بقلم عامر العظم لن يجدي المسؤولين الفلسطينيين نفعا هذه اللغة المسالمة والمهادنة والمستكينة والعاجزة إزاء هذا النهش واللطش والبطش الذي تعرض ويتعرض له الشعب الفلسطيني لقرابة قرن من المستعمرين البريطانيين والمحتلين الصهاينة أولا، ومن بعض العرب ثانيا. لا يمكن للفلسطيني أن يحرر أرضه وشعبه وهناك عربي ينهش به ويحاصره ويخنقه، فتحرير الفلسطيني يأتي قبل تحرير فلسطين، ومن يعتقد عكس ذلك، فهو واهم جدا والضفة الغربية التي ابتلعتها المستوطنات الصهيونية والعجرفة الإسرائيلية فيما يسمى "عملية ومفاوضات السلام" لهما أكبر دليل. على الفلسطينيين أن يطالبوا الدول العربية ذات الصلة بتعويضات وذلك للأسباب التالية: 1. تورط وبيع عائلات لبنانية وسورية مئات آلاف الدونمات للمؤسسات الصهيونية في مرج بن عامر كعائلة سرسق التي باعت 400000 دونم كانت تملك حق الانتفاع منها وليس بيعها، وعائلة التيان اللبنانية التي باعت 32000 دونم في وادي الحوارث عام 1933، وشفيق زيتونة اللبناني الذي باع 18000 دونم في وادي القباني للصندوق القومي اليهودي، والملاك اللبناني الأمير «أحمد شهاب» شقيق «خالد شهاب» رئيس الوزراء اللبناني في ذلك الوقت 1300 دونم بواسطة شقيقه الأمير «خالد» في أراضي الناعمة في منطقة الحولة إلى جمعية صهيونية، وقد تقاضي شقيق رئيس الوزراء مبلغ ت300 ليرة عثمانية من الذهب كرشوة مقابل إتمام هذه الصفقة المشبوهة، وتصديق على الإفراز كونه شريكاً في هذه الأرض، كما باعت ذات الأسرة 1100 دونم أخرى لليهودي. والسوري الأمير «سعيد الجزائري» من دمشق الذي باع أراضي تلة واقعة على حدود فلسطين تقدر مساحتها ب (3700 دونم) لليهود، وآل اليوسف السوريون الذين باعوا أراضي البطيحة التي انتقلت لليهود ستة عشرة قرية جميعها واقعة في هضبة الجولان عام 1934، وآل العمري من دمشق الذين باعوا قريتي إجليل، والحرم التابعة ليافا، مساحتها ستة آلاف دونم لليهود، وأسرة «المارديني» السورية التي باعت مساحة من أراضي صفد لليهود، وأسرة «المملوك» في صور في لبنان التي باعت قريتين في قضاء عكا لليهود، وأسرة «الأحدب» اللبنانية التي باعت أراضيها في فلسطين ليصل مجموع مساحة هذه الأراضي التي باعتها العائلات العربية المقيمة في سورية ولبنان لليهود إلى 625 ألف دونم تقريباً طبقّا لما أوردته الوكالة اليهودية موزعة على النحو التالي: 400.000 دونم في مرج ابن عامر، و 165 ألف دونم في أراضي الجولة، و32 ألف دونم في وادي الحوارث، و 28 ألف دونم في أقضية الناصرة وصفد وعكا وبيسان وجنين وطولكرم، وتشكل هذه المساحة نسبة قدرها نحو 2.3% لمجموع مساحة فلسطين، أي نحو 6.78% لمجموع مساحة الأراضي الزراعية وفق تقديرات عام 1945، و34.6% لمجموع ما حازه الصهاينة في فلسطين وهي نسبة كبيرة دعمت الوجود الصهيوني في فلسطين. كانت الأرض هي الهدف الرئيسي للغزو الصهيوني؛ لأنه بدون أرض يستحيل إقامة مستوطنات، وبالتالي يستحيل إسكان الغزاة، كذلك يستحيل زيادة قدرة فلسطين على الاستيعاب، ويترتب على ذلك كله استحالة زيادة الصهاينة العددية بما يجعلهم قادرين على تحويل هذا الجزء الفريد من وطننا العربي إلى دولة صهيونية. 2. وصول ثمانمائة ألف (800000 ) يهودي عربي من دول عربية عديدة إلى فلسطين بعد إنشاء دولة إسرائيل ولا يمكن أن يصل هذا العدد من اليهود إلى فلسطين إلا مرورا بالأرض والأجواء والبحار العربية، وبتواطؤ من حكام ومسؤولين تورطوا في الهجرة اليهودية إلى فلسطين. يجب الحصول على أراض أو تعويضات مادية بأثر رجعي توازي ما خسره الشعب الفلسطيني من أراض وعقارات وممتلكات وما تعرض له من معاناة وخسائر اقتصادية جراء ضياع فلسطين أرضا وشعبا ودولة. 3. بيع والتنازل عن فلسطين ارتبط ارتباطا مباشرا بقيام دول قائمة الآن تحالف حكامها مع الإنجليز، وهناك وثائق وحقائق تؤكد ذلك وتؤكد كذلك حصولهم على دعم ورواتب شهرية من المستعمر الإنجليزي. 4. خيانة الشعب الفلسطيني في حرب 1948 وسقوطها على يد بعض الحكام المتعاونين مع الإنجليز والجيوش العربية وجيش الإنقاذ. 5. سقوط ما تبقى من فلسطين في هزيمة عام 1967 (الضفة والقطاع). 6. تشريد الشعب الفلسطيني في مخيمات وتشتيت شمله وتقطيع أوصاله بكنتونات ووثائق سفر لا تغني ولا تسمن من جوع. 7. المذابح التي تعرض لها الفلسطينيون خاصة في لبنان والعراق لأسباب دينية أو مذهبية على يد قوات لبنانية وسورية وعراقية 8. التهجير والعقاب الجماعي كما حدث في الكويت وليبيا والعراق. 9. معاناة اللاجئين الفلسطينيين العراقيين لسنوات في مخيمات التنف، والوليد، والهول، والرويشد، والحدود الليبية المصرية، ومن ثم اضطرار البعض للهجرة إلى البرازيل وتشيلي والسويد والهند. 10. الخسائر السياسية والبشرية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والمالية التراكمية التي تكبدها الفلسطينيون منذ القرن الماضي وحتى الآن. 11. أسباب أخرى نتركها لكم.... من المهم الآن عقد مؤتمر عربي عاجل لبحث مسألة التعويضات، المترتبة على الدول العربية المعنية، للفلسطينيين بأثر رجعي ودفعها وإعادة الاعتبار للشعب الفلسطيني المنكوب.