عندما ذهبت إلي شاطئها الحزين الذي يشاطرها إحساسها المكسور جلست ترنوا إليه بعينين مهمومتين محاولة التخلص من ماضيها المزعج فجلست تحدث الأمواج قائلة: يا أمواج البحر الحزين اضربي كل صخرة لتصرخ وتناشد قلبي الجريح أيا أمواجا عاتية في شتائي الطويل اعزفي ألحانك على جوانب سفني الماضية حطمي قواربي البطيئة وأعلني ثورتي على ما فات فلن أعود طريق الدوامات وبينما هي تحدث الأمواج هطلت الأمطار معلنة مشاركتها حزنها فانهارت دموعها وتذكرت أنه يومها لتكمل عامها الرابع والعشرين وأنها فقدت حبها وهي في ريعان شبابها بكامل إرادتها حتى تكمل طريقها لتحقيق ذاتها نظرت للسماء والدموع تجري كشلال على وجنتيها قائلة: أيتها السماء زيدي من أمطارك الحانية التي تتغني مع عيوني الباكية وتنشد ألحان الوداع. يا سُحباً فاضت علي بمائها وأغرقتني بغضبها على دنياي الخائنة أزيلي همومي واغسلي أحزاني . وبينما هي تحدث السحب شعرت ببرد يعتريها فزاد غضبها على حبها لشخص توهمت انه سيكون دفئها من برد يجتاحها يوما ، وتذكرت أول لقاء لهما في نفس المكان ، تذكرت صوته القوي يقول لها سأكون لكي الأمن والأمان ولن أتركك لحظة تمر في الزمان إلا وأنت معي ، فصرخت ثائرة مع رياح لفحت وجهها الحزين على كل لحظة مر بها الصقيع وهو غير بصير بها يراها مبتسمة وهي ترتجف بردا بداخلها فقالت محدثة الرياح: اقوي علي أيتها الريح وصيري إعصارا يدمر حبي الغريق، كسري أوهام ظننتها يوما أحلاما، حطمي قلبا ظننته فارسا، اقسي وزيدي قسوة فسأحول أحزاني معك إلى أفراح . وتذكرت أحلامها قبله وبدأت تجفف دموعها المنهمرة بينما تنقشع السحب عن السماء معلنة ظهور الشمس مع بداية النهار و بدأت ترى هدوء الشاطئ الثائر وترتسم على وجهها ابتسامة أمل تشاهد فيها طريق جديد دون أوهام وخداع وارتسم أمام عينها طريق المستقبل المنشود منثور على جانبيه حدائق الورود تزف إليها ألحان الأمل بخطوات متأنية وأماني مشرقة . وغادرت الشاطئ وهي ترجو من الله أن يعينها على تحقيق الحلم الجميل ناظرة الي الشمس في السماء مخاطبة إياها : أنيري يا شمسي الغالية طريقي الجميل .. وانثري أضوائك على دنياي الهائمة ، وأريحي بالي باحتواء دافئ . والآن سأعلن نهاية الأحزان ، وأزف أخبار الأفراح وسارت في طريقها معلنة أن تبدل طريق الذهاب الحزين بطريق عودة مزدهر بالأحلام