سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرفيق عزة الدورى فى الذكرى التاسعة والستون لتأسيس حزب البعث العربى الإشتراكى :انبه احرار الامة وجماهيرها وانظمتها على ألا يدعوا الاعداء يستفردوا بمصر لوحدها وعلى الجميع ان يهبّوا لنجدتها.
فى خطابه فى الذكرى التاسعة والستون لتأسيس حزب البعث العربى الإشتراكى تطرق الرفيق عزة الدورى قائد المقاومة العراقية إلى مصر وأفرد فى كلمته:- ما حصل في مصر ويحصل اليوم فعلينا ان نقف عنده طويلا وذلك لخواص تختص بها مصر من بين دول الامة وانظمتها والميزات التي تختص بها هي بحجمها ومستوى التطور الحضاري لشعبها الذي تجاوز التسعين مليون من فضل الله ثم لموقعها الجغرافي الاستراتيجي في الوطن العربي الكبير فهي تقع في قلب الامة وهي الجسر القوي الامين الرابط بين مشرق الامة ومغربها وهي الجسر الرابط بين اقطار الامة الاسيوية واقطارها الافريقية وهي الدولة الاولى و الاهم من دول المواجهة مع اسرائيل ,ثم لعمقها التاريخي والحضاري فهي كانت تمثل قاعدة الانطلاق لجيوش الفتح العربي نحو الغرب كما كان العراق يمثل قاعدة انطلاق جيوش الفتح العربي نحو الشرق,ومن ميزاتها لقد كانت مصر على مدى التاريخ تمثل عمق الامة العربية فكانت تتحطم على صخرة جيوشها وشعبها موجات الغزو القادمة من الشرق او القادمة من الغرب, في هذه الاسباب والميزات لابد ان نتوقف عند مصر العروبة اكثر من غيرها من دول الامة العربية وقبل ان ابدء حديثي عن مصر اقول لكي لايخطأ احد في فهم ما اقوله عن مصر العرب, اننا في حزب البعث العربي الاشتراكي ووفق عقيدتنا ومبادئنا اننا لانفرق بين شبر وشبر آخر من ارض وطننا العربي الكبير ولا بين جزء وجزء آخر إلا لسببين لا ثالث لهما وهما:الاول قيمة ما على تلك الارض وفي باطنها من ثروات وكنوز بشرية وتاريخية وحضارية ودينية ومادية واقتصادية. وثانيهما الموقع الاستراتيجي داخل الوطن الكبير مما يجعل ذلك الجزء من الوطن يمثل ركنا من اركان قدرة الامة على الصمود والتحدي والنهوض ,ولذلك فأني اعتبر مصر تمثل ركنا اساسيا من اركان قدرات الامة وقاعدة من قواعد صمودها ونهوضها وتحديها لقوى العدوان التي تتربص بالامة, لقد بدأ التامر الامبريالي الاستعماري الصهيوني على مصر العروبة منذ اليوم الاول لثورة يوليو عام 1952 الوطنية القومية وخاصة عندما اتخذت قيادة الثورة منهجا وطنيا وقوميا تحرريا ورفعت شعار تحرير الامة وتوحيدها وبناء مجتمعها الاشتراكي الحضاري الانساني القادر على تحقيق الاهداف الوطنية والقومية لمصر ,فحاصروا مصر الثورة وشنوا عليها حربا قذرة عام 1956 بهدف اسقاط قيادتها وايقاف تقدمها ومنعوا عن جيشها السلاح ومنعوا عن شعبها كل وسائل التنمية والبناء والنهوض اي حاصروها اقتصاديا ثم قاموا بأخس جريمة في محاولتهم لتجويع الشعب المصري وتركيعه فاوقفوا صفقات الحبوب المشتراة لمصر في عرض البحر, ومنذ ذلك اليوم استمر التامر على مصر حتى توفى زعيمها الوطني العربي الكبير جمال عبد الناصر رحمة الله عليه في ظروف غامضة لانبرئ منها اعداء مصر الثورة آنذاك,فأخذوا حاكمها الى كامب ديفيد فوقع صك الاستسلام مع اسرائيل فيخرج بهذه الضربة القاصمة العملاق الكبير مصر وجيشها من معركة الامة المصيرية في فلسطين ومن كل معارك الامة في وطنها الكبير حتى جاءت ثورة الشعب والجيش في 25 يناير ثم 30 يناير وكان لجيش مصر العربي الابي الدور الحاسم في الثورتين ففي الاولى تخلى عن نظام العميل حسني مبارك وانحاز الى الشعب الثائر,وفي الثانية انحاز الشعب اليه لانقاذ مصر من الفوضى والدمار والضياع فجن جنون الامبريالية والاستعمار فضربوا طوقا على مصر في حصار سياسي واقتصادي واعلامي وامني وحتى عسكري وذلك في تحريك قوى الارهاب ودعمها لكي تشغل الجيش المصري عن واجباته الاساسية في الدفاع عن الامن الوطني والقومي العربي ,ولمزيد من الاستنزاف لموارد مصر الشحيحة ,وسيبقى التامر على مصر قائما حتى تقع في احضانهم مرة اخرى لا سمح الله او تنتصر وتعود الى امتها بكل ثقلها طليعة رائدة تدافع عن حياضها في مقدمة المدافعين,ولذلك فاني انبه احرار الامة وجماهيرها وانظمتها على ان لا يدعوا الاعداء يستفردوا ب مصر لوحدها وعلى الجميع ان يهبّوا لنجدتها.