أستوقفني الحادث الأليم والذي تعرضت له " سارة حمدي " الصحفية بجريدة التحرير ‘ والتي فارقت الحياة علي يد زوجها الكبابجي ، والذي قام بطعنها 23 طعنة في أماكن متفرقة من جسدها وذبحها ، ولم يكتفي بذلك ! فقد قام بذبح ابنته وفصل رأسها عن جسدها والتي لم تتجاوز من العمر سوي 23 يوما !!! لا أريد أن أتحدث عن تلك الفاجعة ، فقد تعودنا بصفة شبه يومية علي مثل هذه الحوادث الحيوانية والتي لم تشهدها الأرض الا في أيامنا الحالية .. لكن سأتحدث عن العنف ضد المرأة بصفة عامة والذي وصل الي درجة تدمي لها العيون … فالمرأة تعاني وقتنا الحالي من ظلم واضطهاد وعنف يمارس بحقها، ويكاد أن يكون بشكل يومي ومستمر وفي مناطق مختلفة، وأصبح العنف ضد المرأة ظاهرة اجتماعية منتشرة في العديد من المجتمعات ، وخاصة المجتمعات العربية ، وزادت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة مع تزايد التقدم التكنولوجي الحاصل في هذه المجتمعات. هل سكوت المرأة وقبولها للعنف الذي تتعرض له، يعد من أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار وتفشي هذه الظاهرة، لأن المعتدي لم يجد أن نوع من الرفض أو المقاومة لما يقوم به، مما أدى إلى تماديه واستمراره في القيام بأعمال العنف ضد المرأة. للأسباب الثقافية دور كبير في حدوث العنف ضد المرأة، وذلك نتيجة لوجود اختلاف وفروق في المستويات الثقافية ما بين الطرفين، والذي يؤدي إلى عدم وجود وعي كافي لكيفية التعامل مع الطرف الآخر وكيفية احترامه له، وتكثر هذه الحالة عندما يكون المستوى الثقافي والتعليمي للمرأة أعلى بكثير من الرجل، مما يؤدي إلى حدوث خلافات في جميع جوانب حياتهم، وبالتالي تعنيف المرأة من قبل الرجل. تربية الإنسان التي ينشأ عليها منذ طفولته هي التي تعكس شخصيته وطريقة وأسلوب حياته المستقبلية، فالإنسان الذي يتربى على العنف في حياته، يتعامل مع الآخرين بأسلوب عنفواني وخاصة مع المرأة. عندما يرون الأطفال طريقة تعامل الآباء العنفوانية مع الأمهات، ينطبع في مخيلتهم هذه الطريقة ويقومون بتقليدها، والتعامل مع المرأة بأسلوب لا يمت للاحترام بأي صلة، والتعامل معها على أنها إنسان لا قيمة له ولا يجب احترامه وتقديره. التمييز والتفريق بين الذكر والأنثى والتي يتعامل به الكثير من الأشخاص بحجة العادات والتقاليد السائدة والمعروفة، والتي تؤدي إلى تهميش دور المرأة وتصغيرها وعدم وجود أي نوع من الاحترام لها، في المقابل يتم تعظيم دور الرجل وجعله العنصر الوحيد الفعال والمهم في المجتمع. قد يكون للأسباب البيئية التي يعيش فيها الأفراد دور في انتشار العنف ضد المرأة، كوجود أعداد كبيرة في السكان وحدوث الازدحام الخانق، وعدم توفير الخدمات التي يحتاج لها المواطنون، وارتفاع معدل البطالة والفقر. العيش في ظروف اقتصادية صعبة، وعدم مقدرة الإنسان من الحصول على أبسط احتياجاته الأساسية، تؤدي إلى جعل هذا الإنسان ذا طبيعة ومزاج صعب ومعكر وعنيف، ويؤدي إلى