سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الواقع" تفجر كارثة أهمال ذوي الأحتياجات الخاصة .. فين رجال البر والتقوي والدولة .. هناك مشروعات تسهل حياة المعاقين ولكن لا يجد أصحابها من يدعمهم أو يساندهم
" الواقع " تفتح ملف نسيان ذوي الاحتياجات الخاصة ، وفقدان ابتكارات الشباب التي يمكن أن تسهل عليهم حياتهم بسبب عدم تشجيعهم أو تتبنى الدولة أو حتى رجال الأعمال اللي "واجعين" رأسنا ليل نهار بافعال الخير المزعومة .. بسبب أنهما من ذوي الاحتياجات الخاصة ، فقد واجه الزوجان العديد من المشاكل الحياتية ، حيث تعاني الزوجة من ضمور بيديها ، يؤثر في قدرتها علي تجهيز الطعام ، في حين يعاني الزوج من شلل رباعي يمنعه من الحركة .. كل ذلك دفع الأهل إلي سلوك طرق بحث مختلفة لإيجاد حل لتلك المشكلات ، ولكن الواقع الذي يقتل المبتكرين والمخترعين رفض ذلك ، فبعد أن وجدوا ضالتهم في صناعة الإلكترونيات الوطنية ، وتوصلوا بعد فترة من بحثهم المضني إلي أنظمة إلكترونية وطنية أبتكر إحداها شاب يقطن في قرية بمحافظة الشرقية ، بطريقة مبسطة تساعد الزوجة في عمليات الطهي.. في حين تعرفوا علي مجموعة من الشباب صمموا كرسي متحرك يمكن قيادته عبر الصوت.. ولكن اليأس أصابهم بعد أن تأكدوا من أن المشروعات الإلكترونية التي تمس حياة ذوي الحاجات الخاصة لا تلقي أي اهتمام من قبل رجال الصناعة أو المؤسسات الحكومية لكونها لا ترقي للربحية التي توفرها المشروعات الأخرى .. وهو ما يجعلنا نتساءل إلي متي يستمر تهميش صناعة الإلكترونيات المتخصصة في خدمة تلك الفئات ؟ استعراضنا لتلك النماذج ما هي إلا محاولة إلي دق ناقوس الخطر ، لتوضيح ما يعانيه المبتكرون الذي يعملون في مجال صناعة الإلكترونيات المهتمة بمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة ، وتعرضهم للتناسي من قبل رجال الصناعة و المؤسسات الحكومية ، نظرا للعديد من الاعتبارات المختلفة ، التي تتصدرها قلة المكاسب المادية الناجمة عن الاستثمار في ذلك المجال مقارنة بغيره من المجالات. ويأتي النموذج الأول من قبل الطالب أحمد إبراهيم السيد بالمرحلة الأولي من التعليم الثانوي ، الذي يقطن علي بعد 90 كيلو من القاهرة . رغم قلة الإمكانيات المتاحة أمامه في مجال التكنولوجيا سواء من ناحية توفر مراكز للرعاية أو الأدوات أو المكونات ، لبعده عن مركز الضوء والاهتمام النسبي بالمبدعين في العاصمة ، إلا أن نبوغه المبكر وتخصص ابتكاره رشحه للسفر إلي أحد المعرض المتخصصة باليابان من خلال أكاديمية البحث العلمي . فالاختراع يعمل علي تقليب الطعام أثناء عملية الطهي بطريقة إلكترونية دقيقة دون تدخل بشري ، وهو ما ساعد علي لفت الأنظار إليه داخل المعرض ، نظرا للاهتمام المتزايد في تلك الدول بكافة الابتكارات التي تمس حياة ذوي الاحتياجات . النموذج الأول يقول المخترع أحمد إبراهيم السيد بأن التعامل مع المكونات والأنظمة الإلكترونية ليست بالجديدة عليه ، فهو يعيش منذ نعومة أظافره وسط تلك المكونات الإلكترونية والأدوات الكهربائية ، نظرا لعمل والده كمهندس في مجال الكهرباء بمحافظة الشرقية والذي يعد المعلم الأول له . فقد ساعده في الدخول إلي عالم الأجهزة الكهربائية ، وتنمية العديد من المهارات التي منحته القدرة علي إدخال التعديلات والتوصيلات الإلكترونية داخل تلك الأجهزة ، ومن ثم انتقل به إلي مرحلة أكثر تأهيلا وتعقيدا ، فقد ساعده في التدريب المتخصص علي كافة أنواع المحركات ، من حيث تكوينها وطريقة عملها وابتكار طرق جديدة تستغل إمكانياتها داخل التطبيقات المختلفة . فعلي سبيل المثال قام أثناء دراسته في المرحلة الإعدادية بالتعاون مع مدرس مادة العلوم في ابتكار جهاز توضيحي مبسط يساعد زملائه علي معرفة حركة الإلكترونيات حول النواة داخل الذرة ، وذلك من خلال تثبيت محوري محركين صغيرين ، في شكل عمودي علي قطعة من الكرتون المقوي ، ووضع عدد من الحبيبات البلاستيكية مختلفة الألوان ، التي تمثل الإلكترونيات المتحركة حول النواة ، داخل عدد من المسارات المختلفة التي رسمها حول تلك المحاور ، والتي أخذت في حركة تتشابه نوعا ما حركة الإلكترونيات بمجرد دوران المحركين .. بعد