لم يدر بخلد عوض محمود السيد شعبان 25 عاماً المولود فى قرية الجزاير مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية ؛ أن تكون نهايته يوم دخوله دنيا جديدة .. فالشاب ظل يحلم بيوم زفافه خاصة وأنه عندما اشتد عوده وقعت عينيه على ابنت خاله ، وتبادل الإثنين كأسا العشق ،واخترق سهم كيوبيد قلبيهما ، فما كان منهما إلا أنهما خفقا يخصفان من نهر الحب ، وتوجت تلك الصورة الشعرية بالخطوبة ثم الزفاف ، وكان يوم الجمعة منذ ساعتين نهاية لقصة حب دامت فى قلبيهما ، وتحدث عنها أهل الجزاير ، وبرحيله ستذكرها أجيال وأجيال استيقظ محمود فى الصباح الباكر ، وذهب إلى زوجته - التى لم يدخل بها – فى قريتها التخشيبة التابعة لمركز بلقاس ، وتناول الفطور معها ، وجهزت العروس منى محمود على الحسينى 20 عاماً نفسها لتذهب إلى ( الكوافير ) بدمياط ، لتظهر فى أبهى صورها مع محبوبها ، ورجع محمود إلى قريته للإشراف على الفرح وصلى الجمعة ، وجاء أصدقائه من كل حدب وصوب ،واجتمعوا فى منزله ، واستدعوا ( الحلاق) ليظهره أيضا أمام زوجته والمدعوين فى أبهى صورة . وحضرت السيارة التى تستقله إلى حيث وجود زوجته عند الكوافير..واستقل أصدقائه خمس سيارات ، وذهب الجميع فى مظاهرة حب لمحمود وزوجته ، وبعد أن فرغت من زينتها استقلت السيارة بجواره ..وفجأة على الطريق الدولى ..دمياط / جمصة انفجرت اطارات السيارة التى يستقلها محمود ومنى فانقلبت أربع مرات فأصيبت العروس ( منى ) بكسر فى الحوض وكدمات متفرقة بالجسم وأصيبت أمل بكر السيد شعبان ابنة عمه وخطيبة شقيقه بكدمات وارتجاج فى المخ وأصيبت الطفلة هناء شقيقته بارتجاج فى المخ أيضاً .. أما محمود فكانت حالته خطيرة فانتقل الجميع إلى مستشفى الأزهر بدمياطالجديدة ،وتم إدخاله العناية المركزة ولكن عناية الله فوق الجميع فلفظ أنفاسه الأخيرة وفاضت روحه إلى بارئها ، فدخل أصدقائه المستشفى وأخذوا جثته ظناً منه أنه لم يمت ، وجلسوا حولها فى منظر مهيب أثر فى مشاعر رجال الشرطة والأهالى المتواجدين ، وانتقلت فرقة من مباحث دمياطالجديدة إلى مكان الحادث لمعاينته وحرروا محضرا بذلك وتم عرضه على وكيل النيابة الذى صرح بدفن الجثة .