«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الزراعة الذكية مناخياً».. المستقبل المُشرق للأمن الغذائى
نشر في الزمان المصري يوم 25 - 03 - 2017


متابعات: ناصر البدراوى
من المُسلم به على نطاق واسع أن تغير المناخ سوف يُشكل واحدا من أكبر التحديات التي ستواجه العنصر البشري في المستقبل القريب، وهذا يرجع إلى الطبيعة العالمية للمشكلة، فضلا عن الآثار الكارثية المُحتملة وطبيعتها المجهولة، بل وربما عدم القدرة على التنبؤ بها من البداية. ويعتبر مجال "الزراعة" من أهم المجالات التي تكون أكثر عُرضة لمخاطر تغير المناخ. وللتخفيف من حدة بعض التحديات المُعقدة التي يُفرضها تغير المناخ والزراعة (بما في ذلك الغابات ومصايد الأسماك)، يجب التحول إلى ما يسمى ب "المناخ الذكي Climate Smart"، أي باختصار، يجب أن تُصبح الأنظمة الزراعية أكثر كفاءة بواسطة استخدام أقل للأرض والمياه والمدخلات، وذلك من أجل إنتاج المزيد من الغذاء على نحو مستدام، جنبا إلى جنب مع ضرورة أن يتمتع الأفراد القائمون على ذلك بمزيد من المرونة في مواجهة التغيرات والصدمات.
وفي هذا الصدد، تظهر أهمية استخدام الخدمات الاستشارية الريفية (RAS)، والتي تُسهم في تحقيق ما يسمى ب "الزراعة الذكية مناخيا Climate Smart Agriculture" أو (CSA)، وذلك من خلال نشر المعلومات المناخية والتقنيات والمعلومات الخاصة بممارسة الإنتاج، من أجل التأقلم مع المناخ عبر أساليب مُبتكرة مثل (العيادات النباتية والفيديوهات التشاركية). ولكن في العديد من الدول ذات الدخل المنخفض، تكون مشاركة خدمات ال (RAS) محدودة نسبيا في التكيف مع تغير المناخ، وجهود التخفيف، فضلا عن انخفاض عدد المُقدمين الذين يبادرون فعليا في تنفيذ برامج محددة في هذا المجال.
ونظرا لأهمية هذا الموضوع، نستعرض فيما يلي (وفقا لأحدث تقارير "منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة – الفاو"، مساهمات خدمات ال (RAS) والنظام الرئيسي الذي تعمل من خلاله، والذي يمكن أن يُسهم في تحقيق "الزراعة الذكية مناخيا"، ليس فقط كشريك في التنفيذ، بل أيضا كفاعل أساسي في حد ذاتها، نظرا للدور الفريد الذي تلعبه هذه الخدمات. هذا بالإضافة إلى تسليط الضوء على التغييرات المطلوبة والتحديات التي ينطوي عليها تعميم نهج ال(CSA) داخل خدمات ال (RAS).
تعقيدات تغير المناخ ودور ال RAS في تحقيق ال CSA:
لا شك أن تغير المناخ يكون له آثار واسعة النطاق (سواء الحالية أو المُحتملة) على الزراعة والأمن الغذائي. حيث أن التغيرات في أنماط هطول الأمطار، ارتفاع متوسط درجات الحرارة، زيادة التباين في كل من هطول الأمطار ودرجة الحرارة، التغيرات في توافر المياه، ارتفاع مستوى سطح البحر، زيادة الملوحة، والتغيرات في تواتر وشدة سوء الأحوال الجوية، تؤدي جميعها إلى آثار سلبية على قطاعات الزراعة ومصايد الأسماك. وهنا نجد أن عدم التيقن من آثار تغير المناخ التي ترتبط بتوقيتها ومدى شدتها، مقرونا بالعواقب التي تلحق بالعديد من القطاعات المترابطة بخلاف الزراعة مثل (الصحة، الطاقة، الاقتصاد، الهجرة)، قد ينجم عنه تحديا مُعقدا للغاية.
