اعتبرت وزارة الخارجية الليبية ان الزيارة التي قامت بها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاحد لبنغازي معقل الثوار الليبيين يمكن اعتبارها "اعترافا بكيان غير شرعي".وقالت اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي في بيان ان زيارة اشتون "في حد ذاتها تعطي الانطباع بالاعتراف بكيان غير شرعي، وتستهدف تقسيم ليبيا، وهذا مخالف لقراري مجلس الأمن الدولي رقمي 1970 و1973 اللذين يؤكدان على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها". واذ "استغربت" اللجنة قيام اشتون بهذه الزيارة، اكدت ان "هذه الخطوة من طرف الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية (في الاتحاد الاوروبي) ستؤثر على علاقات الجماهيرية العظمى بعدد من دول الاتحاد الأوروبي ومؤسساته". وذكرت بان "تلك العلاقة حققت نتائج ايجابية في عدد من مجالات التعاون بين الجانبين"، وخصوصا في اطار المفاوضات حول اتفاق شراكة والتي بدأت العام 2008. واعتبرت طرابلس ان "الدور الحقيقي الذي يجب أن يضطلع به الاتحاد الأوروبي هو المساهمة مع بقية أعضاء المجتمع الدولي في البحث عن حل سلمي، يحقن دماء الليبيين ويعزز وحدة ليبيا وسلامة أراضيها". ووعدت كاثرين آشتون الثوار الليبيين باستمرار دعم الاتحاد الاوروبي لهم وذلك خلال زيارة الاحد الى بنغازي، معقلهم في شرق ليبيا، حيث دشنت مكتبا تمثيليا للاتحاد. واكدت اشتون خلال زيارتها لبنغازي ان الاتحاد الاوروبي سيواصل تقديم الدعم لحركة التمرد طالما اراد منه الليبيون ذلك. ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي هي اعلى مسؤول يزور بنغازي منذ ان اصبحت هذه المدينة "عاصمة" لحركة التمرد الليبية التي انطلقت قبل اكثر من ثلاثة اشهر. من جهته طلب المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين من السنغال الاحد دعمه خلال القمة التي يعتزم الاتحاد الافريقي عقدها حول ليبيا يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين في اديس ابابا، كما اعلنت دكار. وقالت الرئاسة السنغالية في بيان ان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل طلب خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس عبد الله واد "دعمه"، مؤكدا ان الحكومة الليبية المقبلة "ستحترم مبادئ الديموقراطية وحقوق الانسان والعلاقات الطيبة مع الاتحاد الافريقي والدول الافريقية". واضافت الرئاسة السنغالية ان عبد الجليل تعهد "بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لباقي الدول وبالمشاركة الكاملة لليبيا، العضو في الاتحاد الافريقي، في كل القضايا المشتركة للاتحاد، وبفتح سوق العمل الليبية امام جميع الافارقة الذين يرغبون بذلك". وتابع البيان ان عبد الجليل "وجه في النهاية دعوة للرئيس السنغالي لزيارة بنغازي"، مقر المجلس الوطني الانتقالي ومعقل الثوار في شرق ليبيا. واضافت الرئاسة السنغالية ان واد "اكد في رده ان مواقفه من الازمة الليبية يمليها فقط تقديره لمصلحة القذافي والشعب الليبي وافريقيا. لقد اشار الى انه سيدافع عن هذه المواقف في اديس ابابا". واكد البيان ان "الدعوة لزيارة بنغازي قبلت وموعدها سيحدد لاحقا". وكان الرئيس السنغالي اقترح الخميس عقد مؤتمر وطني موسع في ليبيا يتولى اعداد دستور جديد للبلاد وتنظيم انتخابات باشراف الثوار الذين يشكلون برأيه "معارضة تاريخية ومشروعة". ولم يوضح البيان الرئاسي السنغالي ما اذا كانت دكار لم تعد تعترف بنظام العقيد معمر القذافي الذي يحاول منذ منتصف شباط/فبراير قمع الثورة التي اندلعت ضد حكمه المستمر منذ اربعة عقود.