بقلم فاطمة عزيز بين الأبيض والأسود ..... دائما هناك لون ثابت يهضم حقه ...... فلا يلتفت اليه أحد أو يفكر فى أتخاذه كمنطقة وسطى ومحايدة بين اللونين ....... البعض يفضله أسود ... فالأسود أفضل من اللون الأبيض كصديق ليل لأنه الأقدر على الستر ..... والأبيض أفضل من الأسود كرفيق درب لأنه الأقدر على النور والأضاءة ..... وكواقع ...الأسود أقوى ففى معركة الحياة ينتصر الأسود ... وفى معركة الحب ينتصر الأسود ... وفى معركة الصداقة ينتصر الأسود .... ومع هذا يتمنى الجميع أن يكون كل منهم أبيض ربما لأنهم يمارسون الأسود كخطيئة ويمارسون الأبيض كقناع ....... وللبياض عبء يثقل كاهل حامله بما يفوق طاقته ... فحمل البياض فى الوقت الأسود ثقيل ... ثقيل جدا ........ للبياض ضوء وللأسود أنطفاءة ... لهذا الأبيض يكشف والأسود يستر ..... الأبيض يكشف لأنه يضىء والأسود يستر لأنه يخفى ..... ........ ........ لكن لا تفقدوا الثقة بقوة البياض ولا تأمنوا لقوة السواد كثيرا .... فالبياض قد يخذل صاحبه على أمتداد الدرب ... ولكنه لا يخذله فى نهاية الدرب ..... بينما قد يستر الأسود صاحبه على أمتداد الدرب ...... لكنه لا يستره فى نهاية الدرب أبدا ............ لذا لا تكتفوا بلون واحد فقط وحاولوا الأحتفاظ باللونين فمن الغباء أن تكون الأبيض الزاهى فى وقت الأسود القاتم ....... ومن القسوة أن تكون الأسود فى زمن الأبيض الزاهى ............. ولا علاقة بين حجم خطايا الأنسان ومساحة بياضه .... فذنب الأنسان قد يخضع لظروف معينة وبيئة معينة .... لذا حجم الذنب لا يقيس مساحة البياض بداخلنا ......... فبعض الأعمال لونها أسود ونياتها بيضاء ...... وبعضها الأخر لونها أبيض ونياتها سوداء ....... فما رأيكم أصدقائى؟