بمعني أشمل، فإنه من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة المحاصيل والثروة الحيوانية في المناطق (من منتصف إلى أعلى خطوط العرض)، في حين ستشهد المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية (سكان أكثر فقرا) انخفاضا ملحوظا في الإنتاج الزراعي. وهذا يعني أن هذه التغيرات المتسارعة قد تؤدي إلى احتدام المنافسة بين المصالح والقيم لمختلف الفئات الاجتماعية على المستويات العالمية والوطنية مثل (الغنية والفقيرة، المجتمعات الريفية والحضارية، المزارعين والرعاة).
الأسر الريفية هي الأساس:
إن الزراعة الذكية مناخيا (CSA) عبارة عن نهج متكامل يساعد في توجيه الإجراءات اللازمة لتحويل وإعادة توجيه النظم الزراعية، لدعم التنمية بصورة فعالة وضمان الأمن الغذائي في وجود مناخ متغير. وتهدف الزراعة الذكية مناخيا إلى معالجة ثلاثة أهداف رئيسية وهي (زيادة مستدامة في الإنتاجية الزراعية والدخل – التكيف وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ – خفض و/ أو إزالة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيثما كان ذلك ممكنا).
وبالطبع، يتطلب تحقيق هذه الأهداف تغييرات في السلوك والاستراتيجيات والممارسات الزراعية من قبل الأسر الريفية، وذلك من خلال تحسين فرص حصولهم على تقنيات مرونة المناخ والمعرفة والمعلومات من أجل زيادة الإنتاجية، والمدخلات، ومعلومات السوق، والمعلومات التي تسهم في تنويع مصادر الدخل، هذا بالإضافة إلى تنظيم أنفسهم بشكل أفضل للعمل الجماعي.
الإرشاد الزراعي:
منذ عام 1980، شهد الإرشاد الزراعي تغييرا كبيرا، خاصة مع إشراك مجموعة واسعة من مُقدمي الخدمات الاستشارية في المناطق الريفية بجانب القطاع العام (الجهات الفاعلة في القطاع الخاص – المنظمات غير الحكومية NGO – منظمات المنتجين). ولكن بجانب التركيز الواسع على قضايا الإنتاج، هناك ضرورة للبحث عن فرص توسيع نطاق خدمات ال (RAS)، للمساهمة في تحقيق الثلاثة أهداف السالف ذكرها. وهنا تجدر الإشارة إلي أن مُقدمي الإرشاد يلعبون دورا محوريا في دعم هذه الأهداف من خلال (التطوير التكنولوجي – نشر المعلومات – تعزيز قدرات المزارعين – تسهيل السمسرة – تأييد ودعم السياسات). فبالرغم من أن خدمات ال (RAS) لها القدرة على المشاركة بنشاط في هذه الأدوار على نطاق واسع، إلا أن تحسين فعاليتها فيما يتعلق بالزراعة الذكية مناخيا، يتطلب تطوير القدرات على المستوى الفردي والتنظيمي والإصلاح المؤسسي على مستوى الأنظمة.
زيادة مستدامة في الإنتاجية وتعزيز التكيف
من خلال تطوير التكنولوجيا ونشر المعلومات:
نظرا للطبيعة المتغيرة للزراعة واحتياجات المزارعين، تحول تركيز الإرشاد الزراعي في العقود الثلاثة الماضية بعيدا عن نقل المهارات والتقنيات والمعارف ذات الصلة بإنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية ومنتجات الغابات من الأبحاث، إلى تطوير تكنولوجيات مع المزارعين وتحفيز وتسهيل عمليات الابتكار. حيث ترتكز مهمة هذا التحول على تحقيق المواءمة مع الحاجة إلى تقييمات محددة الموقع، وذلك بهدف التعرف على التقنيات والممارسات الزراعية المناسبة واللازمة للزارعة الذكية مناخيا. وقد أثبت مُقدمي الإرشاد في كثير من الدول نجاحهم الكبير في استخدام أساليب ومناهج تشاركية مثل (تطوير التكنولوجيا التشاركية – تمكين منصات الابتكار والإبداع الريفية)، لتطوير ونشر التقنيات وتشجيع الابتكار من خلال إشراك أصحاب المصلحة المتعددة.
خبرات فائقة:
أيضا تمتلك خدمات ال (RAS) ثروة من الخبرة في نشر التكنولوجيات والمعلومات والممارسات مع مجموعة واسعة من الأساليب بما في ذلك "أشكال الإرشاد التقليدية" مثل (التفاعل بين الأشخاص – الأيام الحقلية – المواد المطبوعة)، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (الراديو – الهاتف المحمول – الفيديو – وسائل الإعلام الاجتماعية)، ومراكز الموارد الريفية، ومدارس المزارعين الحقلية وغيرها. وهنا، يمكن لخبراء تغير المناخ التعلم من تجربة خدمات ال (RAS) في المناطق التي تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لنشر المعلومات.
وفي حين أن نشر التكنولوجيا والمعلومات من أهم أنشطة الإرشاد التقليدية، يواجه مٌقدمو خدمات ال (RAS) تحديات في الخروج مع، ونشر تكنولوجيات مرونة المناخ، لعل أبرز هذه التحديات يتمثل في تحديد أنواع التغيرات التكيفية التي يحتاجها المزارعون وتوقيتاتها، مع ضمان أن التكنولوجيات ووسائل النشر ذات الصلة، ستواكب الحاجة المتغيرة لتعديلات تغير المناخ.
مهام جديدة:
هذا بالإضافة إلى التعاون مع الباحثين من أجل التوصل إلى أفضل الممارسات لمواجهة تغير المناخ، كما يحتاج المرشدون الزراعيون إلى الانخراط بشكل أعمق في البحث عن التكنولوجيا، بدلا من الاقتصار على البحث عن الممارسات الجيدة في مجال التكيف مع تغير المناخ من التجارب السابقة، وتحديد الدروس المستفادة من المناطق الأخرى (على المستوى الدولي أو المحلي) التي تعاني بالفعل من الظروف المناخية القاسية. أيضا هناك ضرورة للربط الوثيق بين الباحثين الزراعيين ومُقدمي الإرشاد، نظرا لحاجة الباحثين المُلحة للاستفادة من المعرفة المحلية، والتي لديها فهم واضح لاحتياجات ومشاكل المزارعين، فضلا عن الحصول على ردود فعل حول كيفية عمل التدخلات التكنولوجية. حيث أن التكيف مع تغير المناخ يدعو إلى إجراء تغييرات في إدارة الموارد الطبيعية، وبالتالي فإن مُقدمي خدمات ال (RAS) في حاجة إلى تجاوز التركيز النموذجي على مستوى أسر المزارعين.
في بعض الدول يتطلب التركيز على إدارة الموارد الطبيعية (NRM) إجراء تغييرات في البنية المؤسسية للإرشاد العام، وذلك بعيدا عن نظام خدمات الإرشاد المُنفصلة لأغراض الزراعة والغابات ومصايد الأسماك، والتحول إلى نظام موحد أو تحسين المواءمة بين الخدمات الإرشادية المُقدمة من القطاعين العام والخاص.
بناء القدرة على التكيف من خلال تنمية
القدرات البشرية والاجتماعية للمزارعين
وتوفير خدمات الدعم
لإدارة المخاطر المرتبطة بتغير المناخ، والتنويع الزراعي، وخيارات الدخل، وجعلها أكثر مرونة، يحتاج المزارعون إلى الاعتماد على المعرفة المحلية والعلمية، وشحذ مهاراتهم التجريبية وقدراتهم على الرصد، وتحسين قدراتهم على التفكير، وحل المشكلات الحرجة، بشكل يُمكنهم من اتخاذ قراراتهم بأنفسهم بشأن الممارسات المناسبة، وفرص الدخل المرنة والمتنوعة من قائمة الخيارات. وهنا نجد أن خدمات ال (RAS) لديها ثروة من الخبرة في التعليم غير الرسمي ونهج التعلم التجريبي مثل (مدارس المزارعين الحقلية – لجان البحوث الزراعية المحلية)، والتي ترتكز مهمتها على تعزيز قدرات المزارعين في حل المشكلات، لتشجيع الإقبال واتخاذ القرارات فيما يتعلق بالممارسات الزراعية ذات المعرفة المكثفة.
