مازالت تصريحات الداعية المصري والحاصل على الجنسية القطرية يوسف القرضاوي تثير الجدل وتصب الزيت على النار وتعمق من عزلة الدوحة عن محيطها والعربي. فقد تلقت جماعة الإخوان المسلمين تطمينات من رجل الدين القطري يوسف القرضاوي بعدم الاقتراب من جميع المعارضين للسلطات المصرية المتواجدين في الدوحة حاليًا بأي سوء، وأن وضع المصريين المعارضين في قطر آمن، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة مصرية أمس السبت. ويرى مراقبون في اساءات القرضاوي اثارة للتوتر داخل دول كثيرة وفي مقدمتها مجلس التعاون الخليجي الذي يحاول دائما إظهار التضامن وتنسيق المواقف حيال القضايا الاقليمية والعالمية. وحرض الداعية القطري مرة المصريين واخرى الليبيين والسوريين، على قتل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس بشار الاسد كما اتهم الجيش المصري باستخدامه الأموال السعودية في قتل الابرياء وذلك في تجاوز فج لكل الأعراف الديبلوماسية، لأن التذرع بالاحتجاجات الشعبية لا يبرر مثل هذا التحريض الذي لا سابقة له، مثلما يقول غاضبون من تهوره. وكانت وسائل اعلام كثيرة نقلت عن مصادر منشقة عن جماعة الإخوان المسلمين ان قطر تنوي قريبا إبعاد الشيخ القطري الذي اثار في الآونة الأخيرة تأزما نادرا في العلاقات بين الدوحة ودول خليجية على خلفية تصريحاته المسيئة. وكان استدعاء السفير القطري في ابوظبي أوائل فبراير/شباط الحالي وتسليمه مذكرة احتجاج على تطاول القرضاوي وتحريضه ضد الإمارات، بمثابة رسالة واضحة للدوحة، أكدها ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لاحقا بأن "لا خلاف مع قطر لكن الإمارات لا تقبل التجني والتطاول على سيادتها". ورغم تعمد الدوحة السكوت على اساءة القرضاوي وفسحها له المجال واسعا في مساجدها بالقاء خطبه الاستفزازية والعدوانية، الا انها حاولت مؤخرا تهدئة الاجواء خصوصا بعد ان وجدت نفسها معزولة عن جيرانها وفوجئت بسحب سفرائها من السعودية والبحرين والامارات. وسجلت السعودية والإمارات والبحرين سابقة تاريخية في سحب سفرائها من دولة قطر، في ضوء الاتفاقية الأمنية الخليجية التي وقعت عليها قطر بعد قمة المنامة 2012 والتي لم تحقق الالتزام بها. ومن البنود التي لم تلتزم بها الدوحة ما يتعلق بوقف تحريض قناة الجزيرة والداعية القرضاوي، اللذان لا يزالان يناقضان المواقف الخليجية وينتهجان منهجا معارضا لمواقف الدول الخليجية المستظلة باتفاقيات أمنية ودفاعية موحدة. لذلك سارعت الدوحة مؤخرا الى محاولة التملص من إساءة القرضاوي للإمارات، حيث اكد وزير الخارجية القطري خالد العطية في تصريحات تلفزيونية ان الداعية "لا يمثل السياسة الخارجية لقطر". في حين عادت تصريحات القرضاوي الملغّمة لتزيد الطين بلة وتعمق من عزلة القزم الثري الخليجي. وقال قيادي طلب عدم ذكر اسمه للصحيفة المصرية السبت وهو يتواجد في قطر، أن الشيخ القرضاوي أكد خلال زيارة وفد من "تحالف دعم الشرعية" له في مقر إقامته بالدوحة، أنه لا توجد أي نية لدى السلطات القطرية في ترحيل المصريين المعارضين من أراضيها. وأشار القيادي إلى أن القرضاوي قال أيضًا إنه تلقى نفيًا واضحًا من مسؤولين قطريين لما تردد فى وسائل الإعلام حول وجود اتفاق بين بلادهم ودول الخليج تم التوقيع عليه خلال اجتماعهم الأخير يقضى بترحيل قطر المصريين من قيادات الإخوان وتحالف الشرعية، وفي مقدمتهم هو نفسه، لافتًا إلى أنه نفى ما تردد حول انتقاله للإقامة في تونس بدلاً من قطر. وقال عمرو عبدالهادي، المتحدث باسم جبهة الضمير، المؤيد لعودة الرئيس المعزول، والموجود في قطر، إنه زار بصحبة وفد من تحالف دعم الشرعية الشيخ القرضاوي في مقر إقامته بالدوحة. ونفى للصحيفة المصرية صحة ما تردد حول مطالبة السلطة القطرية المعارضين المصريين والمؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي الموجودين في قطر بمغادرة البلاد، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية القطري خالد العطية أكد خلال زيارته الكويت أنه "لا تنازلات قطرية للمصالحة مع دول الخليج". وشنت السلطات المصرية حملة على جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وأُعلنت الجماعة التي ارتكبت اعمال قتل وعنف غداة تنحية رئيسها المتهاوي شعبيته من الحكم منظمة ارهابية. وألقي القبض على الآلاف من أعضاء الجماعة وقياداتها، من بينهم مرسي ومحمد بديع مرشد الجماعة اللذان يحاكمان في قضايا عديدة بتهم مختلفة منها القتل والتحريض على القتل والتخابر مع الأجنبي. ودخل في وقت سابق قرار الحكومة المصرية بتنفيذ حكم القضاء باعتبار "جماعة الإخوان" منظمة إرهابية حيز التنفيذ. وأصدر رئيس الوزراء المصري قرارا رسميا بتوقيع العقوبات المقررة قانونا لجريمة الإرهاب على "كل من يشترك في نشاط جماعة الإخوان المسلمين أو تنظيمها أو الترويج لها بالقول أو الكتابة أو أي طريقة أخرى وكذلك لمن يمولون أنشطتها".