حسنا ، اكتب عندك ، اسمي جاك ، جاك من دبلن ، جاك الغبي ، ركز على الغبي هذه ! هذا اللقب لم يلقبني به احد فالكل يظنني في منتهى الذكاء والحظوة خصوصا لدى النساء. هكذا بدأ ذاك الاشقر الذي شاركني كابينة قطار الساعة العاشرة ليلا حديثه .كنا وحدنا وكان غارقا في حزن عميق .كان مخمورا .بدا وكأنه يريد ان يتخلص من طوق حزن التف مثل افعى حول رقبته ، اذ راح يفتح ازرار ياقة قميصه . اني اختنق مع ان الجو يثلج في الخارج .وضعت الجريدة جانبا واتجهت بكلي نحوه : العاشرة ليلا وقت بعيد .هل انت معي،؟ شكرا سيدي . اشتقت ان أراها ، ارى كاثي ، تلك التي كنت انتشي بزفير انفها الروماني وفي بريق عينيها ارى اتساع الكون. تصور يا سيدي ، البارحة حتى الصباح سهرت انظم لها قصيدة .لم لا ازورها الآن واسمعها ما نظمت فيها ؟ قلت ، صفقت للفكرة.على عجل ارتديت بدلتي الجديدة وعلى جسمي رششت رذاذا من العطر الذي تحبه كاثي …. بخفة نمر،صعدت سلم العمارة .قبل ان اصل باب الشقة ،خطرت ببالي فكرة ان اباغتها وارى على وجهها ردة فعل الزيارة وكيف ترسم الدهشة على زرقة عينيها.؟ من خلال عينيها كنت ارى كل كاثي ومن جسر رقبتها اعبر الى تفاصيل جسمها . كان الممر المؤدي الى شقتها مفروشا فلا يسمع صوت حذائي الرياضي المطاط .اقتربت كثيرا من الباب، من خلف الباب رحت اصغي .هي موجودة اذن . هاهي رائحة عطرها تتسلل عبر مسامات شقتها الفاخرة . كان الوقت ظهرا واليوم عطلة .ترى ماذا تفعل كاثي الآن ؟ .نائمة، مستلقية على سريرها؟ بأي وضع ؟ على ظهرها ام على البطن تحتضن المخدة و تداعب براحتي يديها صدرها النافركعادتها ؟ تسمع قطعة موسيقى هادئة ، اغنية للارا؟ يالغموض هذه الانسانة التي تغلغلت في اعمق اعماقي دون سابق انذار وتشربت بها !. لا ليس تشربت فقط بل علقت بها مثل عصفور وقع في شبك منصوب لطفل خبيث ، ليتني اسبر غورها ! .اقتربت من باب الشقة . أوه لا ، لا ، غير معقول ، يا الهي هل اخطأت شقتها ؟ لكنها هي من يكركر بنشوة. هذا رقم شقتها وهذا المبحوح صوتها .ما ذا تنتظر؟ الست تعشق صوتها ونغمات كركراتها المموسقة ؟ سجله اذن !. اخرجت نقالي ورحت اسجل ما يدور: ههههه ،نعم احب كل بذاءات كلامك، لا تدري كم اعشق هذا النوع من الفشار.انت قاموس لكل الكلمات البذيئة في العالم ياهنري .انا من النساء اللائي يذبن حبا في مثل هذا الغزل .هنري اعبدك .انا اعبدك هل تفهم ما اقول ؟ اعرف انه كلام بذيء لا يعجب جاك ولكني اعشقه واعشقك ..لا، لا جاك بليد مثل قطارهندي قديم يسير على البخار، كلاسيكي حتى النخاع لا يضحك عاليا لا يقهقه تصور يا هنري رجل لا يعرف الا بالكاد يبتسم شيء مقرف ! لا يعرف مثل هذه الكلمات فوق ذلك ،.لا يحترم مطلقا من يقولها ويعتبره فارغا منحط . .لا لا ابدا لم اظلمه ،بل اشفق عليه واشغل به فراغي .لا ليس لعبة، ليس الى هذا الحد فهو حساس لا يخلو من ذكاء يا هنري . هو ، ليس مثلك ،لا، لم يسمعني مرة كلمة بذيئة ولا يعرف كيف يغازل على السرير مثلك ، فعندك خزين كلمات تداعب شغاف القلب تذكرني بكلمات امي حين توبخني ، يا هنري . من اين تعلمت كل سباب العهر وهذا الفشار ؟ من امي ، يا كاثي ،ههههههه.أمي كانت عاهرة . فتاة ليل في شوارع دبلن. كان الفشار وسيلة دفاعها بوجه السكارى المتسكعين من سقط المتاع .نعم عاهرة ياكاثي ربما مثل امك. هل كانت امك عاهرة يا كاثي ؟ ههههه.هنري ، سأحفظ عن ظهر قلب مفردات فشارك كرصيد .ربما ذات يوم احتاجه .هههههه .