شمر الليل و هم بغابات الشعور يقطع الوصل و يقلع فسائل النور بفأسه الأسود و عزمه القاسي الجسور يربك الحس و يعكر صفاء النفس بالظنون و بالحيرة المهلكة و الأحزان و الشجون يحرر الأنات و يجثم على الصدور فتهيج الأرواح و يكثر لغط العقول كأن بالأشقياء مثلي مس جنون كأننا دمى بيد مهرج مخمور كأن قلوبنا حافية على الجمر تسير تمتمة على شفاه لا تحسن التعبير تمضغ صمتها و حلمها المقبور بين براثن العمر القصير يخنس الظلام بين المخدة والسرير يحتسي سكره من الدمع الهطول و يتمشى في أروقة الوقت بغرور كأن الصباح ضاع في زحمة النواح و غشى النور ضباب القذى في العيون يترنح الوجع و تقهقه الجراح في خدر الغريب الأرق الشاحب المحزون كجمع عذارى دارت بينهن كؤوس الراح رقصن على مصطبة الفؤاد المقتول رقصة الريح بين أعمدة معبد مهجور