رئيس جامعة المنصورة يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الثاني بعدد من الكليات    نائبة: تعديلات قانون الانتخابات تضمن عدالة التمثيل وفق بيانات 2025    ارتفاع الرقم القياسي للصناعات التحويلية 3.9% خلال مارس 2025    قانون تنظيم الحج: فرض عقوبات مشددة لحماية الحجاج وتنظيم الرحلات    7 شهداء و60 مصابا في قصف للاحتلال على رفح الفلسطينية    وزارة الدفاع الروسية: دمرنا 94 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل فوق عدة مقاطعات    مستقبل وريثة عرش بلجيكا في خطر.. بسبب أزمة جامعة هارفارد وترامب    تجميد حسم البطل.. المحكمة الرياضية تحدد موعد قرار قمة الأهلي والزمالك    13 لاعبة ولاعبًا مصريًا يحققون الفوز ويتأهلون للربع النهائي من بطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    المؤبد لمتهم بحيازة 1839 طربة حشيش في الإسكندرية    بعثة حج القرعة المصرية: وصول 6720 حاجًا إلى المدينة المنورة وتقديم كافة التسهيلات    نائب وزير الصحة تبحث مع وفد منظمة الصحة العالمية واليونيسف تعزيز الحوكمة    الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل تطلق حملة «تأمين شامل.. لجيل آمن» بأسوان    «الداخلية»: إحباط محاولة تشكيل عصابي جلب «حشيش اصطناعي» ب70 مليون جنيه    طارق الشناوي ينعى المخرج الجزائري محمد الأخضر حامينا: يغادر الحياة يوم عرسه    محافظ أسيوط يزور جامعة بدر ويتفقد قافلة طبية مجانية ومعرضًا فنيًا لطلاب الفنون التطبيقية    نائب وزير الصحة تبحث مع وفد الصحة العالمية واليونيسف تعزيز الحوكمة ووضع خارطة طريق مستقبلية    وزير الري يوجه بتطهير مصرف البلبيسي بالقليوبية    أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم 24-5-2025    صدقي صخر عن فيلم "ولا عزاء للسيدات": "جريء ومختلف"    حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب    ماجد سامي: زيزو فقد لقب أسطورة الزمالك.. وإمام عاشور لا يُشبه الأهلي    مكافأة وعتاب.. محمد رمضان يمنح طالب 50 ألف جنيه ويوجه له رسالة مؤثرة    خلاف على «انستجرام» بين مراهقات يتحول إلى عنف خارج أسوار المدرسة    توفير فرص عمل بالأردن برواتب تصل إلى 290 دينارا شهريا    أخبار الطقس في الإمارات اليوم السبت.. أجواء غائمة على هذه المناطق    الضفة.. الجيش الإسرائيلي يقتحم نابلس ويعتقل ثلاثة شبان    لماذا يصل تأثير زلزال كريت إلى سكان مصر؟.. خبير فلكي يجيب    فركش فيلم "روكي الغلابة" ل دنيا سمير غانم وعرضه بالسينمات بموسم الصيف.. صور    رئيس أركان حرب القوات المسلحة يعود إلى أرض الوطن بعد إنتهاء زيارته الرسمية لفرنسا    مسئولو "الإسكان" يتابعون المشروعات الجاري تنفيذها بالقرى السياحية    وزيرة البيئة: نسعى لاتفاق عالمي عادل لمواجهة التلوث البلاستيكي يراعي خصوصية الدول النامية    تشكيل بيراميدز المتوقع أمام صن داونز بذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا    مواعيد مباريات السبت 24 مايو - نهائي دوري أبطال إفريقيا.. والزمالك ضد بتروجت    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 24-5-2025 في محافظة قنا    موسم تاريخي ل"رجال يد الأهلي" بعد التتويج ب6 بطولات والابطال يتحدثون    