(( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا فى الارض ولافسادا والعاقبة للمتقين () من جآء بالحسنة فله خير منها ومن جآء بالسيئة فلايجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون)) اوقفنى سيدى بن عجيبة – رضى الله عنه- و هو يتناول هاتين الآيتين؛ ان سيدنا عمر بن عبدالعزيز – رضى الله عنه- كان يرددها حتى (( قبض)) 00000!!!؟ فهى تشير كما قال هذا الشيخ؛ ان الدار الآخرة للمتواضعين ! فمن هم ؟ قال؛ هم أهل الذل والانكسار والعافية المحمودة 00 وفى الحكم ؛ ( ادفن نفسك فى ارض الخمول، فما نبت مما لم يدفن ، لايتم نتاجه) قال فى التنبيه: ( لاشيئ اضر على المريد من الشهرة وانتشار الصيت ، لان ذلك من اعظم حظوظه التى هى مأمور يتركها ، ومجاهدة النفس فيها، وقد تسمح نفس المريد بترك ما سوى هذا من الحظوظ 0) وقال ابن عجيبة كان شيخ شيوخنا يقول: (نحب المريد ان يكون قدمه اعظم من صيته ، ولاتكون صيته اعظم من قدمه) وقال إبراهيم بن أدهم – رضى الله عنه-: ( ما صدق الله من احب الشهرة) وقال بعضهم: ( طريقتنا هذه لاتصلح إلا بأقوام كنست بارواحهم المزابل) 0! وقال أيوب – رضى الله عنه- :- (ما صدق عبد إلا سره الا يشعر بمكانه) وقال فى القوت : ( ومتى ذل العبد نفسه واتضع عندها، فلم يجد لزلتها طعما ، ولا لضعته حسما فقد صار الذل والتواضع "كونه، فهذا لايكره الذم من الخلق، لوجود النقص فى نفسه، فصارت الذلة والضعة صفة لاتفارقه ، لازمة لزوم الزبالة للزبال، والكساحة للكساح، هما صنعتان له كسائر الصنائع، وربما فخروا بهما لعدم النظر إلى نقصهما 0 فهذه ولاية عظيمة له من ربه، فقد ولاه على نفسه، وملكه عليها، فقهرها بعزه، وهذا مقام محبوب،، وبعده المكاشفات لسرائر الغيوب ثم قال: ومن كان حاله مع الله تعالى الذل طلبه واستحلاه كما يطلب المتكبر العز ويستحليه إذا وجده، فان فارقه ذلك الذل ساعة تغير قلبه لفراق حاله، كما ان المتعزز ان فارق العز ساعة تكدر عليه عيشه ، لان ذلك عيش نفسه0) قال ابن عجيبه؛ وهذه مقام من المقامات؟؟؟!!! فبلوغ التواضع على هذه الهيئة ، مقام يستلزم اجتهاد ويقينا يصله من كان عنوانه الدار الآخرة?!