بقلم محمد ناصر نصار أفضت العملية الديمقراطية الأمريكية بفترة رئاسية جديدة لباراك أوباما الذي أجاد حزبه الديمقراطي الدعاية والتسويق الانتخابي لأوباما حيث كان أول رئيس أسود للولايات المتحدة وقد أطل على حملة إنتخابية بمجموعة من الإنجازات والتي تمثلت في الخروج من الأزمة المالية من خلال بعض القوانين والتسهيلات وضخ الإستثمارت وتدعيم بعض القطاعات الصناعية وحماية الفئات المهمشة وتكثيف نظام الضمان الإجتماعي ومحاربته للإرهاب حسب المفهوم الأمريكي وإشرافه المباشر على قتل زعيم تنظيم القاعدة بن لادن ، كما في ولايته حقق وعده وانسحب من العراق وزاد عدد قواته في أفغانستان ، وفي الشأن العربي ساهم أوباما و ضغط لإسقاط بعض الأنظمة العربية ، فشهدت ولايته السابقة جموداً تاما للمفاوضات أو الحل السلمي للقضية الفلسطينية وكذلك الأمر سيكون في ولايته الثانية فأوباما قطع العهود في خطاب له أمام منظمة إيباك وهي لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية فهي تعتبر من أقوى جماعات الضغط الفاعلة في أمريكا فصرح أوباما حينها أن القدس ستبقى عاصمة إسرائيل ويجب أن تبقى موحدة مما يعطي إنطباعاً بأن ما حصل في الفترة الرئاسية السابقة بخصوص الملف الفلسطيني لن يتغير رغم حصول أوباما على جائزة نوبل للسلام في العام 2009 إلا انه عجز عن تحقيق السلام في المنطقة ،وعلى صعيد الملف الإيراني فكانت العقوبات سلاح أوباما والتهديدات تجاه الملف النووي الإيراني ، ولذلك يتوقع أن تكون في هذه الفترة الرئاسية الثانية توجيه ضربة لإيران ، رغم رفض أوباما في أحد لقاءاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو حين طالبه بوضع حد نهائي للملف النووي الإيراني فيدل ذلك على أن الحل سيكون بتعاون أمريكا وإسرائيل ، كما في الملف السوري الذي ترك أوباما الثورة بلا دعم سياسي حقيقي أو مادي لتستنزف طاقة سوريا في حرب ضروس لا تبقى ولا تذر ، فلذلك لا يمكن التعويل على تدخل أوباما في الملف السوري وإقتصار الأمر على التهديد السياسي ضد النظام ، الفترة الثانية لأوباما لن تكون إيجابية للدول العربية التي أنهكتها الثورات وستتعرض لضغوط ناتجة عن تغيرات في الأنظمة السياسية والتوجهات نحو التيارات الإسلامية ،و حتى على صعيد القضية الفلسطينية لن يفرط أوباما بحليفته إسرائيل لأنه دعم نتنياهو دعما كبيرا ً وكان ضد توجه الفلسطينين نحو الأممالمتحدة للحصول على دولة غير عضو في الأممالمتحدة ، لذلك فلا أمل كبير على سياسة أوباما الخارجية حتى يثبت العكس .