د.حسن على :مطلوب فريق إعلامى متكامل لإدارة الأزمات تحويل الأزمة الى فرصة أحدث أساليب المواجهة المرحلة الاولى من انتخابات النواب شهدت مخالفات كبيرة السلوك الاتصالى للمرشحين تضمن أخطاءً لاتنسيق بيننا وبين اللجنة العليا للانتخابات قانون الصحافة والإعلام الموحد يحتاج إعادة نظر الفيسبوك نجح فى التصدى لقضية "فتاة المول " على الاعلاميين التنظيم الذاتى لمنع تدخل السلطة حوار /د.هند بدارى حالة من الحيرة والارتباك تخيم على المشهد الإعلامى فى الفترة الأخيرة ما بين مطالبات ودعوات لدورأكبر فى التوعية لصالح الوطن وببن انتقادات لتجاوزات فى تغطية المرحلة الاولى من انتخابات النواب وإدارة أزمات مثل غرق محافظات فى السيول والامطار وسقوط الطائرة الروسية وانفلات أخلاقى واثارة فى بعض البرامج والاعلانات خاصة بالاعلام الخاص واخرها واقعة "فتاة المول" . وفى ضوء ما سبق أجرينا حوارا خاصا مع د.حسن على أستاذ الإعلام ورئيس جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء لتقييم المشهد الاعلامى بما له وما عليه والبحث عن حلول لأزمات الإعلام وآليات لاسدال الستار على فوضى الشاشة والارتقاء بذوق الجماهير واحترام وحماية قيم المجتمع : *فى تصوركم ..كيف نحمى المشاهدين من فوضى الشاشة ؟ فوضى الشاشة سببها تمدد الصحفيين فى الفراغ التشريعى للاعلام الخاص لأنهم لايطبق عليهم القانون رقم 13لسنة1979وإنما قانون رقم 8 لسنة 1997 لحوافز وضمانات الاستثمار، فهم يأمنون العقاب الذى يتراوح بين اللوم وسحب الترخيص وهو مالا يحدث غالبا ..فالحماية تتطلب متابعة جادة وتشريعات رادعة . *من يحاسب القائمين على برامج الألفاظ النابية والاعلانات الخارجة ؟ صحفيو الاثارة أفسدوا ماسبيرو والقنوات الخاصة لأنهم اعتادوا العمل فى غياب البيئة التشريعية ولايفرقون بين قيم الصحف الورقية وبرامج الشاشة مؤكدا توافر كفاءات بماسبيرو لكنها لا تأخذ فرصتها وتخشى الخطأ فى ظل التشريعات والشئون القانونية والنيابة الادارية . *ما تعليقكم على قضية "فتاة المول" ! أرى قضية فتاة المول وغيرها من وصلات ردح واعلانات خارجة نماذج للانفلات الإعلامى ودليل على قوة المحاسبة الشعبية المتمثلة فى الفيسبوك ومنظمات المجتمع المدنى . *لماذا تأخر تشكيل المجلس الوطنى للإعلام ؟ الفترة الراهنة تتطلب سرعة تشكيله لأنه من المفترض ان يقوم المجلس الوطنى للاعلام بعد تشكيله بمتابعة ومحاسبة القنوات الخاصة وهناك اشكالية القنوات الخاصة الحاصلة على ترخيص غير مصرى ويصعب محاسبتها أو سحب ترخيصها رغم انها تبث على نطاق النابل سات . *ما تقييمكم للتغطية الاعلامية لانتخابات مجلس النواب ؟ المرحلة الاولى من انتخابات مجلس النواب شهدت مخالفات جسيمة وجرائم مهنية منها خرق الصمت الانتخابى وبث مداخلات تنضمن سبا وقذفا ..فإحدى القنوات الخاصة التى يملكها رئيس حزب أذاعت دعاية مضادة من مرشح ضد منافسه وبثت مداخلات بها سب وقذف انتهت بالاعتذار كما رصدت الجمعية دعما لعدد من ملاك القنوات المرشحين أوتحيزات لانصارهم . وبالنسبة للسلوك الاتصالى للمرشحين ..