صاحب الفضيلة الشيخ سعد الفقي يكتب عن : غير لائق اجتماعيا

عشرون عاما مضت علي رحيل/ عبد الحميد شتا ومن منا لا يعرفه فهو ابن قرية ميت الفرماوي مركز ميت غمر .. فهو الشاب النبيل الشاطر الفالح أبن الفلاح الغلبان المقهور .
في الثانوية العامة حصل علي مجموع 85 % الا انه كان يحلم بتحقيق رغبه وحلم والده المنهك والمجاهد والمثابر علي تربيته .
في العام التالي التحق بالثانوية العامة وكان له ماأراد وحصل علي مجموع 95 % ادبي وتحققت رغبته في الالتحاق بكليه الاقتصاد والعلوم السياسية . شهد له اساتذته بالنبوغ والتفوق وتم اختياره لتمثيل الكلية في عدد من المؤتمرات في الداخل والخارج.
كتب الابحاث والدراسات في مجلة السياسة الدولية، وفي العديد من الدوريات، كان الأول علي اقرانه لخمس سنوات هي مده الدراسة في العام الأخير، حصل علي ممتاز مع مرتبه الشرف الأولي .
كغيره من الشباب كان يحلم بتمثيل مصر .. وزارة الاقتصاد وعلي صفحات جريدة الأهرام تعلن عن حاجتها إلى وظيفة ملحق تجاري.
هرول عبد الحميد شتا الي سحب الملف وقام بملئ البيانات المطلوبة وارفاق الشهادات وصور الابحاث وشهادات التقدير، تم تحديد موعد الاختبار التحريري وظهرت النتيجة، وكان الأول، نعم الأول علي الجميع، فقد كان يؤمن إن الحديد لايفله الا الحديد.
بعدها تم تحديد موعدا للاختبار الشفوي، دخل الامتحان والابتسامة ترتسم علي وجهه النحيل فهو علي مقربه من تحقيق الحلم، حلم الوالد، حلم القرية، حلم أبناء الفقراء، حلم جمال عبد الناصر في المساواة والعدل، الا انه نسي إن جمال رحل، وهو الأن إلي جوار ربه.
انتظر عبد الحميد شتا نتيجة الشفوي كغيره، قال له احد الاصدقاء لقد ظهرت النتيجه هرول مسرعا وسوف يعود مساء الي ابيه حاملا البشري ..
أمام اللوحة المعلن عليها النتيجة وقف عبد الحميد شتا يراجع الأسماء ويكرر المراجعة، ولكن دون جدوي فقد شلت يد الكاتب فلم يكتب اسمه .. في الجهه اليسرى في لوحه الاعلان الأسماء المرفوضة وسبب الرفض، بحلق عبد الحميد بعينيه استعان بصديق فوجد اسمه وقد رفض
( لأنه غير لائق اجتماعيا)
أصيب بصدمة أسودت الدنيا أم عينيه لم يستطع تمالك نفسه سقط علي الأرض تدخل أولاد الحلال حاولوا ايقافه وافاقته، هاهو يتمالك فيقف ليقرر المصير وكان قراره لامكان للنبلاء في هذا البلد فهناك الي جوار الله الأمن والسكينه والاستقرار.
في شوارع القاهرة سار وهو لايعرف أين الطريق وعلي كوبري قصر النيل اختار النهاية المحتومة والقي بجسده النحيل المنهك دون ان يراه احد هكذا اختار .. رحم الله عبد الحميد شتا الشاطر النبيل النابغة ..
**كاتب المقال