ولتعزيز سبل العيش، اعتمدت بعض خدمات ال (RAS) نهج موجه نحو السوق للإرشاد، وذلك من خلال دعم المزارعين في مجال التسويق، والقيمة المضافة، وتطوير المهارات. أيضا تُسهم هذه الخدمات في بناء القدرة على المرونة والصمود عقب الأحداث المناخية المتطرفة، وذلك من خلال العمل بشكل وثيق مع الوكالات الإنسانية لتوزيع البذور والمدخلات.
دعم التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره من خلال السمسرة:
واحد من الأدوار التقليدية لمنظمات الإرشاد يتمثل في وظيفة (الجسر)، التي تربط بين المزارعين وأصحاب المصلحة بالريف ومُقدمي الخدمات. وفي الآونة الأخيرة قام بعض مُقدمي خدمات ال (RAS) في العديد من الدول، بتدعيم نظم الابتكار الزراعية (AIS) عن طريق لعب أدوار مختلفة في تدشين منصات ابتكار المصالح المتعددة، والتي يمكن وصفها بأنها "وسيط أو سمسار الابتكار الرئيسي – المنظمة التي تحفز عملية الابتكار وتجلب اللاعبين معا"، أي المنظمة التي تعمل بوصفها (جسرا) لتسهيل التفاعل بين الجهات الفاعلة، تنسيق وإنشاء الشبكات، دعم الجهات الفعالة، تسهيل الوصول إلى المعلومات والخبرات، وتوفير الدعم التقني.
تعتبر منصات الابتكار إحدى أنواع الابتكار المؤسسي التي يمكن أن تسهم في التكيف مع / والتخفيف من تغير المناخ في المناطق التي تلعب فيها خدمات ال(RAS) دورا محوريا في تسهيل وظائف السمسرة لمختلف الأنشطة مثل (جلب المزارعين معا لتطوير ممارسات التكيف مع الباحثين وتصميم أدوات الخدمات المناخية). وهنا يمكن لمُقدمي الإرشاد أن يُسهموا في جهود التخفيف، من خلال تعزيز مجموعات المزارعين والمنظمات الريفية، وربطها بأسواق الكربون الطوعية، ودعم الدفع لبرامج خدمات النظام الإيكولوجي.
وبجانب تعزيز الروابط القائمة بين المزارعين والشركاء المألوفين لديهم مثل (البحوث – المنظمات غير الحكومية – التجار – موردي المدخلات – المؤسسات الائتمانية)، يمكن أيضا لمُرشدي الزراعة تسهيل التعاقدات مع أنواع جديدة من المؤسسات ذات الصلة بتغير المناخ مثل (شركات التأمين – الوكالات الإنسانية – خدمات الأرصاد الجوية).
الرصد ودعم السياسات:
يقوم مُقدمو خدمات ال (RAS) بالعديد من المهام لدعم إجراءات تنفيذ الزراعة الذكية مناخيا. ونظرا للحاجة الماسة لمزيد من المعلومات حول آثار تغير المناخ على الزراعة، يجب أن تشارك هذه الخدمات بنشاط في رصد تلك الآثار على الزراعة، والتقدم في جهود الزراعة الذكية مناخيا في تعاون وثيق مع المزارعين والعلماء. وبالرغم من أن خدمات ال (RSA) لا تعتبر في الغالب جزءا من "ائتلاف العدالة المناخية – أي جماعات الدفاع عن البيئة، العلماء، الصحفيين، المُشرعين، قادة تكنولوجيات الطاقة المتجددة"، إلا أنها يمكن أن تلعب دورا في مجال التحفيز على المستوى المحلي في هياكل الحكم اللامركزية، لضمان استمرار إدراج تغير المناخ على رأس جدول أعمال السياسات وتخصيص الدعم المالي لبرامج الزراعة الذكية مناخيا.
