أفاد لاجئون أفارقة لإسرائيل-خاصة السودانيين منهم- بأنهم يخضعون لمساومات من أجل الحصول على إقامة أو مواطنة مقابل التجنيد في الأذرع الأمنية. ويقول عمر وهو شاب سوداني في منتصف الثلاثين من عمره تسلل إلى إسرائيل ويعمل في مطعم بمنطقة الناصرة، إنه رفض عرضا إسرائيليا للتدرب على السلاح لمدة شهور مقابل راتب يصل الى ألف دولار شهريا. ووضح أن العشرات من السودانيين الذين تسللوا للبلاد قد استجابوا للعرض وهم يتدربون على استخدام السلاح و"الدفاع عن النفس" استعدادا لعودتهم لجنوب السودان حينما يطلب منهم ذلك. وقال ياسين وهو سوداني آخر في الثلاثين من عمره يعمل في متجر بتل أبيب إنه يبدي تحفظا على التحدث للإعلام العربي "المنحاز" لحكومة السودان خشية أن يعود ذلك بالضرر على عائلته وعائلات رفاقه المتواجدين معه في إسرائيل. وردا على سؤال أوضح أنه رفض عروضا له من قبل بعض رجال الشرطة ممن حققوا معه لأداء الخدمة العسكرية للجيش الإسرائيلي وقال إسماعيل الذي يعمل مهندس حاسب في شركة إسرائيلية في تل أبيب، إن إسرائيل تعرض على اللاجئين السودانيين الخدمة العسكرية أو المدنية، وإن السلطات الإسرائيلية لم تلزمهم لكنها تفتح الأبواب لذلك، مشيرا إلى أن نفقات الحياة مكلفة في إسرائيل، وبعد أن يتم تدريبهم يكونوت جاهزون للعودة في اي وقت للسودان لتحقيق ما يطلب منهم . وقال إسماعيل إن عددا كبيرا من اللاجئين انضموا للخدمة العسكرية والمدنية, "لم يجبرنا أحد بل يبادر السودانيون للتجند للإفادة من الخبرات العسكرية في إسرائيل". وهناك شباب سوداني آخرون صرحوا بأن جهات إسرائيلية تقوم بتدريبهم على استخدام السلاح و"المهارات" الأخرى تمهيدا لعودتهم للسودان والمشاركة في المواجهات والقيام بعمليات "تخريبية" في وطنهم الأم، قائلا "هذا غير صحيح فنحن نتمنى السلام وبالنسبة للحديث عن تشغيل السودانيين بالمستوطنات أو في الحفريات أسفل الأقصى فلا علم لي بهذا وربما يندرج هذا ضمن التحريض علينا". نفي رسمي من جانبه نفى الناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية يغئال طالمور تجنيد إسرائيل من تراه مناسبا من المتسللين السودانيين والأفارقة بالجيش، ولم يستبعد تجنيد بعضهم لأجهزة أمنية أخرى. وقال طالمور في حديث للجزيرة نت إن المنطق يقول إن الموساد ربما يجند عددا قليلا من هؤلاء ممن بحوزتهم معلومات ومعرفة ذات صلة, وأضاف أن الأفارقة بدون مواطنة والقانون لا يتيح تجنيد من هم غير مواطنين للجيش إلا إذا حاز على مكانة المواطنة وهؤلاء قلائل.