للواقع : محمد خليفة تداول أعضاء مواقع التواصل الاجتماعى «الفيسبوك» و«تويتر» تصريحات منسوبة إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسى، القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى، خلال لقائه الأول قادة وضباط القوات المسلحة بمقر نادى الجلاء أول من أمس، بعد توليه المسؤولية خلفا للمشير حسين طنطاوى، ولم يخرج حتى الآن أى مسؤول عسكرى ليؤكد أو ينفى صحة ما يتم تداوله على المواقع الإلكترونية. وتأتى أهمية تأكيد صحة تلك التصريحات من عدمها، حيث تتضمن على غير العادة قدرا كبيرا من المكاشفة والمصارحة والشفافية لكثير من أوضاع ومشكلات ضباط وجنود القوات المسلحة، وهو ما يطرح قبل أى شىء علامة استفهام حول الطريقة التى خرجت بها تلك التصريحات من اللقاء فى حالة صحتها. فالحديث المنسوب إلى وزير الدفاع مع قادة الجيش وضباطه فى لقائه الأول معهم تناول الأحوال المعيشية، معترفا بوجود فجوة كبيرة بين القادة والضباط، ووعد بتلافيها فى أسرع وقت إن صح ما هو منسوب إليه، ووعد أيضا بتحسين الخدمات العامة المقدمة إلى الضباط من مشاريع للإسكان وغيره، كانت أكثر الأمور حساسية حين تطرق إلى أمور متعلقة بأداء الشعائر الدينية داخل الوحدات العسكرية، والتى وعد بالسماح بأدائها عكس ما كان يحدث فى الماضى، وتحدث أيضا عن تغيير «زى» القوات المسلحة للأفضل، وحذر من التلاعب بأموال القوات المسلحة وخدماتها الإنتاجية، وأكد أن كل ما يخرج منها من مزارع وإدارات وهيئات عائد إلى أفرادها لا إلى أحد غيرهم. ووجه حديثه للواء الدماطى، مدير الشرطة العسكرية، مؤكدا أن مهمة الشرطة هى التيسير لا التصعيب على الجنود، وأوضح فى حديثه أنه على علم تام بكل ما يحدث داخل القوات المسلحة بصفته مديرا سابقا للمخابرات الحربية. وعلى الرغم من أن اللقاء عُقد منذ أيام فلا تزال ردود الأفعال حول الحديث المنسوب للسيسى متباينة فى ما يتعلق بصحته من عدمه، ويبقى السؤال الأهم متى كان الحوار بين قائد الجيش المصرى وجنوده متاحا وعلنيا إلى هذا الحد للكافة، لدرجة التداول على المواقع، وهو ما يعنى أن أى أطراف خارجية أمريكية كانت أو إسرائيلية، يمكن أن تصل إلى مثل هذه الأحاديث بحرية وبساطة، إلا إذا كان فى نية الاجتماع كله أن يكون معلنا ومتاحا ومباحا. عموما تبقى الكرة فى ملعب وزير الدفاع الجديد، حيث إنه مطالب الآن بتأكيد أو نفى ما قاله، وإذا كان نفيا أو تأكيدا، فالسؤال الأهم هو: كيف تسرّب فى اللحظات نفسها التى كان يتحدث فيها مع جنوده؟