يحتشد الملايين من مؤيدي الرئيس اليمني بالميادين العامة في مختلف المدن، في ما أطلق عليه اسم "جمعة الاصطفاف الوطني لحماية الشرعية الدستورية" للتعبير عن ثوابتهم الوطنية، واعتزامهم حماية البلاد من أي تهديد أو خطر يجر إلى الاقتتال أو الانقسام. ومن المقرر أن يبدأ مهرجان خطابي عقب صلاة الجمعة، يعبر المتحدثون خلاله عن تأكيد الثوابت الوطنية والاصطفاف إلى جانب أمن واستقرار اليمن، ورفض كل محاولات جر البلاد إلى الاقتتال والانقسام، الذي يؤدي إلى الفوضى والتخريب والحرب الأهلية. كما يؤكدون أن الشرعية الدستورية هي الخيار الوحيد الذي يضمن أمن واستقرار اليمن، ويعبرون عن رفضهم لجميع الأعمال الإرهابية، أو التخريبية التي تستهدف الخدمات الأساسية للمواطن اليمني، خاصة تلك التي تستهدف قطاع الكهرباء وإمدادات المشتقات النفطية. في المقابل يتوافد قطاع آخر من الجماهير اليمنية على شارع الستين، أحد أكبر شوارع العاصمة اليمنية لتنظيم مهرجان خطابي عقب صلاة الجمعة للتنديد بالنظام والتعبير عن رفض الحوار مع السلطة اليمنية، والمطالبة بإسقاط من يصفوهم ببقايا النظام الحاكم وتقديهم للمحاكمة، كما يؤكدون استمرار مسيراتهم الاحتجاجية حتى تتحقق مطالبهم. وبدوره ، أبدى عضو القيادة العليا في أحزاب اللقاء المشترك والأمين العام للحزب الوحدوي الناصري سلطان العطواني استعداد المعارضة لمواصلة العمل من أجل تحقيق نجاح ثورة الشعب اليمني، والإعلان عن اجتماع منتصف الشهر الحالي بهدف تأسيس مجلس وطني يضم جميع الأطياف السياسية تمهيدا لإسقاط نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وقال العطواني في مقابلة مع راديو "سوا" الأمريكي "إن المعارضة على استعداد لتقديم الكثير في سبيل نجاح ثورة الشعب اليمني والتخلص من هذا النظام الذي جثم على صدر اليمنيين على مدى 33 سنة، ولم يعد مقبولا التراجع عن هذه الخطوة". ونسبت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" لنائب وزير الإعلام عبده الجندي قوله إن هذه الخطوة تعد "انقلابا على الشرعية الدستورية وتغليبا لإرادة هذه الأحزاب على إرادة الشعب التي عبر عنها في صناديق الاقتراع". من جانبه، رأى عضو القيادة العليا لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم محمد ناجي الشايف أن السلطة لا تزال تتمتع بالقوة رغم ابتعاد أبرز قياداتها للعلاج خارج البلاد. وأضاف في لقاء مع راديو "سوا" "كانوا يقولون إذا غادر الرئيس اليمني صنعاء سيسقط النظام، الآن الرئيس على بعد ألفين أو ثلاثة آلاف كيلومترا، ومض 70 يوما على إصابته والنظام يزداد قوة، أين هي المعارضة التي تقول إنها تمثل الشعب؟". ودعا الشايف المعارضة إلى الاعتراف بقوة النظام وتأييد الشعب له، قائلا "الآن الشعب اليمني يؤيد المؤتمر الشعبي العام ويؤيد قيادته، والدليل أن السلطة موجودة رغم أن القيادة بكاملها في المستشفى والنظام قائم، لذا يجب أن يعترفوا بأن هذا النظام قوي وليس هشا". يذكر أن الرئيس اليمني قد أكد التزام المؤتمر الشعبي العام بالبحث عن حلول للقضايا وحل الخلاف مع المعارضة، وعلى أهمية الاستمرار في التعامل الإيجابي مع المبادرة الخليجية بالتوافق على آلية مناسبة لتنفيذها، بما يكفل انتقالا سليما وسلسا للسلطة وفقا للدستور. وميدانيا ، أصيب أربعة أشخاص مساء الخميس على أيدي قوات الأمن اليمنية أثناء مسيرة للمطالبة برحيل النظام شارك فيها عشرات الآلاف من المتظاهرين في مدينة تعز جنوبي البلاد. وعبر المتظاهرون، بحسب شهود عيان، عن رفضهم لإطلاق النار على المتظاهرين السلميين مرددين شعارات تدعو إلى إنهاء الحكم العسكري للبلاد. وشهدت مدينة تعز جنوب البلاد إطلاق مكثف للنار مساء الخميس، إثر انهيار مباحثات وقف إطلاق النار بين مدير أمن تعز عبد الله قيران وقائد الحرس الجمهوري في المدينة مراد العوبلي. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أمس أن 15 ممن وصفتهم بعناصر منتمية إلى تنظيم القاعدة تم إلقاء القبض عليهم في محافظة أبيان. وكان الرئيس اليمني على عبد الله صالح أكد مجددا خلال آخر ظهور له على التزامه بانتقال دستوري للسلطة على ضوء مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي.