ما إن تدخل منزل ناصر الطريقي، حتى تجد نفسك في متحف للسيارات. لكنه متحف من نوع آخر لا يفتح أبوابه للزوار. يفتحها ليستقبل المزيد والمزيد من السيارات الكلاسيكية، التي كلما قل بريقها زاد ثمنها، وكلما مر الزمن عليها ازدادت أهمية. «القبس» التقت بالطريقي، الذي لا يعكس عمره الصغير المجموعة النادرة من السيارات القديمة التي يمتلكها، وكذلك العلاقات الكبيرة التي كونها في هذا المجال سواء داخل الكويت أو خارجها. الأمر الذي مكنه من تأسيس ورئاسة تجمع هواة السيارات الكلاسيكية. الطريقي يرى أن سحر هذه السيارات يكمن في متانتها ودقة تفاصيلها، وأهميتها تكون في الذكريات الجميلة التي تحملها ومعاصرتها لنهضة الكويت الحديثة. وفيما يلي نص الحوار: • متى وكيف بدأت في هواية السيارات الكلاسيكية؟ - منذ الصغر وأنا اعشق السيارات الكلاسيكية، فوالدي من محبي اقتناء التحف التراثية وكذلك السيارات الكلاسيكية، فلذلك تعلمت منه الكثير واكتسبت الخبرة المطلوبة في هذا المجال.ودخولي الفعلي في هذه الهواية كان قبل 6 سنوات، فمنذ ذلك الوقت احرص على حضور المعارض الخاصة بهذه النوعية من السيارات النادرة التي تلفت النظر سواء داخل الكويت أو خارجها، ومن ثم اعمل على تطويرها وتجديدها. • ألا ترى انك صغير في السن على هذه الهواية، في ظل أن الشباب عادة ما يتجهون للسيارات الرياضية؟ - هذا صحيح فعادة من هم في عمري تجدهم يتجهون الى السيارات الرياضية، لكن هذه السيارات لم تشدني بقدر ما شدتني السيارات الكلاسيكية التي تعتبر أكثر أمنا من السيارات الرياضية المعروفة بمخاطرها نتيجة سرعتها العالية.فالسيارات الكلاسيكية لها طلتها ورونقها الخاص، وهي مثل السيدة العجوز التي دائما ما تكون بحاجة الى من يدللها ويداريها.كما ان عملية الاحتفاظ بهذه السيارات واعادة تأهيلها بحد ذاته يعتبر انجازا لأنك تعمل على اعادة الذكريات الجميلة التي تحملها هذه السيارات ولا تجعلها تندثر مع مرور السنين. • ما أكثر الموديلات والطرز المطلوبة بين هواة السيارات الكلاسيكية في الكويت؟ - هواة السيارات الكلاسيكية في الكويت دائما ما تجدهم يبحثون عن موديلات الخمسينات والستينات فهذه الموديلات تحمل تاريخ وذكريات جميلة للكويتيين فهي شهدت فترة نهضة الكويت واستقلالها، بالاضافة الى أن هذه الموديلات شهدت طفرة كبيرة في صناعتها فهي تحمل العديد من المواصفات.كما انك تجدهم يعشقون اقتناء وتجميع سيارات الشفروليه بأنواعها والكاديلاك بأنواعها فالكويتيون يعشقون هذه النوعية من السيارات وكذلك بسبب توافر قطع غيارها في الكويت على عكس السيارات الأخرى التي قد يكون من المستحيل أن تجد لها قطعا في الكويت. تجمع كلاسيكي • بما انك ترأس تجمع السيارات الكلاسيكية، فبتقديرك ما هو عدد هذه السيارات الموجودة في الكويت؟ - بصراحة هناك العديد من هذه السيارات في الكويت ومن الصعب جدا احصاؤها، فهناك عائلات كويتية تمتلك عددا كبيرا من هذه السيارات قد يصل الى مئات السيارات وهي لا تعلن عنها، فلذلك من الصعب احصاؤها.لكن بشكل عام تعتبر الكويت من الدول السباقة في هذا المجال، ففيها مجموعة سيارات نادرة جدا قد تكون انقرضت في العديد من الدول الأخرى. • كيف عملت على تأسيس تجمع خاص في السيارات الكلاسيكية؟ - بالواقع هذه الفكرة عمل عليها شخص قبلي لكنه لم ينجح بها.فقمت بدوري بأخذ هذه الفكرة وتطويرها حيث عملت على تجميع بيانات ملاك هذه السيارات في الكويت والاتصال بهم والتعرف عليهم ومن ثم عملت على تنظيم تجمعات أسبوعية في بعض الأماكن على الواجهة البحرية، وهو الأمر الذي لاقى استحسان المشاركين في ظل غياب وجود ناد او مظله تجمعهم.فهذا التجمع خدم الهواة وساعدهم على الحصول على المعلومات المطلوبة عن أسعار السيارات الكلاسيكية وقطع غيارها وكيفية تأمينها وأماكن تصليحها.فتجد المشاركين في هذا التجمع يتبادلون المعلومات بما بينهم. • كم عدد أعضاء التجمع وما خططكم المستقبلية ؟ - لله الحمد العدد اليوم فاق ال350 مشتركا وهو بازدياد مستمر، ونحن نعمل على تطوير هذا التجمع عبر البحث عن جهات سواء حكومية أو خاصة تكون راعية له وللمشاركين فيه.وبشكل عام هذا التجمع ساعد على التواصل بين ملاك هذه السيارات والمجتمع، فتجد كثيرا من الجهات تتصل بنا اليوم تطلب منا تأمين عدد معين من هذه السيارات لعرضها خلال احتفالية خاصة بها.ونحن اليوم نعمل بقدر الامكان على وضع جوائز تشجيعية تمنح للمشاركين خلال التجمعات تشجعهم على مواصلة مشوارهم.وبالنهاية نتمنى من الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة ان تعمل على دعم هذا التجمع لأنه يعكس صورة حضارية عن الكويت والشباب الكويتي. • لماذا الاقبال ضعيف على السيارات الكلاسيكية غير الأميركية؟ - قد يكون هذا الأمر صحيحا، وذلك بسب أن هذه الصناعة كانت تتميز بالفخامة وكبر الحجم والشكل الجذاب. لكن في الواقع هناك كثير من هواة السيارات الكلاسيكية في الكويت يمتلكون سيارات كلاسيكية يابانية، كالنيسان جي تي، والزد. وألمانية كالمرسيدس، والفولكس واغن. بالاضافة الى وجود مجموعة من الهواة يمتلكون سيارات أوربية كالبيجو. الأصلي أفضل • كيف تعملون على تقييم هذه النوعية من السيارات؟ - تقييم السيارات الكلاسيكية يختلف عن طرق تقييم السيارات الحديثة، فأول أمر يتم البحث فيه هو موديل السيارة ومدى قدمها، فكلما كانت قديمة ارتفع سعرها ومن ثم يدخل عامل النظافة، وان كانت تعاني صدأ في هيكلها فهذا أمر يخفض من قيمتها كثيرا. وهناك عامل آخر مهم وهو قطع الغيار، فان كانت القطع غير أصلية فهذا أمر سيخفض كثيرا من قيمة السيارة. وبشكل عام، دائما ما تجد هواة هذه النوعية من السيارات يبحثون عن السيارات التي تكون على حالتها الأصلية. • هل هذه النوعية من السيارات تطابق اشتراطات الفحص الفني؟ - أولا على الجميع أن يدركوا أن هذه السيارات ليست للاستخدام اليومي، لكنها للعرض، فهي تعكس الوجهة الحضارية للكويت. وعلى الادارة العامة للمرور وادارة الفحص الفني أن يفرقا بين السيارات الكلاسيكية والحديثة بأن تضعا لها اشتراطات مختلفة عن السيارات الحديثة، فمن غير المعقول أن تخضع السيارات الكلاسيكية لنفس الاختبارات والاشتراطات التي تخضع لها السيارات الحديثة. فهذه السيارات حساسة ووجدت من أجل العرض فقط. ومع الأسف تجد كثيراً من الفاحصين بادارة الفحص الفني لا يملكون