كما أن هذه الخدمات مهمة للغاية بالنسبة لواضعي السياسات، لتعلم كيفية الاستجابة للمشاكل التي تطرأ في الأحدث الحرجة، وذلك من خلال العمل بشكل وثيق مع المزارعين والمجتمعات المحلية، حيث أن هذه الخدمات تسلط الضوء على نتائج الأحداث المناخية لهؤلاء، بل وأيضا تحفز على تغيير السياسات والاستثمار في الزراعة الذكية مناخيا. كذلك هناك ضرورة لتطويع المزارعين والرعاة (المتضررين من تغير المناخ مباشرة)، ليكونوا متحدثين لصياغة المشكلة بشكل إنساني، وتسليط الضوء على الحلول الممكنة، وإبراز ردود الفعل على السياسات والتقدم. كل ذلك يتم من خلال خدمات ال (RAS)، والتي بدورها تسهم في الحفاظ على تغير المناخ، وإدراج الزراعة الذكية مناخيا على جدول أعمال السياسات. وهنا يلعب مُرشدي الزراعة دورا مهما في تقديم شرحا وافيا للمجتمعات الريفية حول سياسات تغير المناخ.
الحاجة إلى إصلاح الإرشاد وتحديات تطوير
الأنظمة الاستشارية الريفية الذكية مناخيا:
كما أشرنا في السابق، إلى أن الخدمات الاستشارية الريفية ترتكز مهمتها على العمل (كوسيط) بين البحث والمزارعين، وذلك بهدف الجمع بينهما ومساعدة أصحاب المصلحة في معالجة المشاكل والمواقف المُعقدة في معظم الدول النامية. ولكن مع ذلك، نجد أن "أنظمة الإرشاد" التعددية، تكون في الغالب ضعيفة وغير منظمة وتُصنف كمشروعات قصيرة المدى، فضلا عن غياب التنسيق بين مُقدمي الخدمات، وقلة الموارد المالية والبشرية (خاصة بالنسبة لوكالات القطاع العام)، كما أن مُرشدي الزراعة يفتقروا إلى المعرفة والمهارات اللازمة لتلبية المتطلبات الجديدة.
تباطؤ الإنجاز:
فبالرغم من الاعتراف بالحاجة إلى الإصلاح الزراعي منذ عام 1980، إلا أن قليل من الدول النامية مثل (الهندالصينالسنغالموزمبيقكينيا)، قد نجحت في اجتياز خطوات مُهمة في تطوير الأنظمة الاستشارية الزراعية التعددية. وللتعامل مع تعقيدات تحقيق الزراعة الذكية مناخيا، وضمان كفاءة الجهات الفاعلة التي تشارك في هذا المشهد، هناك حاجة لأنظمة استشارية ريفية فعالة، بما في ذلك، المنظمات والأطراف المشاركة في تقديم الخدمات الإرشادية التي ترتبط بشكل وثيق مع (التعليم – البحث – دعم الاعمال الزراعية وما إلى ذلك)، فضلا عن الهياكل التنظيمية والسياسية التي تحكم كيفية عمل النظام والبيئة التمكينية.
