المصدر: أسوشيتد برس-ناصر البدراوى تقدم آلاف المقاتلين المدعومين من إيران في المنطقة الصحراوية وسط سوريا باتجاه الشرق، مما يجعل طهران أقرب إلى هدفها المتمثل في تأمين ممر من حدودها عبر العراق وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، وتزويدها بحرية الوصول دون عوائق إلى حلفائها في سورياولبنان للمرة الأولى. وسيشكل الطريق البري أكبر جائزة لإيران بعد مشاركتها في الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات. ومن شأن ذلك أن يسهل حركة المقاتلين المدعومين من إيران بين إيرانوالعراقوسورياولبنان، فضلاً عن تدفق الأسلحة إلى دمشق وحزب الله اللبناني، كما أنها تضع على عاتق إيران القيام بدور رئيسي ومربح، فيما يتوقع أن تكون لها جهود ضخمة لإعادة البناء في كل من العراقوسوريا. إن احتمال وجود شريان بري لنفوذ إيران عبر المنطقة يثير القلق في البلدان العربية التي يغلب عليها الطابع السني، وفي إسرائيل عدو إيران وحزب الله على السواء. وهو يشكل تحدياً لإدارة ترامب التي تعهدت بمكافحة انتشار إيران المتزايد، ويراقب هذا الطريق حلفاء إيران ووكلائها، بما في ذلك قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي حزب الله والميليشيات الشيعية على جانبي الحدود السورية العراقية. كما تملك إيران قوات من الحرس الثوري الخاصة بها، تشارك مباشرةً في المراقبة على الجانب السوري. ومن المتوقع ان تثار مخاوف إسرائيل من التواجد الإيراني عندما يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، محادثات اليوم الأربعاء في منتجع سوشى الروسي مع الرئيس فلاديمير بوتين، الذي تعدّ بلاده حليفاً لإيران والأسد. وقال المتحدث باسم نتانياهو ديفيد كيز: إن المحادثات ستركز "قبل كل شيء على منع التواجد العسكري الإيراني في سوريا". وأضاف "بأن العدوان الإيراني في المنطقة مستمر في الازدياد، ويحاول النظام الإيراني ترسيخ تواجده عسكرياً على حدود إسرائيل، ولا تستطيع إسرائيل أن تسمح بذلك". واعتبر أن "أي وقف لإطلاق النار يسمح لإيران بتأسيس موطئ قدم في سوريا يشكل خطراً على المنطقة بأسرها". وسيكون الممر بمثابة دفعة لعدو إسرائيل القوي حزب الله، الذي يضم ترسانة من عشرات الآلاف من الصواريخ. وتقوم إيران حالياً بنقل أسلحة إلى حزب الله في الغالب من خلال تحليقها إلى سوريا ليتم شحنها على الأرض إلى لبنان. والطريق البري ليس بأي حال أمراً واقعاً، ومن المرجح أن يكون أي رابط للطريق هدفاً متكرراً من قبل الجماعات المتمردة السنية، لكن حلفاء إيران يحرزون تقدماً على جانبي الحدود، ويأخذون الأراضي من تنظيم الدولة، وفى الشهور الأخيرة، سارت القوات السورية والميليشيات المتحالفة الى الأمام على ثلاث جبهات باتجاه المناطق المتاخمة للعراق. ومن بين أهدافها الرئيسية مدينة دير الزور التي فرض فيها المسلحون حصاراً لسنوات على جيب صغير تسيطر عليه الحكومة. ووصلت القوات السورية إلى جزء آخر من الحدود في يونيو / حزيران، لكن الكثير من الأراضي المتاخمة للجانب العراقي لا تزال محتجزاً من قبل تنظيم الدولة. وفي داخل العراق، تحصل الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران على مزيد من النفوذ في المناطق ذات الغالبية السنية المتاخمة لسوريا. ويشارك رجال الميليشيات في المعركة لاستعادة بلدة تلعفر العراقية، الأمر الذي من شأنه أن يعزز من سيطرة الميليشيات على المنطقة الحدودية. يُذكر أن الميليشيات الشيعية موجودون أيضاً في محافظة الأنبار غربي العراق المتاخمة لسوريا. وقال جعفر الحسيني من ميليشيا حزب الله العراقي: "إن هدفنا هو منع أي حواجز من العراق إلى سوريا على طول الطريق ألى بيروت". "المقاومة قريبة من تحقيق هذا الهدف ". وحذّر الحسيني من أنه إذا حاول الأمريكيون العمل ضد التقدم في الجانب السوري فإن الميليشيات العراقية ستستهدف القوات الأمريكية في العراق. ويتجنب القادة الإيرانيون التحدث علناً عن هدفهم بالارتباط بما يسمى "محور المقاومة"، مشيراً إلى إيران وحزب الله وسوريا وغيرها من القوات المناهضة لإسرائيل. لكن حلفاءها ليس لديهم أي شك في إظهار طموحاتهم. حيث قال وزير الإعلام السوري في مقابلة تلفزيونية: إن "الهدف هو إقامة علاقة جغرافية بين سورياوالعراق ومحور المقاومة". وفى وقت سابق من هذا العام، ساعدت واشنطن في التوصل الى اتفاق بين الحكومة العراقية وشركة أوليف جرين، وهى شركة أمنية خاصة أمريكية، لتأمين الطريق السريع الذى يربط بغداد بالحدود الأردنية. وهذا ما اعتبره حلفاء إيران محاولة لعرقلة الربط البري. وحذر قيس الخزعلي، الذي يرأس ميليشيا عصائب أهل الحق والمدعوم من إيران، أن الشعب العراقي "لن يسمح بعودة الشركات الأمنية الأمريكية". وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إنه يكاد يكون من المستحيل منع إيران من تحقيق هدفها، بعد أن أنفقت مئات الملايين من الدولارات والأسلحة المرسلة والمقاتلين للمساعدة على إبقاء الأسد في السلطة. وقال عبد الرحمن: "إن نفوذ إيران في سوريا لا يمكن وقفه حتى لو ترك بشار الأسد السلطة لأن إيران لها صلات وثيقة ووجود في سوريا". "لو لم يكن بالنسبة لإيران، فإن النظام قد انهار في عام 2013."