بقلم : أحمد الهادى لعل اكثر ما يجعل أي فرد منا ان يتكلم ويتحدث في السياسة هو كبته وهزيمته فالمهزوم هو الذي يستطيع ان يخرج كل ما في قلبه بطلاقة وتلقائية دون ان يتعرض لاي مؤثرات خارجية . والمشكلة الكبري هي انه كل فرد منا دائما يكون علي يقين انه هو الصواب علي طول الخط ويرفض ان ينتقده احد ويشكك في كل كلمة تقال عليه مطالبا بالدليل فهل الاحاسيس تحتاج الي دليل وهل الرؤية تحتاج الي دليل وهل التفكير يحتاج لدليل وهل المنطق يحتاج الي دليل هل اذا رايت سارق يسرق وهددني بالقتل اذا تحدثت بشئ وعندما يقبض عليه واكون شاهد يقول لي اي دليلك فاني قد احتار امري حقا . ان الثورة ثورة الحرية كسرت بداخلنا نحن الانسان البسيط وحش كان يعيش بداخله طيلة عمره وكان يسيطر عليه وعلي افكاره وتوجهاته وهو وحش الخوف الذي قتل بداخلنا فاصبحنا احرار في كل شئ والعاقل منا هو من سيمزج حريته بتعقل واعي وفاهم لما يدور حوله وعلي النقيض فكل فاسد كان يكمن بداخله هذا الوحش وحش الخوف ولكن كان هناك ايضا وحش الفساد وحب النفس وكان الاثنان في صراع مستمر وكان بطل هذا الصراع دائما هو وحش الفساد وهذه نتيجة منطقية جدا لانه من يوجد بداخله الفساد فانه اكيد لا يخشي ممن خلقه فيكون وحش الخوف بدخله في غيبوبة والان وبعد الثورة قتل وحش الفساد وينتظر مقتل صاحبه لان وحش الخوف من المجهول بداخله كفيل بان يقضي عليه . وهناك ومازال فئة وهم من يطلق عليهم "ادوات نظام" وهم من يهتفوا لاي نظام موجود وهؤلاء هم من نخاف منهم وشريحة عريضة منهم متمثلة في بعض الاعلاميين الذين يكونوا دائما حريصين علي ارضاء الانظمة التي يعملوا تحت قيادتها او يستخدموا لتوجهات خاصة. وهناك من ظهروا بعد الثورة وكانهم ابطال ويتحدثون عن الماضي متباهين بمن تبرأوا منهم فهؤلاء هلي سيكون لهم مصدقية بعد ذلك هل سيستطيع شخص واعي وفاهم ان يسمع لهم ويقتنع بكلامهم اعتقد انه مستحيل . اننا حقا لا نريد مصداقيات زائفة فكفي الدهر كله نعيش في اكذوبات زائفة وضعها فيها من قبلنا بداية من عبد الناصر صاحب الاكذوبة التي صفق لها الجميع وهي اكذوبة التعليم المجاني التي نعاني الان ويلاتها وهو الذي تسبب في ذلك لانه كذب علي نفسه قبل ان يكذب علينا لانه لم يكن هناك تخطيط صحيح لكي يقوم بتعليم عشرة ملايين من الطلاب دون ان يضع جدول زمني او خطط مستقبلية ولكنه لم يفكر سوي في النجاح الشخصي واهمل مصلحة امته فهو اردا ان يهتف له الجميع من بعد مماته فهو كان يعرف ان النجاح سهل ولكن الاستمرار عليه هو الصعب . واكذوبة الجماعات الاسلامية التي كان معظظمها يبين لنا انه هو من يحارب النظام وهو من يسترد للضعيف حقوقه ولكنها اكذوبة اخري . واكذوبة البرجماتية التي تصنع هذه الايام امام اعيننا ممن اعتادوا خداعنا واستغلال جهلنا السياسي ولكنهم اساليبهم اصبحت مالوفة وسهل علي من يفهمهم ان يكشف اكاذيبهم. واكذوبة السلام التي وضعنا فيها السادات مع خصم ضعيف واضعف من الباعوضة فهذه المعاهدة في مصلحة هذا الخصم الضعيف الذي يخاف منا ولا يصدق أي شخص منكم ما يقال عنهم فانهم اضعف الضعفاء ولكن قوتهم في حروبهم النفسية التي يشنوها علي شبابنا الحرب النفسية التي صورت للشباب جميعا ان خصمهم اقوي الاقوياء ولكنهم نسوا ان خصمنا كيان واننا خير اجناد الارض. واكذوبة الصناعة التي لا اعلم من السبب فيها هل نحن بتفكيرنا السئ تجاه التعليم الصناعي و تفكيرنا جميعا ان نكون اطباء وهندسين وصيادلة وفي نهاية المطاف لا نجد لنا وظيفة فلماذا لا نسير في طريق تفكيرنا وهواياتنا وننظر الي مستقبلنا ومستقبل بلدنا فانت من السهل ان تصنع مستقبلك ولكن من الصعب ان تضمن لابنك مستقبل جيد فالضامن الوحيد هو مستقبل الامة وتطورها ونموها. والاكذوبة الكبري اكذوبتنا نحن وتفكيرنا الذي سيجعل اصحاب المصالح ينتصرون علينا فعندما تحدي "خريستوف كولمبس" حساده ان يوقفوا بيضة علي طرفها حاولوا كثيرا فعجزوا فلما ضغطها هو علي طرفها قامت مستوية فصاح منافسوه :كنا جميعا نستطيع ذلك ..قال : ولكنكم لم تفعلوا ...وهل كان اكتشاف امريكا الا كذلك؟ فنحن جميعا حلول مشاكلنا امامنا ونستطيع التغلب عليها فنحن عندما اعلنا ثورتنا علي الفساد كان سلاحنا تمسكنا بالحقائق التي رسمتها الفطرة الصادقة فينا وليس عن طريق شئ جهنميا لا نعلممه. فكفي كفي مصداقيات باهتة نصدقها دون تعقل فالصدق صدق ليس فيه شك ولن نقبل بصدق باهت بعد ذلك حتي لا تتحكم فينا الاكاذيب التي اغرقتنا سنين طويلة حتي لا نجد ف النهاية بعد ان يتفتت غلاف الصدق الباهت بركان الكذب الخامد بداخله يثور ثورته العارمة.