في بركة أسى الأيام تغرق أفكارها ... وفي قهر الوحدة والصمت ينهزم عمرها الوردي ... صباحات باهتة تتبعها مساءات مضجرة ... حياة جافة متيبسة كشجر الخريف ... تحتفظ بالنسغ حيا داخل أوردتها بأنانية بالغة حارمة الأوراق والضعيف من الأغصان من ينعه ... فتصفر الأوراق وتموت متساقطة حول الجذع الكبير تاركة الأغصان عارية ينعي بعضها الحياة ..... هكذا تصورتها وأنا اقابلها بعد فترة طويلة ... هكذا وجدتها وهي تتآلف مع وحدتها وتنفق ايامها في شراء نهايتها المؤكدة والتي لابد منها حسب قولها تنتظرها بأستسلام ويأس بالغين ... وافهمتها أني لا ولن أوافقها الرأي فلي نظرة تختلف عن نظرتها للحياة .... أنا أعشق الحياة حتى وإن صهرتني ببودقتها ... اي نعم أتأثر ... وأنزعج ... والعن يوم ولادتي احيانا ... ولكني لا أكره مامنحنيه الله واخبرني انه لي ومن حقي ان ابدأ البداية واعمل للنهاية ومابين الأثنين أياما مضغوطة أعيشها وداولها كيف أشاء ضمن حدود المسموح .... والكثير من طرق السعادة مسموح ... الحياة تجربة لاتعيد نفسها ... أيامها لاترجع الى الوراء أتجاهها للأمام فقط ... واليوم الذي يمر يصبح ماضيا .. أيام أنانية لا تتوقف لحزني أو تكترث لألمي لذا فأنا أقتنصها وقد أُفحمها حين تتقاذفني الأحزان فأبسم لها . أنا أعيش بقلب طفلة مشاغبة ... وصباح وردة ... وزقزقة عصفور ... وجموح فرس .... وعناد يعفور صغير ... ووووو جنون عاشق وبعد عدة محاولات استطعت إخراجها من صومعة يأسها ... قذفت بها وسط حديقة للزهور لترقص معي تحت المطر تجمع النوار والزهر فراشة تلثم خدود الورد ...تقفز كالأطفال ناظرة للشمس على أنها نور وبهجة ودفء ... لا ضوء حارق للوجوه والأبدان كما كانت تتصور