فالبعض روج صوره على كشاكيل وكراسات مدرسية بعلم نظارها باسيوط والقرى النائية وهناك من وضع ملصقات على مؤسسات الدولة كالمدارس والمساجد وأعمدة الانارة دون غرامات ،فبعض الأحياء والمحليات تتحالف مع المرشح مقابل الحصول على تأمين 20 ألف جنيه وعدم رده بحجة إزالة الدعاية بينما قلة من المحافظين يجعلون المرشح يزيلها على حسابه مثل الشرقية وسوهاج . أما فيما يتعلق بالدعاية على مواقع التواصل الاجتماعى، فهناك باحثان يتابعان المخالفات ولم يصدر بعد تقرير نهائى ولكنى رفضت محاولات معارف للدعاية عبر صفحتى الالكترونية عبر الفيسبوك والكثيرون يتبادلون الدعاية والشير لانصارهم دون تكلفة أو رقابة هذا غير مهاجمة المنافسين فى الفضاء الالكترونى دون حسيب وغيرها من أمور تحتاج رقابة من مباحت الاننرنت والجمعية . *ما آلية للتنسيق بينكم وبين اللجنة العلبا للانتخابات و لجنة تقييم الاداء الإعلامى؟ للاسف لايوجد تنسيق بيننا وبين اللجنة العلبا للانتخابات بشكل مباشر ولكننا ننسق مع لجنة تقييم الاداء الإعلامى وخاطبنا إحدى القنوات الخاصة التى اخترقت الصمت الانتخابى أكثر من مرة وفى نهاية الانتخابات نرفع تقريرا شاملا للجهات المعنية مثل رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية واذا تأخر التقرير يسألون عنه . *هل تم إتخاذ إجراءات رادعة تجاه المخالفين بالمرحلة الاولى ؟ -للأسف كثير من الاخطاء الجسيمة بالمرحلة الأولى لم تجد محاسبة أو وقفة من أى جهة ولا اللجنة العليا ونتمنى تلافيها بالمرحلة الثانية من انتخابات النواب. *كيف يطور الاعلام أداءه فى المرحلة الثانية فى رأيكم ؟ – على القيادات الاعلامية تدارك الاخطاء والعمل بالتوصيات وعلى المرشحين تقويم سلوكهم الاتصالى مع تفعيل الاجراءات الرادعة للمخالفين . * ما أولويات البرلمان القادم على الصعيد الإعلامى؟ من الأولويات التشريعية للبرلمان القادم فى مجال الاعلام إقرار مشروعات قوانين الهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للاعلام ومشروع نقابة الاعلاميين أما قانون الصحافة والإعلام الموحد،فأوصى باعادة النظر به قبل إقراره لانه لم يطرح للحوار المجتمعى وقد أبديت كخبير اعلامى 26ملاحظة على 28مادة منه لعل من أبرزها عدم فصل رئاسة التحرير عن مجلس الادارة وكأنه لخدمة أشخاص معينة ..فيبدو أن الفوضى طالت التشريعات . بل لم أحصل على نسخة كاملة من القانون من النقابة حتى الآن وأرى انه يظلم ماسبيرو لقلة المواد الخاصة به. *هل ترون أن الإعلام نجح فى معالجة أزمات مثل الطائرة الروسية والأمطار؟ ليس لدينا فريق إعلامى مؤهل ومدرب على فنون إدارة الأزمات الاعلامية مما يؤثر سلبا على مصداقية ودور الاعلام ونحتاج الى تشكيل نموذج على غرار فريق الاعلامى صبرى موسى فى حرب 1973 لأنه كان فريقا اعلامبا متكاملا يجمع المذيعين والصحفيين والمعدين والمخرجين وكل التخصصات الاعلامية وكان على اتصال دائم وفعال بصناع القرار ولديه وفرة فى المعلومات والحقائق للحد من الشائعات . أما الآن مازالت المواجهة تبدأ بانكار الأزمة والتهوين منها على طريقة المدارس الاعلامية القديمة النى لم تعد مجدية فى عصر الانترنت والفضائيات والفيسبوك ،وانما لابد ان تعتمد إدارة الازمة على شجاعة المواجهة والاعتراف بوجود مشكلة وكشف أسبابها الحقيقية وتحويلها من محنة الى منحة أو فرصة لعلاج المشكلة وتداركها ..فمثلا مشكلة الامطار ..ما المانع من الاعتراف بوجود شبكة صرف منهالكة وتخصيص مشروعات ومليار جنيه من صندوق "تحيا مصر" لإصلاحها واعتبار الأزمة فرصة لحل المشكلة . *ماذا عن تقييمكم للإعلام الخاص؟ عند التقييم الحقيقي للإعلام الخاص يمكن القول إنه أسهم في رفع سقف الحريات والمطالبة بإصلاحات سياسية وإفساح المجال للأصوات المعارضة وهو ما جعل هذا الإعلام أحد الشركاء فعلا في التمهيد لثورة25 يناير سواء بقصد الضغط أو بقصد التغيير. وقد اتسمت علاقة الإعلام الخاص بالسلطة بحالة من الشد والجذب و التربص والتوتر كما سعي لتقديم منتج لا يجرؤ الإعلام الحكومي علي تقديمه ،فطرح قضايا وملفات شائكة رفعت من أسهمه عند الجمهور وركب الموجة عدد من الصحفيين المغامرين الذين تحولوا بعد الثورة إلي زعماء وخطباء. ولا يمكن أن ننكر أن هامش الحرية الذي تمتع به الإعلام الخاص قبل الثورة ساعد فيه ضعف النظام وفراغ سياسي وضعف الحياة الحزبية مما جعل الإعلام الخاص يتمدد لملء هذا الفراغ..في أعقاب الثورة،شهد الإعلام الخاص انتعاشا مع تدفق الاستثمار في مجال الإعلام.. ولكن لم يدرك الإعلام الخاص أن وضعا جديدا يفرض نفسه وأن عهدا جديدا يحاول لملمة الأوضاع والاتجاه بقوة نحو إحداث تغيير في الملف المالي يشعر به المواطن في ظل إعلام روج لمستقبل باهر مما رفع من توقعات الناس وصعب مهمة الرئيس السيسي . ولم يدرك الإعلام الخاص صعوبة الأوضاع والتهديدات الدولية والداخلية وأن وضعا جديدا يفرض نفسه فظل مشغولا بحصد المكاسب..مشغولا بالضغط علي صناع القرار وهم يواجهون حالات استثنائية تمر بها البلاد لا تحتمل حماقات وضغوطا. *مامخاطر التضليل الإعلامى وكيف نواجهه ؟ المواجهة تبرز ضرورة التربية الاعلامية للنشء ليميز الجمهور بين الغث والثمين ولايصدق كل ماببث خاصة مع انتشار الشائعات ومحاولات النضليل الاعلامى على النت والفضائيات . *هل تصلكم شكاوى من المشاهدين والمستمعين والقراء ؟ أؤكد دور المشاهدين والجمهور فى دعم الجمعية حيث إن أول بلاغ جاء من سيدة أعمال كويتية ضدقناة دينية مصرية تذيع إعلانا خارجا وتم ايقافها .واشار الى أن الجمعية رفعت دعوى ضد الفنانة انتصار واسلام البحيرى . *ما الرسالة التى توصى بها الاعلاميين ؟ أدعو الاعلاميين الى الانتباه وسرعة التنظيم الذاتى للمهنة والالتزام بالقوانين ومواثيق الشرف حتى لا يمنحوا فرصة للسلطة أن تتدخل ووقتها سيخسرون الاستقلال لأنه من المتفق عليه أن الحرية يجب أن تكون مسئولة وتراعى المصلحة العامة .