لأننا نستعد لاستقبال شهر ابريل وكذبته الشهير .. وبعد سقوط الأقنعة عن عملاء امن الدولة والخارج انطلقت خطة اعلامية مسعورة لتجميل الوجوه.. وخرج علينا المناضل الهمام أيمن نور بهذه القصة الخايبة مع عمرو الليثي المتهم بالعمالة .. القصة رواها الدكتور أيمن نور والذي كشف بالمستندات : كيف تلاعب أمن الدولة بأمن الدولة . وكيف إستخدم هذا الجهاز لتصفية المعارضين للنظام ، معنويا وأدبيا وماديا . وكيف يتم تلفيق الإتهامات والمحاكمات وإصدار الأحكام بالسجن والإعتقال . قال أيمن نور : "دعاني الي العشاء الصحفي المرحوم ياسر فرحات . كان ذلك عام 2001 . عندما وصلت الي مكان الدعوة ، وجدت في إنتظاري اللواء أسعد حمدي وكيل المخابرات العامة آنذاك ، بعد دقائق من اللقاء ، أخرج اللواء صورة شيك بإسمي مسحوب علي بنك كريدية ليونية فرنسا . قيمة الشيك إثنين مليون جنيه . سألني اللواء أسعد بصراحة ووضوح : ماهي قصة هذا الشيك . لقد فتشنا في كل حساباتك ، فلم نجد إلا 14 دولار في أحد الحسابات . وشوية فلوس مصري في حساب آخر . فتشنا جيدا . هل صرفت الشيك داخل مصر وخارج مصر . وتأكدنا أنك لم تصرف الشيك . أرجوك إكشف لنا سر هذا الشيك ، لأنه مسأله محيرة للغاية . ونحن جهة ينبغي أن نكون علي علم بمثل هذه التمويلات . الأوراق والمستندات التي أبرزها اللواء أسعد ،أصابتني بالهول والصاعقة . لم أتمالك نفسي إلا بعد فترة طويلة من الزمن . قلت له : لا أعرف بالضبط . لكني دعني أحاول الوصول الي الحقيقة لأساعدكم وأساعد نفسي . سافرت الي باريس . ورفعت دعوي مستعجلة لكسر سرية حساب الشيك ، بمساعدة وزارة الخارجية الفرنسية . وحصلت علي حكم بالفعل . وقدم أيمن نور الي عمرو الليثي صورة الحكم وترجمة رسمية باللغة العربية . تبين أن الشيك صادر من مكتب صرافة متواضع النشاط في أحد أحياء باريس . ولم يصدر من بنك كريديه ليونية مباشرة . صاحب الشيك إسمه يحي عبد الجابر . عرفنا عنوانه ، وتوجهنا الي المكان ، فتحت لنا سيدة جزائرية فرنسية . ماإن سمعت بإسم يحي عبد الجابر ، حتي أطلقت علينا سيلا من اللعنات . إكتشفنا فيما بعد إن السيدة ، كانت متزوجه من يحي عبد الجابر ، وأنجبت بنتين . الرجل خطف البنتين ، وسافر بهما الي القاهرة . السيدة لم تسكت . أقامت باريس عن بكرة أبيها . بكت ورفعت صوتها بالحزن والألم . إرحموني .. رجل مصري خطف بناتي . وحرمني من فلذة كبدي . ونجحت في حشد الرأي العام لقضيتها . فهي جريمة خطف وإعتداء علي عواطف الأمومة .. إنتهت القضية بمشهد درامي . وصل الرئيس الفرنسي وأقنع الرئيس مبارك بتسليم الفتاتين . وإصطحبهما علي الطائرة الرئاسية عائدا الي باريس .. إستقبلته الجماهير بعاصفة من التصفيق . إنتصرت فرنسا علي الجريمة المصرية . وسجلت الصحف ومحطات التلفزيون الحدث لحظة بلحظة ..كان الإحساس بالإنتصار للمرأة المسكينة ، طاغيا في كل مكان في فرنسا .. بعد جهد كبير وصلنا الي يحي عبد الجابر نفسه . سألته ماقصة الشيك الذي أصدرته بإسمي .. أجاب الرجل : إن مباحث أمن الدولة في مصر إعتقلتني ، وعلقتني كما تقولون . وطلبوا مني تسليم البنتين خلال ساعات . وأرغموني علي كتابة هذا الشيك لحسابك ، حتي يكون ورقة ضغط ضدي ، إذا حاولت إسترداد البنتين عن طريق القضاء المصري أو الدولي . وظل الشيك محفوظا لدي جهاز أمن الدولة لإستخدامه عند الحاجة .. وعندما إحتاج الرئيس مبارك الي مايمكن أن يهددني به ، تم إبراز الشيك ، والإدعاء أن نشاط السياسي ممول من قوي أجنبيه . عندما تكاملت أمامي الصورة والأوراق ، سلمتها للسيد عمر سليمان مدير المخابرات آنذاك . وكان الرجل مقتنعا ببرائتي لكن للسياسة أحكام وللمصالح منطق مختلف .. القصة والأوراق في عهدة عمرو اللثيي .. وسؤالنا في النهاية هل ساعدتك السفارة الامريكية في اكتشاف الحقيقة ام امتدت العلاقات للسفارة الفرنسية .. ولماذا الآن وأنت مناضل .. وكل عام وابريل جديد