بقلم احمد خيري مر يومان .. وانا اسمع نداءات مريم وجورج .. يستغيثون .. ينادون .. والنار تلتهم أملهم .. فرحتهم .. ملابسهم الجديدة الخاصة بالعيد .. مر يومان .. وصوت محمد ومحمود وعبد الله .. حراس الكنيسة .. يطن في رأسي وهم يسارعون .. ويحمون بصدورهم وأجسادهم النحيلة اخوتهم .. من الشظايا وغدر الاخساء.. تاركين ورائهم اطفال .. عروسة تتزين لانتظار عريسها .. لفداء إخوتهم المسحيين .. قررت عدم الكتابة .. والدخول لمحرابي .. لابتهل .. وادعوا الله بان يحمي وطننا .. ولكن اليوم .. وما رايته من قطع طرق .. وهتافات بحناجر ليس حناجر اخوتنا المسيحيين .. ولكنها مستوردة من الخارج .. تصرخ لكي تمزق الوطن .. قررت ان اقول ما اشعر به .. سطرته بحبات مشاعري .. حينما شعرت اليوم أن "الوطن" دخل حجرة الإنعاش .. ولكن أسمحوا لي .. يجب ان نعترف بأن الوطن مريض .. نعم مريض بسبب الجلطة .. وقسوة الدماء التي لطخت الجدران.. والتي جعلتنا نرفع ايدينا .. صرخاتنا .. دعواتنا .. صلينا .. دفعنا بدمائنا لتختلط داخل أجساد إخواننا المسيحيين .. رسمنا الصليب مع الهلال .. حفرنا اسم مريم والمسيح داخل تجويف قلوبنا .. ولكن اسمحوا لي .. واعذروني .. لانه وطن وليس أتوبيس .. أو ميكروباص نركبه معا.. بعد أن سارعنا بإدخال اسطوانات الأكسجين .. وأجهزة الصدمات القلبية .. حتى يستنشق الوطن .. وشعرنا جميعا بأن فاعل هذه الجريمة لا يمكن أن يعرف الله أو طريقا للوطن .. خرجت اليوم المظاهرات .. هتفون وحولوا الكارثة التي المت بنا جميعا مسلمين ومسحيين إلى قضية طائفية .. فارجوكم لا تنصتوا لأصوات الغربان بالخارج أسمحوا لي .. فانا مدرك مدي الغليان .. والفوران في دماء الإخوة المسيحيين .. وأمنحهم العذر لما قد يحدث من انفعال .. وانفلات .. ولكن اذكرهم بان هناك أخوة مسلمين يعرضون انفسهم للاصابة والموت من أحل حماية مقدساتهم .. فهناك محمد ومحمود وأحمد وعبد الله يحرسون الكنائس ويتعرضوا للاستشهاد واختلاط دمائهم بدماء اخوتهم المسحيين .. فارجوكم .. واستحلفكم ان تجعلوا الوطن يستنشق الاكسجين .. ويتلقي الصدمات الكهربائية حتي يتعافى ويستيقظ .. فكفانا صراخا.. وضربا.. وحرقا.. وكسرا.. وقطعا للطرق ولا تحولوها لقضية طائفية .. أسمحوا لي .. فنحن اخوتكم في الوطن .. نحترم البابا شنودة .. ونبجل حكمته .. ولا نجرأ حتي علي مجادلته .. حينما تدخل وضغط واخرج اخواتنا منذ اسابيع من السجون .. فكيف يتجرأ البعض في التعدي علي رموزنا من شيخ الازهر ومفتي الجمهورية ووزير الاوقاف اليوم حينما قاموا بزيارة قداس العباسية .. ارجوكم لا تحولوها لقضية طائفية اسمحوا لي .. فالحزن يمسك عقلي عن التفكير .. او الكتابة .. ولكن خوفي علي وطني هو الذي جعلني اتكلم .. والبقاء لله يا مصر في أبنائك