مآ نَعشَقُ نُتقِنٌ الوٌوجود....بقلم ياسمين فيصل

عَلى حآفَةِ الطَريقِ
وَبينَ نهدَيِّ ذآكَ الجَبَل
كآنَ الذي كآن
كآنَ خُبزُ ُ مصنوعُ ُ مِن لَمسَةِ أمي
كآنَت طفولَةُ ُ تحتَ عبآءَةِ كَهلٍ تجآوَزَ الألفَ عآم
كآنَ هُوَ
أحمَد
يُدآعِبُ الأيآمَ وِفقَ أبجَدِيَةٍ
تتجآوَزُ عُمرِ هؤلآء
مَن أقآموآ الجدآئِلَ
فَوقَ الوآدي والسَّهل
مَن غُمِسوآ ضمنَ
متآهآتِ تِلكَ الجدآئِل
وَكآنَ أحمَد
وَكآنَ أحمَد حَيثُ لآزَمَنَ لِغَيرِهِ
كآنَ حيثُ زَمناً
يُصلي لِأجلِ فلسطينَ
دونَ أن يُقيمَ وجهةَ القبلَةَ حيثُهآ يوماً
فَكُلُ الطُرُقِ والجهآتِ عِندَهُ تؤدي اليكِ
يآ فِلِسطين
وَكآنَ أحمَد
يُرآقِبُ هؤلآء
وَهُم يِمرِحونَ
تشآبَهَ مَعَهُم
في
أرضٍ جَمَعَتهُم
واختَلَفَ عَنهُم
أنَهُ وان شآءَ
سَحَبَ الأرضَ اليهِ
رآضِيَةً مَرضية
ضَجيجُ ُ تعآلآ في المَكآن
أينَ أحمَد ؟!
نَعَم
أرآهُ يستَرِقُ النَظَرَ اليهُم
اختفَوا الصبيةَ ... سِوآه
لَم يَعُد أحدُ ُ في المكآنِ سوآهُِم
تُرى مَن هُم؟!
تسآءَلتُ
وأخذتُ أركُضُ دونَ وَعي
عُدتُ طفلاً وأنآ لَم أتجآوَزُ عُمرَ الطفولة
ذآكَ الحذآءُ الذي فَقَدتُهُ وأنآ أحآوِلُ أن أختَبئ
خَلفَ جدآرٍ بيتنآ
ذآكَ الحذآءُ المهترئ
بآتَ اشآرَةً ضوئيةً لآ تضيئُ سوى بآللونِ الأخضر
أن
هيآ نَحوَكَ أيهآ الأقصى..
أمي تَقول:
أينَ كُنت ؟
قُلتُ لهآ
من هؤلآء؟!
واذآ بهآ تُريني أيآهُم على هيئَةِ وحوشِ هذآ الزمآن
وُحوشُ الحقِ ... بطريقَةٍ فلسطينيةٍ بَحتة
وُحوشُ ُ خَلَت الأنيآبُ من أفوآهِهِم
واستَبدِلوهآ
بحجآرَةٍ مِن سجيل
..
مِرِت الأيآم
كنتُ أنتَظِرُهُم كُلَّ صَبآحٍ ومسآء
علَّني أرآهُم
وحَصَل
أتآبِعُهُم دونَ أن يستشعروآ قُربي مِنهُم
كآنوآ كآلمعآبِدِ الضخمة
تَنشُرُ الحقَ أينمآ نآدَت بأن حيَّ على الجهآد
ملآمِحُهُم المختَبِئة خَلفَ
وشآحٍ نُسِجَ من أجوَدِ أنوآع
الدمآء ..
مَلآمِحَهُم تلكَ طُبِعَت على جبهَتي
دونَ أن أرآهآ لِوِلهَةٍ من الزمن
أصوآتُهُم كأذآنٍ فَوقً مَسجِد
كأجرآسٍ فوقَ الكَنيس
كشعآعٍ فَوقَ كلُ الأشيآءِ واللآ أشيآء
طفلُ ُ مِن زَمَنٍ آخر
يَعشَقُ الغربآء
وَمُنذُ أول يومٍ تقآبَلنآ بِهِ
وَرأيتُهُم يَنثُرونَ
شيئاً مآ على ذآكَ الحآئط
وامي تَقولُ لي أنَهُم
الغربآء
أردتُ أن أرى مآلَم يرآهُ الآخرون
أردتُ أن أنجِبَ نَفسي من ذآكَ الحآئط
لشدة رغبتي في أن أعرفَ
مآكآن الذي نُثِرَ هُنآك
أقدآمي تخطوآ جهَةً الحآئِطِ
ألفَ خُطوَةٍ في كل خطوة
أرى مخآزِنَ آثآرٍ لأقدآمي
خلفَ كُلِ خطوة
وَدَدتُ أن أحفِرَ طريقي
الذي لآ رجوعَ عَنهُ
وَصَلت
والعَرَقُ يَتَصَببُ فوق جبيني
وََصَلت
الى حيثُ كآنت وحوشُ الحقِ
تملئ هذآ المكآن
تَبَسَمت
وَفَرِحت
فَقَد كُنتُ على صوآب
كآنوآ أصدقآئي حقاً
وَلَم يَكُن هنآكَ وَقتُ ُ للعب
أقآموآ خَريطَةً لِكُلِ الأوطآن
أقآموآ
ملجأَ لكُلِ الأيتآم
فآليتيمُ يتيمُ الوطن يآ أمي
فلسطين
فوقَ الأسوآرِ والأروآح
فوقَ الدم والزيتون
فوق الأقصى والمهد
فَوقَ المخيمِ والمدينة
فوقَ الحرفِ وعلى أول السطر
عُدتُ أترآقَصُ
على حروفِ اسمهآ
عدتُ وأسنآني كآللؤلؤ
لِبيآضِ الحقِ الذي رأيت
امي
عندمآ نَعشَقُ
نتقنُ الوجود
هذآ مآكآنَ مني
وكآنَت من أمي قُبلَةً بدولَةٍ من القُبَل