عقبال كل أعوان الكيان الاسرائيلي .. حيث تعيش إسرائيل رعب شديد منذ اندلاع المواجهات فى تونس ، وعقدت جلسات أمنية وسياسية داخل الحكومة الإسرائيلية لمتابعة مجريات الأمور فى تونس مع المسئولين الإسرائيليين المتواجدين فى تونس ومع كبار قادة الجالية اليهودية فى تونس، حسب ما كشف عنه التليفزيون الإسرائيلى مساء أمس. ونقلت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة أن الحكومة الإسرائيلية تلقت قبل 3 أيام تقارير مقلقة حول ما يدور فى شوارع المدن التونسية. وأشار التليفزيون الإسرائيلى إلى أن مسئولين إسرائيليين كانوا قد شعروا بالقلق على الرئيس التونسى، زين العابدين بن على، وعلى مستقبل نظامه قبل أيام قليلة من هروبه خارج البلاد، مضيفة بأن إسرائيل كانت تعتبر بن على من أهم الرؤساء والأنظمة العربية المؤيدة سراً لسياستها بالمنطقة. وأضافت المصادر الإسرائيلية أن فرار الرئيس التونسى مساء أمس، الجمعة، وتوجهه لمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، بسبب الثورة التى وقعت بالشوارع والأحياء والمدن التونسية مؤخراً جعلت الأوساط السياسية الإسرائيلية تخشى بشدة أن يأتى حاكم تونسى جديد يغير السياسة التونسية وينظر إلى إسرائيل على أنها "عدو" وليست دولة صديقة كما اعتبرها زين العابدين من قبل. وقال جوناثان جونين، محرر القناة الإسرائيلية للشئون العربية، إن فرار بن على مثل نهاية حقبة بتونس ولأعمال القمع ضد شعبها، مضيفا أنه من الصعب معرفة ما سيحدث فى تونس فى الساعات المقبلة بعد فرار الرئيس من البلاد فى موقف وصفه المحرر الإسرائيلى ب "المخزى" له. ووصف المحلل الإسرائيلى ما يحدث فى تونس حاليا ب "الدراما" التى سطرها التاريخ تجاه تونس، مضيفا أن السقف الزجاجى الذى كان مفروضاً على مواطنى تلك الدولة قد انهار وتحطم على يد منظمى ثورة "الخبز والحرية" من الشعب التونسى بعد عناء ظل 23 عاماً. جدير بالذكر أنه على الرغم من احتضان تونس لمكتب منظمة "التحرير الفلسطينية" فى تونس فإنها تسمح فقط بدخول قادة المنظمة إلى أراضيها، فى حين أن النظام التونسى السابق برئاسة زين العابدين منع المظاهرات التونسية للخروج فى شوارع تونس للتظاهر ضد إسرائيل خلال الحرب على غزة عام 2008، كما منع جمع أموال وتبرعات مادية لمساندة أهالى القطاع. نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي وأكد سيلفان شالوم، نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي، أن ما حدث بتونس قد يكون له نتائج خطيرة على إسرائيل ، في حوار له مع إذاعة إسرائيلية ، أن ما حدث بتونس قد لا يؤثر بشكل مباشر على أمن اسرائيل في الوقت الحالي، موضحا أن الخطر يكمن في أن ينتقل النموذج التونسي إلى بلدان عربية مجاورة لاسرائيل مما سيؤثر على الدولة العبرية ومصالحها بشكل مباشر. وأعرب نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي، الذي أشار إنه ينحدر من أصول تونسية، عن خوفه من فكرة أن العالم العربي يشهد مرحلة دقيقة و حرجة، وقال:'' ما حدث في تونس قد يؤدي إلى صعود قوي إلى الحكم بشكل ديمقراطي في دول عربية أخرى، مما يهدد أمن اسرائيل لأنه في هذه الحالة من الممكن أن تتبنى مثل تلك الأنظمة المُنتخبة ديمقراطيا أجندات تمثل شعوبها التي تكره اسرائيل مما سيكون له أكبر الأثر في تهديد أمن اسرائيل القومي''. وأشار شالوم إلى المصالح المشتركة التي تجمع اسرائيل والدول العربية مؤكدا أنهم يشتركون معها في محاربة ما أسماه ''الأصولية الاسلامية'' موضحا أن التعاون الأمني والمخابراتي المباشر والغير مباشر الحالي القائم بين اسرائيل والأنظمة العربية يقف وراءه فكرة ''الكراهية المشتركة للتيارات الاسلامية المتطرفة''. وقال أن نشوء عالم عربي ديمقراطي سينهي ذلك التعاون و تلك الشراكة العربية الاسرائيلية لأن الشعوب العربية بصفة عامة يكرهون اسرائيل.