انخفاض أسعار البيض في الأسواق اليوم 24-5-2025 (موقع رسمي)    أحمد عيد يعود لتقديم الكوميديا السوداء في فيلم الشيطان شاطر    البابا تواضروس يترأس القداس من كنيسة العذراء بمناسبة يوبيلها الذهبي    السكة الحديد: تأخر القطارات على بعض الخطوط لإجراء أعمال تطوير في إطار المشروعات القومية    "القاهرة _ واشنطن" جهود مشتركة وعلاقات وطيدة    ضبط عاطل بتهمة الاعتداء على طفل جنسيا في الحوامدية    اليوم.. أولى جلسات محاكمة 6 متهمين فى واقعة انفجار خط غاز الواحات    اليوم.. محاكمة متهمين ب«داعش العمرانية»    تامر حسني يدعم كزبرة بعد أول حفل يجمعهما: «كمل يا وحش.. أخوك في ضهرك»    أخصائية اجتماعية تكشف أسباب ظهور سلوكيات عصبية الأطفال    دمشق ترحب برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا    د. هشام عبدالحكم يكتب: خد وهات.. لتبسيط المفاهيم الصحية    نبيلة مكرم عن أزمة ابنها: قررت اتشعبط في ربنا.. وابتلاء رامي كشف لي أنا جيت الدنيا ليه    رابط نتيجة الصف الأول الابتدائي بالقاهرة 2025 وخطوات الاستعلام عبر بوابة التعليم الأساسي    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    سباق سيارات ينتهى بحادث تصادم فى دمياط وإصابة 3 أشخاص    القيعي: الأهلي لم يحضر فقط في القمة.. وقرارات المسابقة «توصيات»    صلاح سليمان: مباراة بتروجت مهمة للزمالك لاستعادة الانتصارات قبل نهائى الكأس    عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفنان التشكيلي العراقي زيد عدنان ل "الزمان المصرى ": الإلهام يأتي بالاطلاع على منجزات الحضارات العريقة التي تزخر بها منطقتنا العربية
نشر في الزمان المصري يوم 23 - 05 - 2025

*الفنان يمكن تشبيهه بالإسفنجة كلما تشرب وتثقف بصرياً كلما انعكس ذلك بالإيجاب على منجزه الفني
*الإلهام بالتلقين يؤمن للمتلقي ثقافة بصرية نوعية يمكن تعزيزها من خلال الاطلاع على المنجزات الإنسانية
* الفن منهج حياة بكل ما للكلمة من تفصيل
* منطقتنا العربية تٌؤَمن للمتلقي ثقافة بصرية نوعية يمكن تعزيزها من خلال الاطلاع على المنجزات الإنسانية
* في المجال التشكيلي أمارس النحت والرسم وفي الموسيقى أعزف على آلة الجيتار
* في الفنون الأدبية فالبحث والكتابة تشكل جزءًا مهما من ممارساتي
* لدي بعض الأعمال في (الفيديو آرت) وهو من الفنون المعاصرة ويعبر عن فكرة أو أفكار من خلال فيلم قصير
* هناك مجموعة من الرسائل الفنية أود إيصالها منها رسالة إنسانية جمالية أو أي موضوع يقتضي التفاعل معه من معاناة أو أحزان أو أفراح وتطلعات
* في مجال الكتابة التوجه نحو الفن الإسلامي اثبات بأن الفنون ليست محرمة
* أحرص دوما على مواكبة كل جديد يتم طرحه من أدوات وآلات وغيرها من أمور تحسن أو تسرع أو تساعد في إنجاز العمل
* في المجال الفني تأثرت بالعديد من مشاهير فنانين العالم ولكن على الصعيد المحلي وفي مجال النحت الفنان جواد سليم والفنان خالد الرحال والفنان محمد غني حكمت رحمهم الله
* في مجال الرسم تأثرت بالفنان محمد صالح زكي والفنان إسماعيل الشيخلي والفنان حافظ الدروبي والفنان شاكر حسن آل سعيد
*في المجال الأكاديمي والبحث العلمي تأثرت بأستاذي في الجامعة الدكتور زهير صاحب والدكتور نجم حيدر والدكتور بلاسم محمد رحمه الله.