ذلك انتقل " أحمد " إلي مرحلة أعقد في مجال الابتكار ، وتخصص في الأنظمة الإلكترونية المرتبطة بذوي الاحتياجات الخاصة ، ومن أهمها جاء ذلك النظام الإلكتروني الذي مثل مصر في اليابان ، وتم ابتكاره بطريقة مبسطة تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة علي استعماله والاستفادة من مهامه التي ترتبط بعملية تقليب الطعام داخل أواني الطهي أثناء وضعها علي النار بطريقة إلكترونية وبسرعات متعددة تتناسب مع احتياج كل نوع من المأكولات .. ويتكون الجهاز من صندوق صغير يتم تثبيته فوق المنضدة القريبة من الموقد ، ويحتوي علي جهاز مؤقت يتحكم في زمن دوران ملعقة التقليب داخل الإناء ، من خلال إرسال إشاراته بصورة مباشرة إلي أجهزة ريلاي تتحكم في تشغيل أحد المحركات ، يتم وضعه أعلي الصندوق بطريقة تتيح نقل حركته إلي ذراع طويل تتدلي منه ملعقة خشبية .. في حين يتم الاستعانة بجهاز محول كهربائي يعمل علي تحويل التيار المتردد إلي مستمر ، ومن ثم التحكم في قدرة التيار الذي يغذي النظام ، وبالتالي التحكم في معدل دوران المحرك .. ويعمل هذا النظام بعد قيام السيدة المصابة بضمور في يديها بتثبيته في مستوي إناء الطهي ، وضبط المؤقت علي الفترة الزمنية المراد تقليب الطعام فيها ، وإمداده بالتيار لاكهربائي من خلال المحول ، الذي يساعد علي التحكم في سرعة دوران الملعقة داخل الإناء من خلال تقليل أو زيادة التيار المغذي للمحرك الخطوي المستخدم ، ويتميز هذا النظام بقدرته علي العمل أثناء انقطاع التيار الكهربائي في المنازل ، وذلك عن طريق اعتماده علي بطاريات صغيرة تصل قدرتها إلي 12 فولت ... نهاية هذا النظام رغم أهمية الهدف الذي بني من أجله هذا النظام الإلكترونية ، وقدرته علي مساعدة الذين يعانون من ضمور في أطرافهم أو في بعض الأجزاء التي تسبب لهم مشكلة عدم التمكن من القيام بالتزامات المنزلية من الطهي ، والاستحواذ علي إعجاب اليابانيين ورفض " أحمد " محاولة بيع حق ذلك الاختراع لهم والعودة به وكله أمل أمل في أن تتبناه إحدى المؤسسات الخاصة أو الحكومية ، إلا أن أمله خاب ولم يقدم له رجل أعمال يد العون أو المساعدة في احتضان ابتكاره وتعميمه ، وذلك بسبب قلة الربح وهامشية تلك الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة من وجهة نظهرهم ، فتحول هذا المشروع الآن إلي كومة من الخردة التي لا تنفع ولكن تضر .. النموذج الثاني هذا النظام الإلكتروني يمكنه خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يفقدون السيطرة علي التحكم في أطرافهم ، ويعتمدون بصورة كلية علي ذويهم في التنقل والحركة حتى داخل منازلهم .. يقول الدكتور وحيد غريب أستاذ بكلية هندسة عين شمس بأن هذا النظام الإلكتروني يمثل فرصة لخدمة تلك الفئة ، حيث يتيح لهم حرية التجول عبر استخدام كرسي متحرك ، يتم التحكم فيه من خلال أحد الأنظمة الإلكترونية التي تستمد أوامرها من خلال صوت الشخص .. يعتمد في عمله علي تصميم وبناء برامج تحكم ذكية . في البداية تبنت إحدى الشركات المتخصصة مجموعة المهندسين الذين صمموا ذلك النظام ، ولكن نظرا لقلة الطلب علي مثل هذا النوع من الابتكارات ، فقد واجهه مثل غيره مجموعة من العثرات .. ويعتمد هذا النظام الإلكتروني علي وحدة تحكم رئيسية يتم وضعها في الكرسي المتحرك بالقرب من رأس الشخص ، مثبت بداخلها مجموعة من البرامج الذكية التي تتعامل مع صوت الشخص وتحوله إلي إشارات معينة إلي برامج ذكية أخري ، تعطي الأوامر إلي مجموعة من المحركات عبر مجموعة من أجهزة الريلاي ، والتي تعمل علي نقل حركتها إلي إطارات الكرسي ليساعد علي حركة الشخص في مختلف الاتجاهات .. في النهاية تلك النماذج ما هي إلا صورة مصغرة لما يعانيه المبتكرين المتخصصين في مجال الأنظمة الإلكترونية التي تهتم بتلك الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة من مشاكل ، نظرا لأنها لا تحقق لهم المكاسب المادية التي تحققها المشروعات الأخرى .. فهناك الكثيرة من تلك الأنظمة الإلكترونية التي تهتم بذلك المجال ويمكن أن تحقق نجاحا كبيرا حين يتم تبنيها ، ويمكن تصديرها إلي الأسواق المجاورة بأسعار مخفضة جدا مقارنة بالمثيل الأجنبي ..