خالد شوقي دقهلاوي من بني عبيد. .ودّعه الجميع بعدما فاضت روحه، وضحّى بنفسه وروحه إنقاذًا لمدينة العاشر من رمضان. المهنة: سائق ومكافح، يعول أسرته بالحلال، ومن كدّ جبينه، ومن عرقٍ يتصبب، إلا أنه نبيل. لك أن تتصور ماذا يمكن أن يحدث لو لم يقم شهيد الشهامة بركوب سيارته، ومسابقة الزمن، والابتعاد بها عن مكان محطة الوقود. المؤكد أن الخسائر سوف تكون مهولة. كارثة كبيرة كانت تنتظر الجميع: البشر، والحجر، والمنشآت الموجودة في المنطقة. موقف خالد شوقي لا يمكن أن ننساه، وسوف يتناقله الأبناء والأحفاد. فقد ضحّى بروحه، ومات من أجل إنقاذ الآخرين. ضرب المثل، وأكد للجميع أن مصر بخير، وهو واحد من رجالها، يتقدمون عند المحن، وعندما يتعرض الوطن للخطر، لا ينتظرون جزاءً ولا شكورًا. الدولة كان لها موقف مشرف وراقٍ بكل أطيافها. الرئيس الإنسان/ عبد الفتاح السيسي، وجّه برعاية أسرته وتكريمه، جزاء ما قدم. رئيس الوزراء لم يتوانَ هو الآخر. وزارة التضامن قامت بدورها، وكذا وزارة العمل. وزير البترول ضرب المثل، وحضر واجب العزاء بنفسه، وقرر تعيين نجله وابن شقيقه، موقف نبيل من الوزير المحترم. السيدة حرم الرئيس الإنسان قدّمت واجب العزاء لأسرته، وهكذا مصر، وكل القيادات إنسانية أولًا وأخيرًا. مصر لا تنسى أبناءها، وتقدّر صنيعهم الطيب، ولا تدّخر وسعًا في الوقوف بجانب المهمومين والمكلومين. وزير الأوقاف، العلامة الدكتور/ أسامة الأزهري، هو الآخر قدّم واجب العزاء. ورئيس حي العاشر قرر تسمية أحد الشوارع باسمه، تكريمًا، وردًّا للعرفان. محافظ الدقهلية كان على رأس المعزين، وشارك أهل الشهيد، وساندهم في محنتهم، وشدّ على أيديهم في مصاب مصر الجلل. رجال الأعمال قدموا النموذج والقدوة من خلال مؤازرتهم ومساندتهم أسرته الطيبة، ودعمهم ماليًّا ومعنويًّا، وهكذا النبلاء في كل زمان ومكان. مصر بلد طيبة وعريقة، ومعدن الناس فيها ثمين، ونقي، وطاهر. التوادّ والتراحم صنوان لا يفترقان عند جموع المصريين. مصر بلد كبيرة، تقدر وتبجل من يضحي فداءً لها، ولا تنسى من تقدموا الصفوف، وضربوا أروع الأمثلة في العطاء والتضحية. عند المحن نحن جميعًا على قلب رجل واحد، بل كالبنيان يشد بعضه بعضًا. العواطف الجياشة التي أحاطت بأسرة شهيد الشهامة كشفت للجميع أن مصر التي تجلى الله على أرضها دون غيرها، محفوظة، وهي في أمان، واستقرار، وسكينة، حتى يرث الله الأرض ومن عليها. حفظ الله مصر أرضًا، وشعبًا، وجيشًا، ورئيسًا. **كاتب المقال