مثل موقعة الجمل وجمعة الغضب وغيرهما من الأحداث، وإذا كانت مشاهد يناير استطاعت أن تقضي على نظام مبارك الذي حكم مصر 30 عاماً، فإنها إن تكررت مجدداً، ومع تغير الظروف والمعطيات، فسوف تأخذ مصر إلى المجهول. وقالت صحيفة "الوطن" في افتتاحيتها إن العالم لايزال ينظر بقلق بالغ إلى تطورات الأحداث في مصر وسط نذر تصاعد العنف.. مشيرة إلى أن سلسلة الزيارات التي قام بها عدد من المسئولين في الساحتين الإقليمية والدولية إلى القاهرة لإجراء مباحثات فيها مع المسؤولين بالحكومة، إضافة إلى اللقاء بقيادات لجماعة الإخوان المسلمين تعكس الاهتمام الكبير لدى الأسرة الدولية بتطورات الوضع السياسي والأمني في مصر. وأضافت أنه ووسط ذلك فإن التفاؤل يعلو بأن يتمكن أطراف الأزمة المصرية عبر الحراك السياسي الداخلي من احتواء هذه الأزمة لتخرج منها مصر أكثر قوة وقدرة على تحديد كيفية ترسيخ التجربة الديمقراطية بسلام تحت أنظار العالم كله. وأشارت إلى زيارة وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي كاثرين اشتون للقاهرة ولقائها مع كل الأطراف السياسية وأيضا زيارة وفد لجنة الحكماء الأفارقة، إضافة إلى نية الرئيس الأمريكي إيفاد اثنين من أعضاء الكونجرس البارزين إلى القاهرة للبحث أيضا مع كافة الفرقاء الآفاق الممكنة والمحتملة لتطويق الأزمة السياسية الراهنة وإسدال الستار على كل التداعيات السلبية التي نجمت عن التطورات السياسية الأخيرة. واختتمت "الوطن" افتتاحيتها بأن كافة القوى الإقليمية والدولية قد أكدت مرارا أنها تحترم إرادة الشعب المصري وتثق بأن القيادة الجديدة في مصر سوف تتمكن بحكمة من إنفاذ ماهو منشود من مصالحة وطنية شاملة تمتص كل آثار عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي.. موضحة أن ذلك يتطلب بالفعل صدق النوايا من كل الأطراف والحرص على تقديم المصلحة الوطنية العليا لمصر على كل ماعداها من مصالح حزبية أو شخصية ضيقة