بقلم محمد غالية سؤال يلح بكل قوة على عقلى لماذا قمنا بالثورة ؟ ، والسؤال ليس محض دعابة طرحها عادل امام فى مسرحية الزعيم ولكنه سؤال حقيقى واقعى يطرح نفسه على الساحة ، لقد خرجنا جميعا نحن الشباب وأيدنا الخروج طوال أيام الغضب ، لم يستطع شخص واحد أن يمسك علينا خطأ أخطأناه فى هذه الأيام لتصبح الشرطة وحدها هى المتورطة فيما حدث من خروج المظاهرات عن كونها سلمية ، ولتتحمل وحدها تبعة تهور وزيرها وأوامرة المجحفة التى لا تخرج إلا من طاغية لا يحمل فى قلبه أى معنى من معانى الإنسانية ، اضطربت الأحوال فجأة؛ فلقد حققت نجاح لم يستوعبه الجميع ليظهر لنا المتنطعين والمرتزقة ممن حاولوا أن يقوموا على أكتاف تلك الثورة ، ولكن بقى الشىء الأهم فلم يكن فى البداية النداء بإسقاط الرئيس بل كان بإسقاط النظام لم تدع إلى اسقاط رأس النظام ، وخطوة بعد خطوة وكلما سيطر المتظاهرون على الميدان تكبر مطالبهم وتتعاظم مع قوة موقفهم . ولكن لنعود إلى الوراء قليلا ولنفكر فى بداية تلك الثورة ولماذا بالفعل قمنا بها؟! لقد قمنا بها ردا على القمع ودحض الحريات بكل وسائل القوة وردا على الفساد الذى ملأ الأجواء وأصبح ينتشر كالهواء الفاسد فى سماء مصر دون أن يرحم مواطنا واحدا من أن يتخلل أنفه ، وبحق لقد ساهم الجميع فى الفساد من رئيس الجمهورية وحتى أخر موظف حكومى فالمسئولية مشتركة ، ولكن السبب الأكبر فى القيام على الحكومة هى سطوة جهازى الشرطة وأمن الدولة على البلد لتصبح تحت حكم بوليسى خالص قائم على القمع . لقد اخترنا ان نقاتل من اجل حرية تعبيرنا ومن أجل مصر ، واليوم نحن نقاتل بعضنا بعضنا وتركنا هذا المبدأ الرئيسى الذى قامت لأجله الثورة ، ستجد اثنان فى كل بيت يختلفان فى الوضع الراهن ، وستجد بين كل صديقين شحناء وبغضاء لما حدث من فرقة ، ومن يقول أنه لا توجد فرقة وأنه مجرد قلة مندسة.. الأمر الذى تصوره قناة الجزيرة بما تضيفة على اخبارها من قليل من التوابل لتضيف على أخبارها نوعا من التشويق وجذب الإنتباه أو ما تقوم به الفضائيات المصرية من محاولة اظهار الحياة بلونها الوردى وكأن الأمور مستقرة ولا يوجد شىء يستدعى كل هذا.. وأن من فى التحرير الان قلة مندسة ، فسندعنا من توابل الجزيرة وورد القنوات المصرية ، سنتكلم بلغة البسطاء ممن يملأون الشوارع ، فمن ينزل إلى الشارع سيجد إنقسام بين فريقين مؤيد ومعارض وهذا هو الذى لا شك فيه ، ولا يهمنا من على صواب ومن على خطأ ففريق التحرير ينظر لمن هم فى البيوت أو تركوهم وعادوا انهم خونة وأنهم ضحية للإعلام المصرى ممن استخف بعقولهم ،وفريق المؤيدين يرى أن من فى التحرير متسببين فى توقف حال البلاد وأنهم من يشعلون الفساد الاّن بعد أن بدأوا بإصلاح حقيقى دوى صوته فى كل أرجاء البلاد الأمر الذى ترتب عليها صحوة غير عادية للنظام . لقد أردت من كلماتى هذا ألا ننسى فى النهاية أن قمنا لأجل حرية التعبير فلا نجعل خلافنا فى الرأى سببا لفرقتنا وتباعدنا ، لما رأيته من تنافر وتباعد وخصام بين من كانوا أصدقاء بالأمس صاروا اليوم أعداء واصبح الطرفان يعاملان بعضهما البعض بموقف التخاذل والخيانة وعدم النظر لمصلحة مصر ، فبالله عليكم لا تجعلوا بداية فرقة بينكم.. لن نخسر بعضنا البعض لمجرد رأى شخصى ، لنتقى شر تلك الفتنة ،سندعو لمن بالتحرير ولن نثبط أحد عن موقفة ولن نتهم ممن يحملون الفكر الأخر بفساد النوايا فالإثنين إخواننا فى النهاية . لنفكر قليلا ونعد للوراء ليلة الخامس والعشرون ولنتذكر أهداف ومبادىء سعينا لأجلها ولنعلم حقا لماذ قمنا بتلك الثورة ؟!