شنت إسرائيل حربا إعلامية ضد حزب الله اللبنانى ،وهدد جيش الاحتلال الإسرائيلى على لسان ضابط إسرائيلى بأن جيشه سيقوم بتوجيه ضربة عسكرية لحزب الله تفوق عشرة أضعاف الضربة العسكرية التي وجهوها للمقاومة خلال العدوان على لبنان في صيف العام 2006، في حال نشوب مواجهة عسكرية بين الجيش والمقاومة اللبنانية مشيرا إلى أن الحرب السابقة ستعتبر نزهة مقارنة بالحرب القادمة. وأضاف إن 'حزب الله اللبناني يمر بظروف صعبة، ويدرك تماما أن تعامل إسرائيل مع حرب جديدة سيكون مختلفا تماما عن الحرب الأخيرة، وهو يدرك أيضا أن النتائج ستكون مختلفة ولن يردعنا شيء عن ضرب آلاف المواقع والأهداف في لبنان، ومن يعتقد أن تقرير غولدستون الذي جاء على خلفية حرب قطاع غزة سيمنع الجيش الإسرائيلي عن ضرب العديد من المواقع داخل لبنان فهو واهم، واعتقد أن حزب الله يدرك ذلك تماما وهو غير معني منذ انتهاء حرب تموز بفتح معركة جديدة على الحدود الشمالية'. وشدد الضابط على أن الجيش الإسرائيلي قادر على توجيه الضربات القاتلة والقوية لحزب الله، رافضا التقليل من قدرة حزب الله على مواجهة إسرائيل كونه تسلح خلال السنوات الأخيرة بكميات كبيرة من الأسلحة وأنواع مختلفة. وأشارت صحيفة 'يديعوت احرونوت' إلى أن لدى حزب الله صواريخ 'سكود بي' وكذلك 'سكود سي' والتي يصل مداها إلى 300 كيلو متر و500 كيلو متر، مضيفة نقلا عن الضابط المذكور 'ونحن ندرك وفقا لمعلومات أوروبية ان حزب الله يتدرب على هذه الصواريخ في أحد معسكرات الجيش السوري في سورية، ولا توجد لدينا معلومات مؤكدة عن امتلاكه لصواريخ سكود يصل مداها إلى 700 كيلومتر، ولا عن وصول أسلحة كيماوية وبيولوجية إلى حزب الله'، وتوقع الجيش تعرض تل أبيب ل 800 صاروخ في اليوم الأول للمواجهة، وقالت الصحيفة 'ندرك انه سيضرب الجبهة الداخلية وستكون هناك أضرار في إسرائيل، ولكن يوجد لدى الجيش الإسرائيلي القدرة على ضرب حزب الله وعدد كبير من الأهداف في لبنان دون أي تحفظ، وحزب الله يدرك تماما هذه المعادلة والنتائج التي قد تصل إليها الحرب'. وأشار الضابط الى الاستعدادات التي أجراها الجيش الإسرائيلي بعد حرب تموز الأخيرة، وقال 'سوف يرى حزب الله أمرا مختلفا تماما عما حدث في حرب تموز الأخيرة'.وبحسب الصحيفة، التي نشرت صورة قائد لواء الشمال بجيش الاحتلال، غادي ايزنكوط، في إشارة إلى انّه هو الذي أدلى بالتصريحات، فقد أعرب مسئولون إسرائيليون رفيعو المستوى ويتابعون الشأن اللبناني عن تخوفهم من تأثير الأزمة الداخلية اللبنانية وتزايد قوة حزب الله في ظل هذه الأزمة وتأثيره على مجرى الأحداث. وبحسب المصادر فانّ التقرير الذي ستصدره المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، ادخل حزب الله في ضغوط شديدة، لافتةً إلى أن أركان الدولة العبرية ينتظرون بفارغ الصبر في ما إذا كان حزب الله سيُوجه نيرانه باتجاه إسرائيل، وانّه سيتهم إسرائيل بالمسؤولية، ولكنّ المصادر شددت على أن الردع الإسرائيلي ما زال قائمًا منذ حرب لبنان الثانية، وانّ الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ليس معنيا بالمواجهة العسكرية. ونقلت الصحيفة عن مسئول امني وصفته بالرفيع جدًا قوله أن حزب الله يعلم تماما بانّ حرب لبنان الثانية ستكون بالنسبة له نزهة، مقارنة مع ما سيجري له في المواجهة الجديدة، وزاد: صحيح إن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستتعرض لإصابات، ولكنّ الجيش الإسرائيلي حسّن قدراته بشكل كبير للغاية، وبالتالي فانّ الخسائر التي سيتكبدها الطرف الثاني ستكون وخيمة جدًا، وعلينا الا نخشى من حزب الله، ولكن من غير المعقول انْ تسمح إسرائيل لإرهابيين بانْ يتكلموا ويسببوا الخوف للشعب في إسرائيل، على حد قوله. ولكن مع ذلك، أشارت المصادر إلى انّه من الممنوع عدم اتخاذ الحيطة والحذر من حزب الله، الذي عمل في السنوات الأخيرة على تعاظم قوته العسكرية، وخصوصا الحصول على أسلحة من سورية، لانّ ما يصل إلى سورية من أسلحة متطورة، زادت المصادر، ينتقل إلى حزب الله مباشرة، ولكن حتى الآن لم تتمكن المخابرات الإسرائيلية من التأكد مما إذا كان الحزب قد حصل على أسلحة كيماوية. وعلى الرغم من ذلك، قالت المصادر الإسرائيلية، أن الصورة ليست قاتمة للغاية، إذ أن الحزب ليس معنيا بخوض حرب مع إسرائيل، لأنه يمر في أصعب أزمة منذ تأسيسه، وهذه الأزمة تظهر بوضوح في مشاكل بالقيادة، والاقتصاد وقلة التدريبات، فالعقوبات التي أنزلت بإيران بسبب برنامجها النووي، قالت المصادر عينها، بدأت تلقي بظلالها على حزب الله، حيث قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتخفيض المعونات المادية للحزب إلى النصف، كما أن عناصر الحزب لا تتدرب كما كانت تريد، وهي منشغلة في الحراسة، لافتةً إلى انّه حتى الآن لم يتمكن الحزب من خلق بديل للقائد العسكري، عماد مغنية، الذي اغتيل بدمشق قبل حوالي السنتين، وبسبب حالة الهستيريا التي يعيشها حزب الله، أكدت المصادر في تل أبيب، على أن إسرائيل تخشى من قيام الحزب بمغامرة عسكرية ضدّ إسرائيل، وفي هذه الحالة سيكون الرد الإسرائيلي قاسيًا للغاية، إذ أن الجيش الإسرائيلي ادخل الكثير من التحسينات، كما انّه حدد آلاف الأهداف التابعة للحزب والتي سيتم قصفها وذلك بفعل المخابرات القوية والفعالّة التي يشغلها الجيش في لبنان، وخلافًا لحرب لبنان الثانية، أضافت المصادر ذاتها، سيكون لسلاح الجو الإسرائيلي آلاف الأهداف النوعية لقصفها، مشددة على أن الدولة العبرية لن تترد عن محو القرى اللبنانية التي اتخذها حزب الله معاقل له.