حينما نجحت ثورتنا البيضاء ثورة 25 يناير كان الاعتقاد السائد لدى جميع المصريين أننا أفقنا من وطأة الاستعمار الداخلى الراكد فوق صدورنا والمتمثل فى نظام الحكم البائد ، وللأسف بدأ فلول النظام السابق وأعوانه يعبثون بأمن وإستقرار البلد رغبة منهم فى إشاعة الفوضى والقضاء على فرحتن بثورتنا العظيمة ، وبدأت النكبات تتوالى على مصرنا الحبيبة مما ينذر بكارثة كبيرة لو إستمر الوضع على ما هو عليه الآن ، أصبحنا نعانى من أزمة اقتصادية وسياسية قد لا تتحمل مصر تبعاتها فى الوقت الراهن وذلك فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد بدءا من أحداث إمبابة الطائفية المدبرة والتى راح ضحيتها إثنى عشر من المسلمين والمسيحيين بسبب فتاة قيل أنها أسلمت واحتجزتها الكنيسة ، واعتصام الأقباط أمام التلفزيون والتى أطلق عليها موقعة ماسبيرو وتبادل الاعتداءات بين مجهولين فى منطقة عبد المنعم رياض وكورنيش النيل ، وقد كشفت إحصائية مهمة لمركز حقوقى أن خسائر مظاهرات الأقباط فى أسبوعين وصلت إلى ستة عشر قتيلا ومائة وتسعون جريحا ومصابا وتم حرق كنيستين وثلاثون منزلا وسيارة ، ثم ننتقل إلى الاقتصاد المصرى لنجد أن الناتج المحلى تقلص بنسبة 7 % وارتفع قيمة الدين الخارجى لمصر إلى 33.7 مليار دولار نظرا لزيادة الاعتماد على الاستيراد من الخارج وقلة التصدير ، إضافة إلى الكساد التجارى نظرا لغياب الأمن والخوف من التنقل أو السفر سواء الداخلى أم الخارجى مما أثر على قيمة الجنية المصرى والذى انخفض بنسبة تتراوح بين 7 : 8 % . ومنذ تنحى محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية السابق عن الحكم فى 11 / 2 / 2011 بدأ الشعب المصرى يبحث عن حقه المسلوب فى مصر وينقب عن الفساد المالى ويتتبع محاكمة رؤوس النظام البائد سواء بتهمة الفساد أو قتل المتظاهرين أو غيرها من التهم ثم تأجيل محاكمة البعض منهم لتحقيق مأرب شخصية للبعض الآخر مما أدى إلى توقف العمل لفترة كبيرة جدا وأدى ذلك إلى تقلص قيمة الإحتياطى النقدى لمصر من 43 مليار دولار إلى 30 مليار دولار بنهاية شهر أبريل ، والذى من المفترض أن يكفى هذا الإحتياطى لمدة عشرة أشهر متتالية ، إضافة إلى الخسائر فى قطاع الصناعات التحويلية والإستراتيجية والتى بلغت خلال شهر 2.7 مليار دولار مما ينذر بانحدار مصر نحو منعطف خطير . أما عن السياحة فى مصر فحدث ولا حرج !!! بلغت خسائر قطاع السياحة خلال شهر فبراير 2011 ثمانمائة وخمسة وعشرون مليون دولار نتيجة إلغاء الحجوزات السياحية ومغادرة 210 ألف سائح فى الأسبوع الأخير من يناير ، ونفور السائحين هذا الموسم شهرى يوليو وأغسطس لعدم شعورهم بوجود الأمن والأمان فى مصر فى هذه المرحلة . ناهيك عن الأزمات اليومية التى تنخر فى عظام المواطن المصرى وخاصة الفقراء الذين بلغ عددهم 50 % والتى بدأت بأزمة السولار وأزمة أنابيب الغاز التى تباع فى السوق السوداء بثلاثين جنيها للأنبوبة الواحدة ، وعجز وزارة التموين عن توفير احتياجات المواطن من الأرز والسلع التموينية نتيجة لوجود عجز يقدر ب 82 ألف طن أرز والذى أرجعه المواطن لقرار حكومة النظام المنصرم بتقليل مساحة زراعة الأرز حتى وصل ثمنه فى الأسواق إلى خمسة أو ستة جنيهات للكيلو ، وفى تصريح لرئيس شعبى المصدرين للحبوب وعضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية الباشا إدريس بشأن العجز عن توفير الأرز أكد على قيام بعض التجار المصدرين له بالتلاعب فى بطاقاتهم التصديرية وتهريبه عبر الموانئ البرية والبحرية إلى الدول المجاورة من خلال مافيا منظمة . حتى أصبحت مصر ترفع شعار أزمة السولار أشعلت نار الأسعار فى ظل اختفاء رغيف الخبز وأنبوبة الغاز ومعاناة المواطن البسيط يوميا للبحث عن قوت يومه ، مما أفسد نجاح الثورة التى أعتبرها معجزة من معجزات المولى عز وجل !!