* أكبر التحديات التي تواجهني الصراع مع الزمن يتطلب تنظيم الوقت وعدم التراخي والإصرار على إكمال المطلوب وفي الوقت المحدد.
* كل عمل فني يتم إنجازه هو نجاح كبير ولعل فوزي في عدد من المسابقات الخاصة بالنصب الفنية تعد اكبر النجاحات الشخصية.
* لا تخلو أي ساحة فنية من الآراء والرؤى النقدية
حاورته من العراق :ساهرة رشيد
زيد عدنان تحسين فنان تشكيلي نحات ورسام ومؤلف عراقي ، ولد في العراق وتحديدا فى العاصمة بغداد عام 1965، حصل على درجة البكالوريوس في الفنون التشكيلية من جامعة بغداد، وحصل على درجة الماجستير في الآثار من الجامعة الأردنية ، وعضو في كل من نقابة الفنانين العراقيين، وجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، ورابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، ونقابة الموسيقيين العراقيين، وصمم ونفذ هدايا لأمانة بغداد وللنقابات والمراكز الفنية والاتحادات الرياضية والشركات الخاصة. ولديه عدد من المقالات في مجال الفنون والآثار.ومن أهم اعماله /صمم ونفذ تذكار اربد عاصمة الثقافة العربية 2022،والفوز بمسابقة نصب شهداء ثورة تشرين وواقعة جسر الزيتون في محافظة ذي قار عام 2020،والفوز في تصميم وتنفيذ نصب شهادء الإعلام والصحافة في العراق عام 2018 ،وتصميم وتنفيذ جائزة الدولة العراقية للإبداع لعام 2015 لصالح وزارة الثقافة والسياحة والآثار في العراق ،والفوز بمسابقة الفن التشكيلي التي أقامتها الأمم المتحدة الخاصة بقضايا المرأة عام 2006.
موقع جريدة ومجلة "الزمان المصرى" حاورت الفنان التشكيلى العراقى من مكتبها بالعراق
في بداية اللقاء سعيدين بإجراء هذا الحوار معكم ..أهلا وسهلا
ما هي خلفيتك الفنية والتعليمية؟
في المجال الدراسي فأنا حاصل على شهادة البكالوريوس في الفنون التشكيلية وأكملت الماجستير والآن أكمل الدكتوراة بعون الله
وكيف بدأت رحلتك الفنية؟
الرحلة بدأت بشغفي بالفنون منذ الصغر، أما الرحلة الفنية الحقيقية فقد باشرت بها أيام دراستي الاكاديمية أيام الجامعة
ماهي مصادر إلهامك؟
يعرف الإلهام بالتلقين، فنقول ألهمه الله الخير، أي لقنه إياه. أما بالنسبة لي كفنان تشكيلي فالإلهام يأتي بداية بالاطلاع على منجزات الحضارات العريقة التي تزخر بها منطقتنا فهي تؤمن للمتلقي ثقافة بصرية نوعية يمكن تعزيزها من خلال الاطلاع على المنجزات الإنسانية في شتى بقاع العالم وتبدأ من العصور القديمة ما قبل التاريخ ومنجزاتهم في رسوم الكهوف إلى الحضارات القديمة في بلاد الرافدين ووادي النيل والحضارات الإغريقية والرومانية وصولا لما أنجزه الفن الإسلامي والحضارات الوسيطة وصولا الى الحداثة وحتى وقتنا المعاصر أي ما بعد الحداثة أو التداولية، وما نعيشه اليوم في عصر العولمة الذي امن لكل مهتم ما أحب ورغب وهو جالس في مشغله او بيته، كما وأن الأعمال الفنية من نصب وتماثيل وجداريات ولوحات والمنتشرة في البيئة البغدادية من ساحات وأماكن عامة ومتاحف ومعارض والمنفذة بأيدي كبار فناني العراق لها الوقع البالغ والمؤثر في ترسيخ وتلقين صور في الذاكرة وقد شكلت الحافز والمسوغ والمبرر للسعي والمثابرة وراء تحقيق منجز فني يكون له مكانة بين هذه الأعمال فالفنان يمكن تشبيهه بالإسفنجة كلما تشرب وتثقف بصرياً كلما انعكس ذلك بالإيجاب على منجزه الفني وإذا بإمكاننا استخدام مفردة التلقين البصري على هذه الحالة.
