يمتد إلي مالا نهاية, كاحل .وأنت وسطه إمامك طريق طويل وخلفك أطول وبينك وبين السقف متر واحد ولا توجد منافذ تري منها الشمس أو ضوء النهار , وتحت قدمك ماء متدفق لاتعلم من أين يأتي ولما يسير بدون اتجاه يتماوج فيشعرك انه مستمر في التدفق, يكاد من ضيقه أن يمس كتفيك وأنت تمر به, فيضيق صدرك ويعلو اضطراب أنفاسك وتشعر بصداع فظيع يشل كيانك لا تفكر غير انك تريد أن تلتقط الهواء من حولك تشعر أن الأكسجين قد نفذ, تتلاشي الأصوات, لاصوت إلا ارتطام ارتجاج الماء بين الجدران الملاصقة لجسدك, تختنق تتلاشي يستسلم عقلك للمجهول الذي يريك سرمدية القبو لاتعلم متي انزلقت إلي هنا أو من دفعك إلي هذا الخطر المجهول, تتسارع دقات قلبك يرعبك عدم انتظامها تكاد من خوفك ألا تسمع سواها يقترب السقف عليك أو إن الماء يعلو تحت قدمك بدا الظلام كأنه مارد ابدي لاشي يومض أو يبرق فيرشدك عن أمل كاذب في هذا السرداب, تكاد قدمك أن تشعر بوهم يلامسها .فتشتاقه أي أن كان فستسأله من أين أتي والي أين يذهب لو سمكه سأعلم انه البحر, لو خطر سأعلم انه الموت .أو بدن فأعلم إني مت وأنني في طريقي للحساب, يلفني ألف سؤال ولا جواب ولاهمس, أمد يدي في الظلام, لااجد الا جدرٌ ملساء باردة وارفع يدي عاليا فتلمس أطرافها سقف النفق .اصرخ فلا يغادر ني صوتي فاعلم مليا انه كابوس, ارشد نفسي أني لو فتحت عيني سيغادر ني هذا الحلم الرهيب, افتحها فلا أجد إلا ظلام دامس ,فاعلم أني موهم بكابوسي واني بين اليقظة والنوم تعلو دقات قلبي ارتبك أكثر اصرخ اصرخ .لا اسمعني ويعلو صوتي فلا يدهشني أني لا اسمع تردده في جدران القبو ,أعدو متعثرا في الماء المحيط بقدمي فأقع علي وجهي في الماء وارفع جسدي,فأجدني جاف الملابس, وأجد السقف قد هبط ,فأعدو منحنيا ثم تلفني ارتطاماتي في الجران إلي الخلف, فلا أدرك أمامي من خلفي ,فأعدو للخلف كما عدوت للامام متوهما إنني تعطلت حواسي التي ترشدني أمامي من خلفي و شمالي من يميني يطاردني هاجس وحيد, انك ستمد يديك اليا لترفعني من هذا العذاب انتظر انتهاء دقات قلبي وعصره الألم قبل الموت التي يكتبون عنها ,فلا تأتي مازال قويا ينبض ويرعبني من صوته الوحيد الذي يلاصق أنفاسي ارتفاعا ولا اسمع الاهما صوت شهيقي وزفيري ودقات قلبي يكاد الماء يصل إلي صدري اشعر بالبرد والجوع والظمأ والخوف يدفعهم عني, اركض ولا تنتهي المسافات .