صلاح الدين (العراق) «القدس العربي»: أعلن محافظ صلاح الدين، الجمعة، عن مقتل نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وخليفته في زعامة حزب البعث، عزت إبراهيم الدوري في «عملية استباقية» في منطقة حمرين شرق تكريت. وقال رائد الجبوري في رسالة مرفقة بصورة لجثة شخص يفترض أنها لعزت الدوري ، إن «القوات الأمنية تمكنت من قتل الدوري خلال عملية استباقية في منطقة حمرين قرب حقول علاس شرق تكريت». وأضاف الجبوري في تصريح صحافي أن «مواجهات جرت بين القوات الأمنية والحشد الشعبي، وبين إرهابيين في منطقة حمرين بالقرب من حقول علاس أسفرت عن مقتل الدوري». كما أعلنت قناة «العراقية» الرسمية خبر مقتل عزت إبراهيم الدوري، في عملية أمنية في منطقة حمرين شرق المحافظة، وأرفقت الخبر مع أغان تمجد الجيش العراقي والحشد الوطني دون إعلان رسمي من الناطق الرسمي الحكومي. وبدوره، أعلن الأمين العام لمنظمة بدر ومساعد قائد الحشد الشعبي هادي العامري، الجمعة، أن العمل جار على التأكد من جثة عزت الدوري عبر مطابقة بصماته والحمض النووي، مشيرا إلى أن مقتله تم في عملية عسكرية في المنطقة المحصورة بين ناحية العلم وجبال حمرين . وقال العامري في حديث صحافي إن «قوة من اللواء الخامس في الحشد الشعبي بالاشتراك مع قوة من حشد ناحية العلم (شرق تكريت) تمكنت، عصر الجمعة، من قتل الإرهابي عزت الدوري بعد رصده في موكب مؤلف من ثلاث سيارات، إحداها رباعية الدفع والأخريان نوع (بيك اب) في المنطقة المحصورة بين العلم وجبال حمرين» . وبعد إعدام صدام حسين عام 2006 ، أصبح عزت الدوري قائدا لحزب البعث، الحزب الحاكم سابقا في العراق، وقد نجح في الاختفاء والتخلص من مطاردات القوات الأمريكية والحكومة العراقية حتى الآن رغم حالته الصحية حيث يشكو من مرض تكسر كريات الدم. وكان الدوري يبث تسجيلات مرئية أو صوتية بين آونة وأخرى يهاجم فيها القوات الأمريكية والحكومة العراقية وإيران ويدعو للثورة ضدهم، كما يقود فصيلا في المقاومة يسمى «الطريقة النقشبندية»، وقد تحالف مع تنظيم «الدولة» في بداية دخوله العراق ثم اختلفا لاحقا. وإذا تبينت صحة هذا الخبر الذي يحتاج تأكيده فترة زمنية لظهور نتائج الفحص النووي، فإن عزت الدوري سيكون آخر القادة الكبار في عهد الرئيس الأسبق صدام حسين، عدا القلة المتبقين منهم في السجون الحكومية. على الصعيد االعسكري قال مصدر مسؤول في الشرطة العراقية، الجمعة، إن عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» باتوا يضيقون الخناق على القوات الأمنية وسط مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، غربي العراق. وأوضح المصدر، الذي يعمل في قيادة شرطة محافظة الأنبار أن «عناصر الدولة سيطروا على حي الشركة وسط المدينة، والذي تبلغ المسافة بينه وبين المجمع الحكومي أقل من 500 متر، وضيقوا الخناق أكثر على القوات المدافعة عن المدينة». وتابع: «القوات الأمنية تطلق نداءات استغاثة للحكومة المركزية ووزارتي الدفاع والداخلية لإرسال تعزيزات عسكرية عاجلة لمساندة القوات المحاصرة التي تعاني من النقص في العدة والعتاد». وأضاف المصدر: «هناك حشود كبيرة لتنظيم «الدولة» استعدادا لشن هجوم كبير على المجمع الحكومي، والذي يضم بناية مجلس المحافظة ومقر المحافظ ومديرية شرطة الأنبار». وسيطر مسلحو تنظيم «الدولة» على منطقتي البو فراج والبو عيثة شمالي مدينة الرمادي مركز المحافظة بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة من الخطوط الدفاعية المتقدمة، ويحاول المتطرفون بسط سيطرتهم على الرمادي التي تعّد هدفا معنويا. وكانت القوات العراقية، بدأت في ال8 من الشهر الجاري، حملة عسكرية لاستعادة محافظة الأنبار من تنظيم «الدولة»، وهي محافظة صحراوية شاسعة لها حدود مع ثلاث دول هي سوريا والأردن والسعودية. وكانت صحراء الأنبار أولى الأماكن التي وجد فيها «الدولة» موطئ قدم قبل شن هجوم على الفلوجة، كبرى مدن المحافظة، والسيطرة عليها مطلع عام 2014. ورغم خسارة «الدولة» الكثير من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديالى (شرق)، ونينوى وصلاح الدين (شمال)، لكنه ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي يسيطر عليها منذ مطلع عام 2014، ويسعى لاستكمال سيطرته على باقي المناطق التي ما تزال تحت سيطرة القوات الحكومية وأبرزها الرمادي.