تحدي التطور:
إن المُضي قدما في إصلاح الإرشاد الزراعي يعتبر مهمة صعبة وضخمة للغاية، تتطلب إرادة سياسية قوية، والاستعداد لإجراء تغييرات كبيرة، وتوفير استثمارات مالية كبيرة من قبل الحكومات والجهات المانحة. جنبا إلى جنب مع عملية إصلاح طويلة المدى، وتعزيز نظم الاستشارات الريفية الذكية مناخيا، هذا بالإضافة إلى الإجراءات الفورية لتطوير الخدمات ذات الصلة مثل (إنشاء منصات على المستوى المحلى – الآليات اللازمة لتحسين التعاون بين الخدمات الاستشارية للقطاع العام التي تعمل في مجال الزراعة، المياه، البيئة، الغابات، مصايد الأسماك، والثروة الحيوانية – تعزيز قدرات خدمات ال (RAS) وأصحاب المصلحة الآخرين لدعم عملية الابتكار في المستويات التنظيمية والفردية – تحسين قدرات مُقدمي الخدمات من أجل تحديد واستخدام مجموعة من أساليب الإرشاد بشكل مناسب، لتبادل التكنولوجيات والممارسات المتعقلة بالزراعة الذكية مناخيا مع المزارعين).
الأرصاد الجوية:
هناك قائمة طويلة من الأدوات المستندة إلى الأرصاد الجوية الزراعية، والتي تعتبر بدورها العامل الأساسي لتطبيق الزراعة الذكية مناخيا. ومن أهم هذه الأدوات "المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا NMHSs"، التي تزود المزارعين بمستويات مختلفة من التفاصيل، مجموعة من المعلومات حول الطقس/ المناخ مثل (بيانات الطقس في الوقت الحقيقي – توقعات الطقس في المدى القصير والمتوسط والطويل)، المناخ العادي على الإنترنت، وتوقعاته. والتي توفر جميعها الأساس اللازم للتكيف التكتيكي والاستراتيجي، خاصة عندما يتم تصميمها بشكل يتناسب مع احتياجات المزارعين، بما في ذلك توفير مؤشر للاستخدام والنتائج.
خدمات مناخية:
بالطبع نجد أن تحذيرات المناخ في المجال الزراعي تسهم بشكل أساسي في التكيف مع تقلبات وتغير المناخ، من خلال تحفيز الابتكار التكنولوجي، كما هو الحال في مجالات الوراثة مثل (التكيف مع أحدث تقنيات التكنولوجيا الحيوية)، والتقنيات الزراعية مثل (الحراثة – الري – إزالة الأعشاب الضارة – حماية المحاصيل)، بما في ذلك نظم الإنذار المُبكر ودعم اتخاذ القرار. في بعض الدول، يتم إنشاء الخدمات المناخية للزراعة من خلال تبادل الآراء بين المزارعين والمرشدين/العلماء، حيث أن تصورات المزارعين تدعم تطوير الأدوات الرئيسية مثل (هطول الأمطار على المساحات الزراعية يوميا – الملاحظات الإيكولوجية – التأثير على كمية وجودة المحاصيل – سيناريوهات سقوط الأمطار الموسمية).
هذه الخدمات تكون ضمن قدرات مُقدمي الخدمة وإمكانات تكيف المزارعين، والتي تشمل (الإنذار المُبكر في حالات الجفاف والفيضانات وموجات الحرارة وهطول الأمطار الغزيرة، مع التفسيرات وتبادل الآراء بشأن تدابير الوقاية والحماية التي يمكن اتخاذها). ومن بين الأدوات الرئيسية التي تستخدم في نشر معلومات الأرصاد الجوية الزراعية، النشرات، الاتصالات القائمة على شبكة الإنترنت، الإذاعة، المحادثات والاجتماعات التي تتم وجها لوجه، الندوات التقنية). حيث توفر هذه الأدوات للمستخدمين النهائيين (المزارعين – الخدمات الفنية والدعم)، المعلومات المناخية السليمة التي تتناسب والاحتياجات الخاصة، هذا بالإضافة إلى دعم تنفيذ الأنشطة في إطار مختلف لركائز الزراعة الذكية مناخيا.
تجارب ناجحة:
وقد تصدرت المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا NMHSs، ومنظمات البحوث الدولية، قائمة تطبيق أدوات الأرصاد الجوية الزراعية، ومن بين التطبيقات الأكثر إثارة للاهتمام هي تجربة "إندونيسيا" التي نجحت في تدشين خدمات مناخية ذات كفاءة عالية مع المزارعين، والتي بدورها تعمل على تحقيق زيادة كبيرة في فهم ووعي ما يحدث وسيحدث في البيئة الزراعية. وفي "الصين" أثبتت المحاصيل والخدمات المناخية قدرتها الفعالة على التكيف مع الأحداث غير المواتية.
وفي هذا الصدد، أظهرت مشاريع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) أن المزارعين أيضا لديهم القدرة على تحديد توقيتات الزراعة، بالاعتماد على بيانات هطول الأمطار التي يتم تسجيلها من قبل المزارعين أنفسهم باستخدام أجهزة قياس الأمطار. وهنا نجد أن هذه الأساليب تسهم في تحقيق الزراعة الذكية مناخيا بعدة طرق، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تساعد في (الحد من الطلب على الطاقة وبالتالي إنتاج كميات أقل من انبعاثات الغازات الدفيئة خلال إدارة المحاصيل – تتطلب كميات أقل من المياه لأغراض الري – وضع تدابير الوقاية – القرارات الاستراتيجية – زيادة الكفاءة).
الندوات الجوالة:
نظمت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) حوالي 160-190 من الندوات الدراسية الجوالة للمزارعين (مع تدريب 13500 مزارع من بينهم 10% فقط من النساء)، وذلك بهدف زيادة التفاعل بين المرافق الوطنية NMHSs والمزارعين الريفيين والصيادين الحرفيين. وتعمل هذه الندوات على جمع المزارعين من مختلف القرى في موقع مركزي. وقد تم تنظيم العديد من الحلقات الدراسية الجوالة في العديد من الدول الإفريقية، تحديدا في غرب إفريقيا (مالي، السنغال، النيجر، بوركينا فاسو، موريتانيا، غينيا، سيراليون، ليبريا، كوت ديفوار، توجو، نيجيريا، تشاد). ولكن بالنظر إلى تجارب هذه الدول، يمكن القول بأنه لا توجد مبادرات محددة للزراعة الذكية مناخيا، فضلا عن أن خدمات الإرشاد لها قدرة محدودة على تعزيز الإدارة الذكية للمناخ.
الإذاعات الريفية:
تسهم هذه الندوات في تنفيذ استراتيجيات المحاصيل وفقا لهطول الأمطار في وقت مبكر من بداية الموسم، فضلا عن نشر توقعات بشأن هطول الأمطار الموسمية. مما يؤدي إلى زيادة مستدامة في الإنتاج الزراعي والدخل. وبالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه تطبيق الندوات الجوالة للزراعة الذكية مناخيا، إلا أنه ينبغي التأكيد على اهتمام صغار المزارعين بهذه الندوات باعتبارها "إنجازا كبيرا". وعند النظر في الحواجز المُحتملة لنجاح تطبيق الندوات الجوالة، من المهم أن يتم الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى تبادل المعرفة باللغات المحلية، وإدماج المعارف التقليدية، لتوسيع نشر المعرفة مع المزارعين. وهنا، تميل معظم المبادرات إلى تقاسم المعرفة لتزويد المزارعين بالمعلومات التقنية التي يصعب فهمها.
وفي هذا الإطار، إن استخدام تقنيات الهاتف النقال والإذاعات الريفية سيكون بمثابة إستراتيجية فعالة للتغلب على العقبات القائمة، كما أن التدريب على الأدوات التقنية الأساسية مثل (نماذج المحاصيل – الاستشعار عن بُعد – الملاحظات الميدانية) يجب أن يكون فعال في سد الفجوات القائمة.