هل الفن حرفة أم هواية؟
كما هو متعارف عليه تكون البدايات شغف فهواية وحماس وبعد تهذيب الموهبة بالدراسة والاطلاع والتمرس تتحول هذه الهواية الى إجراءات ومزاولة دائمية تقترن بالتفكير والتنفيذ فينتج عنها الحرفية وهي حصيلة للممارسة وبتراكمها تتوسع الخبرة أما بالنسبة لي فالفن منهج حياة بكل ما للكلمة من تفصيل
ما هو نوع الفن الذي تمارسه؟
في المجال التشكيلي أمارس النحت والرسم وفي الموسيقى أعزف على آلة الجيتار وفي الفنون الأدبية فالبحث والكتابة تشكل جزءًا مهما من ممارساتي وكلها تنصب في مجال الفنون التشكيلية وكذلك لدي بعض الأعمال في (الفيديو آرت) وهو من الفنون المعاصرة ويعبر عن فكرة أو أفكار من خلال فيلم قصير قد لا تستطيع المنحوتة أو اللوحة الفنية من التعبير عنها
كيف تختار موضوعاتك الفنية؟
في المجال التشكيلي لكل مرحلة أو فترة زمنية لها فواعلها في تحديد اتجاهات العمل التشكيلي وتبلور الأسلوب أو الطريقة التي تؤثر على الفنان في اختيار أعماله أكانت منحوتات أو رسومات وربما الاحداث المحيطة وما يمر به الفنان من تجارب حياتية أو ما يرصده من مشاهدات تترك بصمتها وأثرها على نفسية الفنان ومخيلته الفنية فقد تجد تلك التجارب والمجريات تتجسد بأعماله تارة، وأخرى نراه يبتعد ويحاول الهروب بفنه عن تلك الأجواء والمناخات وهذا ما حدث معي، وحسب وجهة نظري في الغالب يقوم الفنان بتبني (ثيمة) أو ما نسميه سمة معينة تشكل الأساس الذي تدور حوله الأعمال المنجزة ليتم تغطيتها فنياً، وبعد إشباعها يتم تبني سمة أخرى وإعادة طرحها وهكذا. وهناك من يستمر طول مسيرته الفنية بتبني سمة معينة واحدة وهنا قد يقع الفنان بإعادة تكرار نفسه في الأعمال ويمكن توضيح ما قلنا بإعطاء مثال على الفنان العالمي بيكاسو الذي انتقل من المرحلة الزرقاء التي شكلت السمة الغالبة على أعمال إلى المرحلة الوردية وبعدها انتقل إلى التكعيبية. وهنا نتكلم عن الفنان صاحب الهدف والمشروع والذي يتخذ أسلوباً فنياً خاصاً ويمتاز بخطاب واضح أما الاتجاه الآخر فهو تنفيذ ما يطلب من الفنان أو ما يروق له أو ما يعتقده مطلوب للتسويق دون التقيد بما أسلفنا فعلى الدوام هناك ما يستثير الفنان ويحركه وهذه عملية يطول شرحها مررنا عليها بعجالة حيث لا يتسع المجال للتوسع والخوض بتفصيلاتها اما ما أقوم به فإني انتهج الاتجاه الأول
أما في الموسيقى فإني أقوم بتأليف قطع موسيقية يكون الجيتار هو المرتجع الأساس التنفيذي لها وفي مجال الكتابة فالتوجه دوماً نحو الفنون التشكيلية من رسم ونحت وبالأخص دراسة لآثار من منحوتات ورسومات وفي مجال الفيديو آرت أي موضوع لا يمكن تجسده من خلال المنحوتات أو الرسومات أحاول طرحه بواسطة هذا التوجه
ما هي الرسالة الفنية التي تريد إيصالها من خلال فنك؟
هناك مجموعة من الرسائل الفنية التي أود إيصالها أساسها رسالة إنسانية جمالية أو أي موضوع يقتضي التفاعل معه من معاناة أو أحزان أو أفراح وتطلعات وللفن التشكيلي رسائل متعددة منها رسائل وظيفية وسياسية وإنسانية ودينية ونقدية وإعلامية وإعلانية وجماهيرية وعسكرية وجمالية وغيرها من الرسائل كل تلك التنويعات أتناولها وحسب المرحلة أو المناسبة أو الحدث.
وفي المجال الموسيقي فليس هناك رسالة محددة إنما يكون اللحن المبتكر هو الذي يقود الدفة كما في إحدى قطعي الموسيقية والتي أسميتها تحية إلى بغداد.
أما في مجال الكتابة فالتوجه نحو الفن الإسلامي أو الرسالة هو اثبات بأن الفنون ليست محرمة وهذا ما أثبته في كتابي "حدود التخريب في المنمنمات الإسلامية" وكذلك في مجال النحت فأحاول اثبات بان النحت غير محرم من خلال كتابي تحت التنضيد والمراجعة "المنحوتات التشبيهية في قصر المشتى" وباقي مؤلفاتي من الكتب أحاول أن تنعكس بالفائدة على القارئ مثل كتابي "إنشاء اللوحة الفنية وقوانينها" وكتابي تأليف مشترك "وهج الفنون في بلاد الرافدين".
أما في الفيديو آرت فأحاول أن اعالج أمور بشتى مناحي الحياة وحسب المستجدات.
حدثنا عن العملية الإبداعية
يمكن القول ان الابداع او العملية الإبداعية هي القدرة على الايجاد والانشاء وهي مزيج من الاستعدادات والخصائص اذا ما وجدت بيئة مناسبة يمكن أن ترقى بالعقل لاحداث نتاجات أصيلة ومبتكرة أي جديدة ولا تكون منقولة أو منسوخة من أعمال أخرى، وربما يصبح الفرد مبدعا إذا تجاوز تأثيره على المجتمع بحدود المعايير العادية، ومن سمات العملية الإبداعية هي طلاقة التفكير ومرونته والأصالة والحساسية للمشكلات والقدرة التي تكون تحت مضلة التفكير الناقد، وترافق هذه العملية جملة من الأمور منها الحصافة والطلاقة والبيان والخيال الواسع والمهارة والاستقلالية في إصدار واتخاذ القرار واستحضار الصور الذهنية المتراكمة في الذاكرة وتوليد الأفكار الجديدة والقدرة على البحث والمتابعة والانضباط ومقاومة الضغوط والقدرة العالية للتذكر والانتباه للتفاصيل وحب المغامرة وتبسيط المسائل والأمور المعقدة التي يواجهها الفنان أثناء العمل مع توافر قاعدة معرفية رصينة وغيرها من الأمور وصولا الى حسن التنفيذ والانجاز والاتمام.
كيف تبدأ عملية أو فكرة انشاء العمل الفني؟
كما سبق وأن تطرقنا (للثيمة) أو السمة التي يتم تبنيها من قبل الفنان فقد تكون هي نقطة الشروع لإنجاز عمل ما، أما اذا كانت مسابقة يخوضها الفنان لتقديم مشروع معين ومحدد فيتم الاخذ بمتطلبات وشروط المسابقة وإتمام العمل بأسلوب وطريقة الفنان الخاصة أي عندما يتم مشاهدته من قبل المتلقين يقع التعرف على منفذه من خلال الأسلوب وطريقة الطرح والتنفيذ أي تكون للفنان بصمة واضحة مميزة عن غيره وهنا يجب التفريق بين التكرار في الاعمال الفنية للبعض وبين الأسلوب والهوية الواضحة فالتفرد والغرائبية في طرح الموضوعات الفنية هو الكفيل بخلق تميز وتفرد أسلوبي وفي الفنون التشكيلية هناك العديد من القوانين يتحتم على الفنان دراستها واستيعابها لانجاز اعمال رصينة وكذلك ادراك وفهم مجموعة من العلاقات الأساسية التي تخص التشكيل منها العلاقات الميكانيكية كالبناء التركيبي والنسب والحركة والمسحة العامة أو يمكن تسميتها بالسحنة وكذلك مجموعة من العناصر الواجب توفرها ومنها عناصر فيزيائية وتقنية والعديد من التفصيلات.
ماهي الأدوات والتقنيات التي تستخدمها؟
أحرص دوما على مواكبة كل جديد يتم طرحه من أدوات وآلات وغيرها من أمور تحسن أو تسرع أو تساعد في إنجاز العمل فنوع العمل يحدد أدوات العمل فالخامة المستعملة هي التي تفرض أدوات وآليات العمل. فالحجر أو الخشب او البرونز كل منهم له ادواته وطرق تنفيذه، أما أعمال الرسم فهي لم تتغير منذ عقود إلا من ناحية تحسين أنواع الألوان أكانت ألوان زيتية أو ألوان مائية (أكريلك) وتنوع خامات قماش الرسم (كانفاس) وتعدد أشكال الفرشاة والسكاكين الخاصة بالرسم.
كيف تتعامل مع التحديات الإبداعية
ربما تشكل الحياة بصورتها الواسعة سلسلة من التحديات والاختبارات وبجميع المراحل أما ما يتعلق بالتحديات الفنية والابداعية فتكمن بالحلول في إدراك أصل المشكلة وتفكيكها والاتيان بالتسهيلات الإبداعية بحيث يكون هذا الحل كفؤ وملائم ومناسب وتوطين الأدوات والتجهيزات لتشخيص وضبط جذورها الجوهرية والاستفادة من التفسيرات الحدسية والمخططات الذهنية لتجميع تصورات تؤدي لانتاج حلول تنسجم مع أصل المشكلة والتكيف مع التغيير وخلق جو تحفيزي وتنافسي للدفع بالنفس قدماً لتجاوز تلك التحديات وإيجاد وسائل ناجعة ومفيدة للعبور فوق تلك التحديات وربما تكون المشكلة وحلولها قائمة وحاضرة فيكون الدواء بالتي كانت هي الداء أي استخراج الحل من صلب وجوف المشكلة
بمن تأثرت؟ ومن هم الفنانون الذي تأثرت بهم؟
في المجال الفني تأثرت بالعديد من مشاهير فنانين العالم ولكن على الصعيد المحلي وفي مجال النحت الفنان جواد سليم والفنان خالد الرحال والفنان محمد غني حكمت رحمهم الله.
أما في مجال الرسم فتأثرت بالفنان محمد صالح زكي والفنان إسماعيل الشيخلي والفنان حافظ الدروبي والفنان شاكر حسن آل سعيد
واما في المجال الأكاديمي والبحث العلمي فقد تأثرت بأستاذي في الجامعة الدكتور زهير صاحب والدكتور نجم حيدر والدكتور بلاسم محمد رحمه الله.
هل تأثرت بالفنون الأخرى؟
لقد كان للموسيقى الأثر البالغ على ممارستي للنحت والرسم فبالرغم من كون الموسيقى فناً زمانياً أما النحت والرسم فهما فناً مكانياً والموسيقى يتم ادراكها بواسطة حاسة السمع وهي غير مرئية أما الفن التشكيلي فهو فن بصري يدرك بواسطة العين الا ان كلاهما يحتاج الى الصبر والمراس والمتابعة والمثابرة والتنظيم. ولا يتسع المجال الى ذكر التيارات الفكرية التي اثرت على الموسيقى والفن التشكيلي على حد سواء.