خبرة كافية في مجال السيارات الكلاسيكية، فتجدهم يرجعون بعض السيارات لأسباب تعكس جهلهم لأمور هذه السيارات. فعلى سبيل المثال، سيارة الترانس ام طراز 1979 كانت تأتي ب«ستيكرز» علامة نسر فتجد الفاحص يطلب ازالته. فكيف نزيله وهو أساسا تم وضعه من قبل المصنع. وكذلك هناك سيارات كلاسيكية موديل الخمسينات كانت تأتي من مصنعها بمرآة جانبية واحدة فقط على اليمين، فتجد الفاحص يطالب بتركيب المرآة الجانبية الأخرى فمن أين نأتي بها إذا الشركة المصنعة للسيارة لم تقم بتصنيعها أساسا؟ الوطواط والصاروخ يبين الطريقي أن صناعة السيارات القديمة كانت تعكس المرحلة التي كان يمر بها العالم فتجد شكل السيارة يتغير مع كل مرحلة. فعلى سبيل المثال الشيفروليه طراز 1957 صنع على شكل الوطواط، وطراز 1959 صنع على شكل الصاروخ، فهو كان يعكس العهد الذي كان يمر به العالم. لوحات خاصة يطالب الطريقي ادارة الفحص الفني باضافة خانة ثالثة تكون مختصة بالسيارات الكلاسيكية وعدم شملها ضمن السيارات القديمة. وان على الادارة العامة للمرور أن تعمل على استخراج لوحات خاصة بالسيارات الكلاسيكية تميزها عن السيارات الحديثة، الأمر الذي سيجعل من هذه الهواية أكثر تنظيما وسيضمن لها معاملة خاصة بالطريق سواء من قبل مستخدمي الطريق أو رجال الأمن. مقارنة مع الحديثة يشير الطريقي الى انه يمتلك مجموعة من السيارات الحديثة والفاخرة، لكنه يفضل الخروج بالسيارات الكلاسيكية التي أضاف أجهزة التكيف عليها عن الخروج بالحديثة. وذلك لان السيارات القديمة نادرة وتلفت الأنظار وتتميز بالمتانة على عكس السيارات الحديثة التي هي عبارة عن كرتون متحرك ومنتشرة بكثرة في الشوارع. وجهة سياحية يقول الطريقي ان السيارات الكلاسيكية هي عامل من العوامل المساعدة للسياحة فهناك كثير من الناس تجدهم يسافرون من بلد لآخر ليشاهدوا السيارات الكلاسيكية، ومع الأسف وعلى الرغم من ذلك تجد هذه السيارات تحارب في الكويت فعندما نعمل على تنظيم تجمع لهذه السيارات ويكون هناك حضور كبير من الزائرين تجد رجال الشرطة يعملون على فض هذا التجمع وتفريقنا. مواصفات غريبة يوضح الطريقي أن هناك سيارات موديلات الخمسينات والستينات كانت تحمل مواصفات عجيبة وغريبة منها وجود «سنسر» يوضع في مقدمة السيارة فهو تلقائيا يعمل على تشغيل الاضاءة العالية أو المنخفضة بحسب حالة الطريق. وهناك سيارات كانت تُدار من دواسة البنزين وليس بالمفتاح. وكذلك هناك بعض الموديلات يتم التحكم بالراديو من خلال زر عند القدم، بالاضافة الى التحكم في الكراسي كهربائيا ووجود أجهزة الهيدروليك على بعض السيارات. مجموعة الطريقي يقول الطريقي انه يمتلك مجموعه نادرة جدا من السيارات الكلاسيكية، وفي الوقت الحالي يمتلك 15 سيارة كلاسيكية، هي: مرسيدس خشب موديل 1930، شيفروليه موديل 1954، شيفروليه موديل 1955، فولكس فاغن موديل 1971، فولكس فاغن موديل 1969، كاديلاك موديل 1959، كاديلاك موديل 1971، بويك سكاي لاينر موديل 1963، كاديلاك موديل 1981، شيفروليه كمارو موديل 1980، وانيت موديل 1953، فورد موديل 1936، كرايزلر موديل 1967، تاكسي لندن موديل 1980، شيفروليه موديل 1974.