لاحديث فى محافظتى الدقهلية وكفر الشيخ هذه الأيام إلا عن المحاصيل الزراعية التى انخفضت أسعارها بصورة لافتة للنظر فى الموسم الزراعى المنتج خاصة أن الدقهلية من أكبر المحافظات الزراعية فى مصر ورغم أن الظروف العامة أصبحت أكثر استقرارا هذا العام إلا أن أوضاع الفلاح أصبحت لاتسرعدو ولاحبيب بعد أن انخفضت أسعار الأرز بقيمة 350جنيه للطن عن العام الماضى والقطن بقيمة 650جنيه للقنطار عن العام نفسه. يتساءل رمضان ابراهيم عبد العال فلاح من قري الحرية ماذا يفعل الفلاح بعد أن انخفضت أسعار محاصيله بفارق كبير عن العام الماضى دون أى مبرر مشيرا إلى أن سعر طن الأرز حاليا 1650جنيه بعد أن كان 2000جنيه العام الماضى كما أن قنطار القطن حاليا يصل إلى 850جنيه بعد أن كان سعره 1500جنيه العام الماضى أيضا. لافتا إلى أن الفلاحين أصيبوا بحالة من الإحباط بعد انخفاض الأسعار بهذه الصورة غير المسبوقة خاصة أن أسعار الوقود تضاعفت ولم يعد هناك سلعة رخيصة هذه الأيام مما يتسبب فى تكبد الفلاحين خسائر جسيمة0 ويشير امين عام الفلاحين رزق فرج إلى أن ارتفاع أسعار السولار ومستلزمات الإنتاج كان يستوجب رفع أسعار المحاصيل الزراعية وفقا للدستور الجديد حتى يكون هناك عائد مجز للفلاح إلا أن ماحدث هو انخفاض أسعار المحاصيل وضياع الموسم الزراعى دون تحقيق أى مكاسب لافتا إلى أن بعض التجار يرفضون شراء محصول القطن رغم أنه كان ملء السمع والبصر فى العام الماضى مناشدا رئيس الجمهورية بالتدخل لإنقاذ الفلاح بعد أن خذلته حكومة إبراهيم محلب ووزارة الزراعة ووزيرها عادل البلتاجى الذى لم يستطع وضع حلول عاجلة للحفاظ على الموسم الزراعى للفلاح الذى استدان من طوب الأرض. ويؤكد المتولي عبد المجيد أن الفلاحين عانوا الأمرين بسبب تعنت الحكومات المتعاقبة وآخرها حكومة محلب التى لم تضع أى حلول عاجلة أو حتى آجلة لمشكلاته مطالبا المهندس عادل البلتاجى وزير الزراعة بتحديد سعر محصولى الأرز والقطن خاصة أن كثيرا من التجار يرفضون شراء محصول القطن وآخرين يشترونه بأسعار متدنية لافتا إلى أن فدان القطن جيد الانتاج يخسر هذا العام كثير من الجنيهات وفدان الأرز يخسر الكثيرمن الجنيهات بالمقارنة بأسعار الموسم الماضى . ويرى محمد منصور دهيم فلاح أن العشوائية التى يتم التعامل بها مع مشاكل الفلاح يجب أن تنتهى بلارجعة موضحا أن كل الأمور المتعلقة بالفلاح لم تلق عناية المسئولين فى الدولة وهو ما يؤكد استهانة المسؤلين به رغم أنه أحد أهم مصادر الدخل القومى وأن زيادة إنتاج الفلاح وارتفاع مستواه المعيشى سوف ينعكس بصورة إيجابية على الحياة المصرية بصفة عامة0 ويرى عماد بكرالبروي أن حل مشكلات الفلاح يكمن فى قيام مسؤلى الزراعة فى مصر بالعودة الى نظام الدورة الزراعية والزراعة التعاقدية بأن يتم التعاقد مع الفلاح على المساحات التى يزرعها بالمحاصيل المحددة وتتكفل الزراعة ممثلة فى الجمعيات الزراعية وبنوك التنمية بشراء المحاصيل من الفلاح بأسعار محددة سلفا لافتا إلى أن الفلاح هوسر الحياة وهو وقود الثورات فلايجب أن نخذله مهما تكن الظروف0 أما محمد يونس السعيد رئيس النقابة الفرعية بحفير شهاب الدين فيقول إن مايحدث للفلاح تسال عنه الحكومة المنوط بها حل مشاكل المواطنين و تفعيل موادالدستور خاصة مايتعلق بالفلاح باعتباره عصب الحياة المصرية موضحا أنه رغم حالة العوز التى يشعر بها الفلاح هذه الأيام بسبب عدم قدرته على تسويق محاصيله إلا أن حكومة محلب وكأنها لاتعلم شيئا عن كل ذلك متسائلا هل جزاء عدم إثارة الفلاحين المشكلات أن تنقلب عليهم الأمور بهذا الشكل؟! لافتا إلى أن الفلاحين هم الفئة الوحيدة التى لم تقطع طريقا ولم تنظم وقفة احتجاجية واحدة فهل هذا جزاؤهم؟! ويشير فاضل السيد مصطفي إلى ان فى الدقهلية سادت حالة من الإحباط مزارعي المحافظة عقب فشلهم فى تسويق محاصيلهم من الأرز والقمح بعد أن فوجئوا بأن العائد لا يكفى لتغطية تكاليف الزراعة. و حذر المزارعون من اشتعال غضب الفلاحون، مستنكرين تجاهل الدولة لهم ولأوضاعهم، التى تزداد سوءا يوما بعد الآخر فيما أعرب عدد كبير من المزارعين بقرية الحفير و بلقاس عن احتجاجهم من خلال حرق بعض محصولهم الزراعي من القطن والارز بسبب تجاهل الحكومة لهم ، وتخليها عن دورها فى تسويق محصولى "القطن والارز" ، مما ساهم فى تدنى سعرهما. أكد رضا حسين مزارع، أن الحكومة تركتهم فريسة للتجار من أصحاب رءوس الأموال، الذين يتحكمون فى سعر المحصول مما تسبب فى تدنى سعره، بما لا يغطى تكاليف الإنتاج، والتى شهدت ارتفاعات كبيرة نتيجة ارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة من أسمدة وسولار وإيجارات. ويقول :امين عام عام الفلاحين رزق فرج بضرورة أن تعمل الدولة على استقرار الأوضاع حتى لا ندخل فى موجة ركود طويلة قد تسبب خسائر فادحة للفلاحين على المدى البعيد وتؤثر على الاقتصاد بشكل عام على المستوى القريب وإيجاد حوافز للفلاحين لزيادة الإنتاج خاصة فى محصول القطن الذى تسبب انخفاض سعره فى خسائر كبيرة للفلاحين قد تؤدى إلى عزوف الكثير من الفلاحين عن زراعته المساحات واسعة مما قد يؤثر على التركيب المحصولى فى السنوات المقبلة ويخلق أزمات أخرى وفى مقدمتها ارتفاع أسعار الأعلاف وبالتالى ارتفاع أسعار اللحوم.