مدارس المزارعين الحقلية (FFS):
ترتكز مهمة هذه المدارس على المشاركة في نهج غير رسمي، قائم على أساس التعلم التجريبي الذي يجمع مطالب المزارعين، ويزودهم بأحدث الممارسات (ذات المخاطر المنخفضة) للإدارة الزراعية، والمناقشة والاستفادة من ملاحظاتهم، مما يسمح لهم بتطوير المعرفة والمهارات العملية الجديدة، وتحسين عملية صنع القرار الفردي والجماعي. وقد تم تطوير هذا النهج من قبل منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" منذ حوالي 25 عاما في جنوب شرق آسيا، كبديل لطريقة الإرشاد الزراعي التي تعمل من أعلى إلى أسفل، والخاصة بالثورة الخضراء التي أخفقت في التعامل مع المشاكل غير التقليدية والأكثر تعقيدا مثل انتشار الآفات التي تحفزها مبيدات الآفات.
تكيف المحاصيل:
وكان أول تطبيق لمدارس المزارعين الحقلية في "إندونيسيا" عام 1989، لتكون بداية لإدخال مفهوم الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات الزراعية (IPM). ومنذ ذلك الحين، استخدمت المدارس الحقلية في حوالي 90 دولة، بدأت في جنوب شرق آسيا، ثم أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، أمريكا اللاتينية، منطقة البحر الكاريبي، الشرق الأدنى، شمال إفريقيا، آسيا الوسطى، وأوروبا الشرقية، والتي تكيفت جميعها مع المحاصيل المختلفة، ونظم الإنتاج، بما في ذلك (إدارة النظم الإيكولوجية الزراعية المستدامة لمحاصيل الخضر والحبوب والمحاصيل الجذرية – نظم تربية الأحياء المائية – الثروة الحيوانية – النظم الزراعية الرعوية – محاصيل الأشجار – التكيف مع المناخ – التغذية – ربط سلاسل القيمة – الائتمان والادخار أو المهارات الحياتية). غالبا تتضمن المدارس الحقلية موضوعات خارج نطاق المسائل التقنية في الإنتاج الزراعي، مثل (مسك الدفاتر – التسويق – الرصد – التغذية – الصحة – فيروس نقص المناعة البشرية – تنظيم الأسرة).
دور البيانات:
تعتبر البيانات دائما هي القاعدة الأساسية لعمليات البحث، بما في ذلك علم الزراعة، حيث نجد أن التصاميم التجريبية مقرونة بالتحليل الإحصائي، قد حققت تقدما كبيرا في فهم تعقيدات النظم المحصولية، وهو ما يطلق عليه ثورة البيانات الكبيرة التي أحدثت تغييرا في العديد من قطاعات المجتمع. ويحرص المزارعين في الدول المتقدمة على رسم خرائط المحاصيل بدقة عالية، وذلك باستخدام أجهزة الاستشعار عن بُعد، كما تقوم شبكات المحطات المناخية الأوتوماتيكية بجمع البيانات المناخية وجعلها متاحة من خلال منصات الويب في الوقت الحقيقي، بفضل الحوسبة السحابية.
وفي المستقبل القريب، من المتوقع أن تنتج الزراعة المزيد من البيانات، بفضل نشر الطائرات بدون طيار، وأجهزة الاستشعار المُتصلة عن بُعد، والتقدم في الأقمار الصناعية، وتعميم شبكة الإنترنت. وهنا يمكن تعريف دور البيانات في المجال الزراعي بأنه النهج الذي يتم من خلاله اعتماد القرارات التقنية في المزارع، أو المُوصي بها من قبل المرشدين الزراعيين بواسطة تحليل كميات كبيرة من البيانات الرصدية. أيضا تصنف بيانات المزارعين باعتبارها إدارة المحاصيل، جنبا إلى جنب مع سجلات الطقس وبيانات التربة على المستوى الميداني، لوصف الظروف الفعلية التي تنمو فيها المحاصيل، والإنتاج الذي تم تحقيقه. هذا بالإضافة إلى استخدام تقنيات النمذجة للتنقيب في قواعد البيانات، للأنماط التي تقوم بالإبلاغ عن استجابة المحاصيل لتباين الظروف البيئية، وممارسات الإدارة المُثلى في كل سياق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.