تفريغ طاقاته السلبية والانفعالية على المرأة. هناك بعض الدول والحكومات التي يكون لها دور كبير في انتشار العنف ضد المرأة، ويكون ذلك من خلال فرض وتشريع القوانين المشجعة على ذلك، وعدم فرض العقوبات للأشخاص الذين يمارسون العنف ضد المرأة. الرجولة عند السفهاء تعنى الذكورة والفحولة والقوة ، وقد تعنى أحيانا" السيطرة على المرأة وإسكاتها وتآديبها بالغاء شخصيتها وطبيعتها . أما عند العقلاء وأصحاب الإتزان النفسى ( فالرجولة ) تعنى المبادىء والأخلاق والقيم السليمة بمعنى أن يكون الرجل صلبا" فى مواجهه الحياة وتحمل المسئولية وتحقيق الذات وليس صلبا" فى المشاعر والأحاسيس . هل الرجولة : عندما تنقلب المعادلة وتنفق الزوجة على زوجها ، ويتسلط علي أموالها ويفقد الرجل دوره ويرمي بكل مسؤولية الإنفاق على الزوجة فتتضاعف عليها المسؤولية. هل الرجولة : أن يكون الرجل أناني يريد المرأة دائما تحت تصرفه ، ويطالب المرأة بالقيام بالدورين معا من القيام بتوفير طلبات المنزل، مضافا إليه دور الرجل بتوفير المتطلبات الخارجية وتحمل الأعباء المادية ومتابعة الأطفال وغير ذلك من الالتزامات التي لا مجال حصرها. ولا يعذرها اذا قصرت في بعض أعمالها ، بينما هو دائم التقصير أتذكر عندما كنت صغيرا" لا أعطى للأمور وزنها ، وكنت قاصر الفكر بحكم طفولتى البريئة ، وكنت أتطبع بفكر وسلوكيات مجتمعى البسيط الذى أعيش فيه ، فكنت أنظر للرجولة كنظرة العامة .... فالكثير من الناس لا يعرفون المعنى الحقيقى للرجولة ، لان مفهوم الرجولة مختل عندهم . فالرجولة عن الكثير من يميت عواطفه ، ويظهر الجلافة والقسوة والشدة والهيمنة ، وكلما بدأ مسيطرا" وحاسما" وأصدر الاوامر والنواهى كان أكثر رجولة ، وقد يحتاج إلى الكثير من الصفات السيئة لتكتمل عنده معايير الرجولة ( كالسب واللعن والفحش فى القول ، وأحيانا الضرب ليرهب من حوله ويؤكد نفوذه وسطوته وخاصة ضد المرأة الضعيفة الرقيقة . والرجولة عند بعضهم : من لا يبدل قوله ، ولا يغير كلمته ، ولا يعدل عن رآيه مهما حصل ( حتى لو كان الرآى خاطىء ) ويرفع صوته بالشعارات الخادعة قائلا" ( الراجل كلمته واحده ) والسؤال هنا ! هل انقلبت معايير الرجولة فى زمن أشباه الرجال ؟ هل أصبحت الرجولة متوقفة على عبارة ؟ ( مبروك طلعلك شنب) هل الرجولة أن يكون الرجل قادرا" على آداء مهامه و رغباته الجنسية على اكمل وجه ؟ هل من صفات الرجولة أن يكون الرجل كسولا" فى كسب الرزق ، فاشلا" فى تخطيطه لمستقبله وإدارة أمور حياته ومستقبله ، عاجزا" عن تحمل المسئولية . هل الرجولة أصبحت عبارة عن تملك أمرأة واشباع رغباتها الجنسية وانجاب الأطفال منها ؟ وباختصار : صفات الرجولة عند العامة هى عكس ما أمر به الله عز وجل ، وعكس ما جاءت به الشريعة الإسلامية . فالرجولة فى الاسلام هى التقوى والتحلى بمكارم الأخلاق . الرجولة : هى القدرة على خوض غمار الحياة ، والنضج والرشد ورجاحة العقل والقدرة على تحمل المسئولية .