جون كيرى: تصريحات "مرسى" حول"اليهود" مهينة وتستوجب الاعتذار... والحكومة الألمانية: عقبة فى طريق تحقيق السلام

للواقع - سحر عمرو
أدانت الحكومة الألمانية اليوم الجمعة تصريحات نسبت إلى الرئيس محمد مرسي بشأن اليهود عام 2010 عندما كان قياديا بجماعة الإخوان المسلمين وقالت إن أي تصريحات من شأنها الإضرار بهدف تحقيق السلام في الشرق الأوسط "غير مفيدة".
ومن جانبه أكد السيناتور جون كيري، مرشح الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتولي منصب وزير الخارجية خلفا للوزيرة هيلاري كلينتون أن "مصر بها ربع سكان العالم العربي وتمثل عنصرا حيويا لما تتطلع إليه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهو أن يتحقق السلام مع إسرائيل وحماية سيناء والأمن"، مشيرا إلى أهمية تنمية هذا الجزء من العالم باقتصاد مفتوح وتنافسي واستنادا إلى سيادة القانون وفقا لقواعد الطريق الصحيح.
جاء ذلك في رد للسيناتور كيري على عدد من الأسئلة التي تتعلق بمصر ضمن العديد من الأسئلة التي طرحها عليه أعضاء مجلس الشيوخ الذي ينظر في تثبيته في منصب وزير الخارجية.
وتساءل كيري: "كيف يمكن تحقيق ذلك إذا كان هناك 60% من السكان في المنطقة تقريبا تحت سن 30 عاما، و50% منهم دون سن ال21 عاما و 40% منهم تحت سن 18 عاما"، مشيرا إلى أن الأعداد في تزايد.
وفي رده على سؤال بشأن ما أثير من ضجة مؤخرا حول تصريحات في عام 2010 للرئيس مرسي عن إسرائيل واليهود، قال السيناتور جون كيري إن "هذه التعليقات مهينة وغير مقبولة وفقا لمعايير أي شخص وتستحق الشجب وتمثل انتكاسة لإمكانيات العمل على القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وأعرب عن اعتقاده بضرورة الاعتذار عنها بشكل مناسب إلا أنه أوضح أن "الرئيس مرسى أصدر بيانين لتوضيح تلك التعليقات" مشيرا إلى أن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ اجتمعوا معه ودارت بينهم مناقشة ساخنة نسبيا حول هذا الموضوع.
ونوه إلى أن هذا ليس كل شيء، مشيرا إلى أن هناك تعقيدات في التعاملات على المستوى الدولي ولا يمكن أن يتسع المجال للحديث عن كل شيء ببساطة ووصفه إما باللون الأبيض أو اللون الأسود.
وأوضح أن الولايات المتحدة لديها مصالح حيوية بالغة الأهمية مع مصر مضيفا أن مصر حتى الآن دعمت وأيدت اتفاقية السلام مع إسرائيل واتخذت خطوات للبدء في التعامل مع مشكلة الأمن في سيناء، وهذه أمور حيوية بالنسبة للولايات المتحدة ومصالحها القومية وأمن إسرائيل.
وقال السيناتور كيري إن مصر ماضية على الطريق وتحقيق وعد إجراء الانتخابات، وماضية في عملية دستورية وهناك انتخابات قادمة قريبا لمجلس النواب، مشيرا إلى أن بعض الدول قد تنتخب في بعض الأحيان من لا تتفق معهم دول أخرى ولكن هذا ليس مبررا لإبعادهم عن الانتخابات.
وفي رده على سؤال بشأن خطأ سياسة الولايات المتحدة بدعم "عدو العدو" كما حدث فيما يتعلق بتمويل بن لادن والمجاهدين، وتمويل وتسليح أطراف تمثل فيما بعد تهديدا لإسرائيل مثل تمويل وتسليح الثوار في سوريا، أكد كيري أن أي مبيعات أسلحة من الولايات المتحدة إلى هذا الجزء من العالم تخضع دائما لمعايير اختبار وقياس تضمن وجود فارق نوعي فيما يتعلق بالدفاع والأمن في إسرائيل، وأكد أن الولايات المتحدة لم ولن تقوم ببيع أسلحة قد تخل بهذا التوازن النوعي.
وفي رده على سؤال حول انتقاد قيام الولايات المتحدة ببيع 20 طائرة "إف 16" لمصر و 25 طائرة منها لإسرائيل فيما يبدو أنه يمثل تأجيجا لسباق التسلح، والمطالبة بعدم بيع أسلحة لأعداء إسرائيل مما سيوفر الكثير من المال لأمريكا ويجعل إسرائيل أكثر أمنا، قال السيناتور كيري "ليس هذا هو الأفضل بعد، وإلى أن تأتي اللحظة التي قد يكون ذلك قابلا للتحقيق، فربما يكون من الأفضل محاولة تحقيق السلام".
من ناحية أخرى شدد السيناتور كيري على تطبيق الولايات المتحدة لروح التسامح الذى يمثل واحدة من أعظم الفضائل، ونوه إلى أن أحد أدوار وزارة الخارجية الأمريكية هو مساعدة الناس على فهم ما ينطوي عليه التسامح من معان، إضافة إلى التنوع والتعددية التي تساعد الدول على الازدهار وفهم الناس لحقوقهم، وهو ما يمثل أحد التحديات الكبرى التي تواجها الولايات المتحدة.
وأشار كيرى إلى أن لديه الكثير من الأصدقاء من المسلمين الذين التقى بهم وبنى معهم علاقات على مر السنين خلال أسفاره، ونوه إلى أن قادة هذه المنطقة سيكونون أول من يوضح للجميع أن ما يراه الناس في الإسلام الراديكالي المتشدد ليس هو الإسلام، وأن الإسلام الراديكالي يمثل استغلالا واختطافا لدين عريق له جلاله وتقديره.
ولفت إلى أن هناك حاجة إلى التوصل إلى طرق لتعريف الناس إلى أي مدى يتم استخدام ذلك في بعض الأماكن كذريعة لحرمانهم من حقوقهم والحكم الرشيد والاقتصاد الجيد والوظائف والفرص، مشددا على أن أحد مهمام الولايات المتحدة هو أن لا تسمح باستخدام ذلك كمبرر وذريعة.
وأكد كيري أن رفع راية التسامح الديني والتنوع والتعددية أمر بالغ الأهمية مشيرا إلى أن واشنطن أثارت هذا الموضوع مع الرئيس محمد مرسي وأنه شخصا بحثه معه، ولفت إلا أنه كان أول أمريكي يجتمع مع الرئيس مرسى قبل أن يصبح رئيسا أو حتى يعلم أنه كان مرشحا للرئاسة، وتحدث معه عن حاجة جماعة الإخوان المسلمين لأن تكون قادرة على احترام التنوع في مصر.
وأوضح أن هذا لم يحدث بشكل كامل حتى الآن بالطريقة التي ترغب فيها الولايات المتحدة من خلال العملية الدستورية، ولكنه قال أن هذه العملية مستمرة وأكد على الحاجة للعمل من أجل محاولة القيام بذلك.
وأعرب السيناتور كيري عن ترحيبه بإثارة هذا الموضوع المتعلق بالحياة السياسية في بعض المناطق من العالم خلال جلسة استماع مجلس الشيوخ الخاصة بتثبيته كوزير الخارجية، مشيرا إلى أن هذه قضية مركزية ومحورية وأنها يتعين أن تكون في صدارة موضوعات الحوار في مجلس الشيوخ.