لو شاهدت تصرفاتهم الغريبة لحكمت عليهم بأنهم حمقى ومجانين .. ولكنهم في الحقيقة عباقرة .. الرسام العالمي فان جوخ الذي قطع احدى أذنيه ليقدمها هدية لحبيبته .. الرئيس الأمريكي ابراهام لينكولن الذي كانت تنتابه نوبات حادة و مفاجئة من البكاء ثم لا يلبث أن يهدأ ويعود إلى المرح وإلقاء النكات .. العالم الشهير إسحاق نيوتن كان سريع الغضب والانفعال و يتحدث إلى نفسه بصوت مرتفع جدا وعنيف .. . برنارد شو كان له رأي مدهش في هذه المسألة .. يقول .. البشر نوعان .. عقلاء جدا و مجانين .. و غالبا الذين يغيرون العالم .. هم المجانين .. ويدعوك الي ايجاد وسيلة مناسبة للتعامل معهم .. فهم نافذون و مؤثرون للغاية .. مثلا شخصية السيد ترامب .. لم يكن أحد في أمريكا يأخذ أحلامه في اعتلاء كرسي الرئاسة علي محمل الجد .. ولكنه فعلها .. و عشنا ونعيش الآن مع قراراته المتهورة صدمات كهربية متلاحقة تشقلب العالم رأسا على عقب .. إذن فماذا يفعل الإنسان في هذا الزمان إذا كان محاطا بمثل تلك العقليات .. الاجابة عند " توماس إريكسون .. في كتابه الأكثر مبيعا تحت عنوان .. " محاط بالحمقى " .. ويقول فيه .. هل سبق لك أن عبستَ أمام شخصٍ ما وقلتَ في نفسك "يا له من أحمق!"؟ حسنًا، لستَ وحدك بالتأكيد! عندما لا يفهمك شخصٌ ما أو يتصرف أحدهم معك بطريقةٍ غير متوقعةٍ تمامًا، قد تظن أن لديه خطبًا ما. لكن الحقيقة ببساطة هي أنه قد يكون مختلفًا عنك .. و يحدد الكتاب أربعة نماذج من البشر لكل واحد منهم لون مميز .. الشخصية الحمراء .. وهي قيادية وشديدة الجدية وتبدو صعبة المراس .. والشخصية الصفراء .. وهي مبدعة و لماحية وخيالية تحب الأفكار التي فيها شيء من " اللسعان" .. صادمة لنا وغريبة في كثير من المواقف .. والشخصية الخضراء وهي الاجتماعية الودودة الحساسة .. التي تحتاج إلى الشعور بالود والعناية والتلاطف .. والشخصية الزرقاء .. الدقيقة المحسوكة والنمكية .. وتحتاج دوما إلى أرقام و منطق و دلائل وبراهين .. كيف ننجح في التعامل مع كل من هاتيك الشخصيات المتناقضة ؟ .. أولا .. بمعرفة نقاط القوة والضعف لكل شخصية .. ثانيا .. تطبيق أساليب التواصل المناسبة مع كل منهم .. مثل التحدث بطريقة مباشرة وواضحة أو عاطفية أو علمية دقيقة .. ثالثا .. تعلم مهارات التأقلم والتكيف .. رابعا .. التحلي بالصبر والتسامح وعدم التعجل في الحكم عليهم .. و يحذرك الخبراء من فخ الانطباع الاول .. ف أغلبنا يردد مقولة .. الانطباع الأول يدوم .. والكتاب يعرف من عنوانه .. ثم يبني كل تعاملاته بناء على هذا الاحساس .. و من هنا تحدث المشاكل.. الباحثون في الطب النفسي والعلوم السلوكية جامعة ديوك عندهم نصيحة ذهبية استنتجوها من التجارب العلمية .. مفادها أن تأخير الحكم على الأشياء إلى ما بعد الاستيقاظ من النوم يساعدنا في تجنب الوقوع في فخ الحكم على الأشياء من الانطباع الأول .. فالنوم يتيح للقرارات التخمر والنضوج علي نار هادئة وعدم التعجل والاندفاع.. و في النهاية وبعد كل ماسبق فان الموضوع محير .. ومالم تكن مضطرا إلى التعامل مع تلك الشخصيات المربكة .. فيستحسن أن تتجنبها .. عملا بمقولة المتنبي .. لكل داء دواء يستطاب به إلا الحماقة أعيت من يداويها .. ويمكنك أيضا العمل بنصيحة العقاد التي تقول .. لا تجادل الأحمق .. حتي لايخطيء المشاهد في أن يفرق بينكما