قلت لك دعك من هذا الابله جاك ، هل تغارمنه ؟. دعك منه فهو قطة اليفة عمياء بلا مخالب يرسل لي على النقال قصائد تبعث على الملل صدقني ، احبك يا هنري .لم لا تريد ان تصدق ؟ احبك يا هنري ، هل اصيح مثلما تصيح لارا ؟ je t,aime كانت ترد على الطرف الثاني على النقال .كدت اصعق. شعرت بدوار يلفني ومطارق تطرق هامتي .تساءلت ، مستغربا في اي مبغى كانت ام هنري تمارس مهنة الدعارة لتحفظ كل هذا الكلام المبتذل ؟ نزلت اترنح .في شقتي عصرا تمدد ت على سرير النوم .لاحت مني نظرة الى موعد لقائي بكاثي . الوقت يقترب جدا من العاشرة .اعرف انها تضبط المواعيد تماما مثل ساعة بكبن ! .على مدرجات السلم، سمعت وقع حذاءها يقترب . كنت قد تركت باب الشقة مفتوحا. على مهل فتحته .تظاهرت بالنوم .بوقار قديسة دخلت كاثي .بشال من حرير كانت تطوق جيدها. كان الشال يغطي جزءا من ثدييها النافرين في حالة تمرد على الساري الهندي الرقيق .سحبت كرسيا وقابلتني .تململت . بخبرة خبير نهضت وسارت نحو المطبخ الذي تعرف كل ركن فيه . صبت لنفسها فنجان قهوة ثم عادت .جلست قبالتي . راحت تتلذذ ببخار القهوة وتنظر بشبق الي. كنت لا ازال متظاهرا بالنوم .حركت الكرسي كي يخرج صوتا ثم بالملعقة راحت تضرب فنجان القهوة .اخرج الفنجان صوتا . سعلت بصوت عال . فتحت عيني فانحنت فوقي .تهدلت خصلات شعرها على صدري . كانت غارقة في عطر نسائي مثير. للأمانة كانت كاثي بارعة في اختيار العطور المثيرة مثلي . داعبت ارنبة انفي باصبعها. نزلت الى شفتي التي طالما قبلتهما. لم انبس ببنت شفة. كنت انظر اليها .ادرس حركات جسمها .انحدرت حمالتا ثدييها فافلت الثديان من عقالهما . رأيت الحلمتين مثل حبتي كرز ، صديقتي الأثيرتين . كنت مثل صخرة باردة.يا الهي انه كومة جليد سبيري . عمدت الى مسجل كان على طاولة قرب سريري . اختارت موسيقى مون آمور. انسابت الموسيقى بهدوء ملأت كل مسامات غرفة النوم .كنت لا زلت انظر بصمت اليها . جاك مابك حبيبي ؟ . تظاهرت بمضايقة معطفها الفرو نزعته ونزعت شالها الحرير الذي كنت قد نقشت اسمينا عليه ثم راحت تداعب شحمة اذني وانا انظر اليها ببرود ولا مبالاة .من رف قريب تناولت قنينة شمبانيا . ملأت كأسين . جلست على حافة السرير، تفضل جاك، قالت ومدت يدها بغنج نحوي . لم امدد يدي . يا الهي ماذا دهاك ؟ جاك ، تكلم .قل اي كلمة ، هل اصبت بالخرس؟ صرخت بنفاد صبر. تململت في فراشي .حدقت في عينيها و ببطء ضغطت على زر النقال الذي كان ملاصقا للسرير .. صفعها تسجيل صوتها فترنحت وكادت تسقط مغميا عليها لكنها تماسكت . وقفت قرب رأسي وبغضب حدقت بي. بصوت يشبه عواء حيوان جريح خاطبتني . فتحت فمها عن آخره ، هل كنت تتجسس علي ايها الحقير؟ قسما سأقاضيك قالت مهددة واردفت شكرا هنري ، الآن سأفرغ كل ما علمتني من سباب فهذه ساعته .سأغرق هذا الأخرق بكل ما علمتني من بذاءات . افرغ كل ذخيرني بوجه هذا الوغد اردفت وامطرتني بسيل من سباب بذيء لم اسمعه حتى من اقذر العاهرات . رفست سريري وخرجت حانقة ترعد . ساعتها عرفت كم كنت غبيا حينما نظمت فيها اجمل القصائد ؟ . انا الآن مسافر كي اعيد ترتيب حياتي من جديد .ابتعد عن خرابة الأمل . وما دمت يا صديقي كاتب قصص، عدني ان تكتب قصتي دون تحريف .اوه ، بالمناسبة ، هناك في مرحاض العربة القيت اجمل ما كتبت لكاثي من قصائد ! . ..أه ها نحن وصلنا فقد توقف القطار وداعا يا صديقي الكاتب .قال جاك ثم قفز من عربة القطار !! ..