اليوم نقدم للشباب نموذجا الذي يجلس وينتظر الاموال من السماء .. قدرة وإرادة جعلت سيد ريان الكفيف من أشهر الميكانيكيين .. فمن يلقي نظرة أولية على ورشة محمد بتللو لاصلاح السيارات في أحد أحياء مدينة الجيزة لا يلفت نظره شيئا غير عادي ، فكبير مساعديه سيد ريان يعمل وعدد من الصبية في اصلاح تعليق سيارة قديمة من طراز بيتلز فولكس فاجن. لكن من ينظر عن كثب الى ريان الذي يتحسس بيده الطريق حول السيارة ويعتمد على مساعديه في مناولته الادوات يدرك ان الامر مختلف. سيد ريان (26 عاما) فني اصلاح السيارات (الميكانيكي) كفيف البصر ، فقد الابصار في حادث مأساوي قبل ثماني سنوات وأصر على مواصلة العمل في المهنة التي تعلمها وهو في التاسعة من العمر ، يقابلك بهدوء وثقة وهو يتحدث بعبارات موجزة وواضحة تؤكد قناعته ورضاه بقدره ورفضه استعطاف الاخرين. وقال ريان "لو زبون أول مرة يأتي ممكن يكون قلق. لكن مجرد ان يراني وأنا شغال خلاص.. يتعامل معي مرة والثانية خلاص ... لا يشك في أي شيء." ومنذ الحادث الذي تعرض له ذاع صيت ريان وتوافد الزبائن الذين لا يصدقون على ورشة بتللو ليتأكدوا من صحة الشائعات التي تتحدث عن الميكانيكي الكفيف. ويقول كثيرون مثل حسام العجمي انه على الرغم من اعاقته فان عمل ريان يتحدث عنه. موضوع مدهش وقال العجمي "أنا عرفت الاسطى سيد عن طريق واحد صاحبي ركبت معه السيارة الخاصة به فكانت التعليق سيئة جدا. وبعدها بيوم ركبت معه السيارة ثانية فكانت التعليق مختلفة تماما. فقلت له ماذا فعلت في العربية. فقال لي انا ذهبت بها عند صنايعي تعليق كفيف. فقلت له كيف كفيف. فقال لي بيصلح العربية وهو كفيف. فأنا لم أصدق الموضوع هذا فجئت ورأيت سيد بنفسي وتأكدت انه كفيف.وأصبح بالنسبة لي حاجة مدهشة." ويقر ريان بفضل الرجل الذي علمه الكثير وهو محمد بتللو صاحب الورشة التي يعمل بها قائلا إن بتللو عامله مثل أي شخص صحيح الجسد وبهذا تغلب على الخوف الذي أعقب اصابته بالعمى. من جانبه أشاد بتللو بريان وقال انه يعمل باتقان أكثر من المبصرين ، ولم يبد سيد ريان تأففا أو ضجرا مما سببه له القدر مؤكدا ان الحادث زاده ايمانا.