هذا وجه اعرفه .. لا.. لا اعرفه.. لكنه يشبهه كثيرا.. ربما قابلته ذات يوم.. ربما رافقني الي مكان ما.. ربما كان بيني وبينه شئ ما.. احاول ان اتفرس ملامحه.. نعم هو..هو.. الا انه تغير كثيرا.. صار اكثر هدؤا.. اقل عصبية.. ابسط تعبيرا.. اقل ثورية.. لكن ملامحه توحي بانه لم يرني من قبل.. حاولت ان استجمع الذاكرة.. ان الملم خيوطها.. ان اجتر الاماكن التي جمعتنا.. المواقف التي مرت بنا.. الاشخاص الذين احاطوا بنا.. نعم ..نعم ..هو نفس الوجه الذي صودرت لوحاته.. كسر قلمه.. ابعد عن الخدمة العسكرية... زج به في المعتقل.. فصل من عمله.. حيل بينه وبين اسرته.. انه هو... كانت بيننا اشياء كثيرة.. لا بد انه يذكرني.. تقدمت منه . .صافحته.. مد يده بفتور.. ابتسمت في وجهه.. لم يبادلني اياها.. شددت علي يده.. بدا غير متاثر بذلك.. شعرت بالحرج.. سحبت يدي ببطء.. اتي الطبيب.. اخرجني من الغرفه.. اصطحبني معه.. نظر الي هل تعرفه نعم زميل درب ورحلة سنين قد نحتاج اليك لاحقا خيرا تحتاج الذاكرة لبعض الوقت لتعود اومأت اليه اسفا تلهو ابنته الصغري بدميتها..تنظر الي الطبيب: ليتك تدعه بلا ذاكرة لالهو معه قليلا