قصيدة طه الملاذ... بقلم الأديب المصري بلال علي الديك

تعطَرَ الكونُ مِنْ خَيرِ الوري ::
ولِد الحَبيبُ مُحمداً تاجُ العُلا
صَلِ علي سَببِ الوجود هو المُني ::
والأُمُ آمِنةَ الخِصال وأُم مُحمداً
مَحمودُ أحمد بَدرهُ وصَلَ السما ::
يصِلُ الوجودَ بحَضرةِ اللهِ الهَنا
ركعَ الهواءُ مُسَبِحاً ومُمجداً ::
طَه المَلاذُ وعِلْمهُ يَسْقي الدُجَي
والروحُ روحَ الطُهرِ أنتَ المُصطَفي::
حَمَلَ الكِتابَ بعَاتقٍ جَمعَ الصفا
مِنْ عِرقِ اسْمَاعيل شَمْسٌ تُحتَفي::
صَل عليه الله بالعَرشِ اكْتَفي
يَقْتَرِنُ اسْمَهُ بالمُنزهِ وارِفا::
يا رب عِشقي مُفرداً لهُ واضِحا
والقلبُ يَسْعدُ بالنَبي مُصافحا::
صَلوا علي سِرِ الوجودِ مُحمدا
مِنهُ الشفاعةَ في رِحابِ المُلتَقي ::
والنورُ بين يديهِ عملاً سامقا
خُلقُ الشَفيع يضئُ جَنبات التُقي ::
غرُ الجَبين الهاشِمِي مُنَسَقَا
يُشْرقُ بكُحلِ الليل قَلباً نَابضَا ::
في ثَغرهِ القُرآنُ طِيباً يُنْتَقي
يرحَمُ ضَعِيفَ النَاسِ عِند المَفْرِقَا ::
ويُدَاعبُ الأيْتاَمَ كالأبِ بَقيَ
ويُسَامِرُ الخِلان بالحُبِ نَاطِقَا ::
قلْبِي إليهِ مُتَيماً وعَاشِقَا
صَلِ علي عِطر الزهورِ مُحمدا ::
باسْمِ الحَبيب المُصطفي مُسْتَنْشِقا
الطَبعُ فيهِ سَماحةُ نَبع العطُور النَاسِكَا ::
يَكْفِلَهُ رَبهُ بالإيمَانِ سَالِكا
صَلِ علي طَه الحَبيب مَنْ اتَقيَ ::
حب النبي بمُقلَتايا مُلاصِقا
يسْريِ مَع النَسَماتِ بين الفَجر ::
ينشُر سَلاماً في الربُوع مُنادِيا
أسمعُ كلامَ رسُولنا مُتألِقاً ::
ين النجُوم الحُسن رَددَ عَاشِقا
يا نُور بدر الكون أنت مُحمداً ::
سَمِح الخِصال مُمَيزا مُتَرقْرقَا
عند اللِقَاء فضُمَنِي يا سَيدي ::
أشْتَاقُ وجْهَكَ بين صَدري نَاطِقا
كَم كُنتُ أسمعَ سِيرتَكَ ::
ودمُوع نِنن العَين تَسْبحُ في اللقاءِ
وخَواطِري تَرحَلُ بين أروقَةِ السَماء ::
تَجْتَاحُ نَفس الكَون فَائِقةَ النَقاء
يا حُبَ روحِي أرتَجيكَ في المَساء ِ::
قمر الليالي في بلادِ العُتقاء
لم أنْسَي يوماً زُرتَنِي يا صَاحبي ::
ورأيتُ أحفَاد الرَسُول بكَربلاء
يبكُون من ظُلم الخَلائق بيننا ::
فتسَايل الحُزن العَمِيق في البُكاء
وإذا بقَلبِي ينْتَفِض في أرضِنَا ::
يرفع ُ صَلاةً للمُشَفَعِ في الإمَاء
نَاجَيتُ رب العالمِين يصُونَنا ::
من شَر طَاغيةٍ يَمِيلُ إلي الدِمَاء
وجَلستُ عِند الظُهر أسْبَحُ في النِداء ِ::
عَلْ الإجابَة يَتَصِلُ فيها الوَلاء
وأتَيَ الرسُول بمِسكِهِ يَجْتَاحَنِي ::
فعَلِمتُ أن الحَقَ يقْتَاتُ البَلاء
لمْلَمتُ أغْراضِي لأصْحَب خَيلهُ ::
فأشَار بالكَفَين يدعُونِي بمَاءٍ
وسَقانِي مِنْ عَذبِ الشَراب طَلاوةٌ ::
تَرويِ عِرُوقي بالطَهارةِ والدَواء