ما هو دور الثقافة والتراث في فنك؟ وهل لديك اعمال تراثية؟ وهل ستسهم بعمل فني لبغداد عاصمة السياحة العربية نقصد عمل تراثي؟
مجمل الاعمال الفنية سواء كانت في النحت او الرسم فهي على حد سواء داخلة في صلب الإنجازات الثقافية اذا ما اخذت المنحى الرصين والدقيق أي مستوفية لجملة من المعايير والقواعد والأصول الواجب توفرها لمثل هكذا اعمال لتشكل جزء من المشهد الثقافي. اما التراث والذي اهتم بتفصيلاته بشكل واسع فهو احد اهم الركائز الواجب الاتكاء عليها لاستيعاب الاعمال الفنية وبالامكان ان يكون الانطلاقة المعيارية لانتاج اعمال فنية معاصرة بعيدة عن التقليد والنسخ والتكرار لما قدمه الاسلاف بل هو بمثابة عماداً فكرياً لانتاج اعمال معاصرة تأخذ من التراث الاصالة وتصيغها بمظهر ولباس معاصر يتناسب مع متطلبات العصر أما عن مساهمتي في بغداد عاصمة السياحة العربية فعلى مدى السنوات الماضية كانت معظم المهرجانات الخاصة بالعاصمة بغداد تقدم جوائز وهدايا من تصميمي وتنفيذي وحاليا أقوم بعمل العديد من التصاميم لهذه المناسبة على امل اختيارها وتنفيذها بإذن الله وهي نتاج لأشكال معاصرة تأخذ من التراث الأصول وتقدم بشكل فني جديد.
ما هي مشاريعك الفنية المستقبلية؟
هناك باستمرار العديد من المشاريع الفنية من نصب وتماثيل بانتظار تنفيذها قريبا إضافة الى انجاز نصب فني نحتي لشهداء الاعلام والصحافة والذي سيتم افتتاحه منتصف شهر يونيو حزيران القادم بإذن الله.
كيف ترى مستقبل الفن التشكيلي؟
سؤال واسع وكبير ويختلف باختلاف البيئة التي تحتضنه ولكن في الأغلب الأعم يشهد تطورات هائلة وكبيرة في مجال المفاهيم والمقاصد والفحوى وينعكس ذلك على التناول والتذوق الفني والتضمين
ماهي الرسالة التي تريد إيصالها من خلال فنك في المستقبل؟
تختلف الرسائل الفنية باختلاف المناسبات والاعمال ولكن في المجمل هي رسائل جمالية إنسانية تحاكي المعاناة والأشجان تارة وتجسد الافراح والسرور تارة أخرى
ما هي أكبر التحديات التي واجهتها في مسيرتك الفنية؟
كل عمل فني هو بحد ذاته تحدي ويعتمد حجم التحدي على نوع العمل وآلية التنفيذ ولعل الاعمال النحتية التي يرتبط إنجازها بتوقيت زمني محدد هي أكبر التحديات التي تواجهني فالصراع مع الزمن يتطلب تنظيم الوقت وعدم التراخي والإصرار على إكمال المطلوب وفي الوقت المحدد
ماهي أكبر نجاحاتك الفنية؟
كل عمل فني يتم إنجازه هو نجاح كبير ولعل فوزي في عدد من المسابقات الخاصة بالنصب الفنية تعد اكبر النجاحات الشخصية.
كيف تتعامل مع النقد والانتقادات بالنسبة لمنحوتة الاوسكار جائزة الابداع العراقي كيف استوحيت الفكرة وما هي أبرز أعمالك النحتية؟
لا تخلو أي ساحة فنية من الآراء والرؤى النقدية، فإذا كان النقد موضوعي وإيجابي أحاول الاهتمام به والاخذ بالملاحظات المهمة، اما اذا كان النقد سلبياً فلا ألتفت إليه وكما يقول المثل القافلة تسير……… وبالنسبة لجائزة الابداع استوحيت الفكرة من الزهرة في الاثار العراقية التي ترمز للصفاء والنصر وقد قمت بتجريدها وصياغتها على شكل جائزة ولم تتعرض الجائزة إلى النقد بل تعرض من ترشح لنيلها لهذا النقد والترشيح يأتي من وزارة الثقافة وهي الجهة التي تقوم بالتكريم ورضا الناس غاية لا تدرك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.