بقلم عطيه ثروت بداية ارجوا ان تكمل المقال ولا تحكم عليه قبل ان تتمه إن موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موضوع عظيم، جدير بالعناية؛ لأن في تحقيقه مصلحة الأمة ونجاتها، وفي إهماله الخطر العظيم والفساد الكبير، واختفاء الفضائل، وظهور الرذائل. وقد أوضح الله جل وعلا في كتابه العظيم منزلته في الإسلام، وبيّن سبحانه أن منزلته عظيمة، حتى إنه سبحانه في بعض الآيات قدمه على الإيمان، الذي هو أصل الدين وأساس الإسلام كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110]. وقال الله وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71]. وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104]. مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ [آل عمران:113-115] وانظر لماذا هلك من سبقونا من اهل الكتاب لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [المائدة:78]. ويقول المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: { من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان } [خرجه الإمام مسلم في صحيحه]. ولكن من يكون له هذه الصلاحيات وهى الامر بالمعروف ..!!؟ اجمع العلماء ان تغير المنكر باليد فى الدولة من سلطة الحاكم كرئيس او ملك او امير او سلطان وبحكم الله الواجب اتباعه ممن يقدر على ذلك ولا يصح شرعا ان يقوم اى شخص بهذه المهة من نفسه وان فعل فيقام عليه حد الله ان اذى شخص او اصابه اما تغير المنكر باللسان فهو منوط الى العلماء ودعاة الدين والخطباء فى المساجد والمعلمون فى مدارسهم وكل من له صفة علم او دعوة او امامة وايضا فى الدين لا يصح ان يقوم بهذا الدور غير العلماء لانهم هم الأقدر فى اقناع الناس وردهم عن الخطأ بما اتاهم الله من العلم والحكم قال سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]. وقال سبحانه: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت:46]. ويقول عليه الصلاة والسلام: { إن الله يحب الرفق في الأمر كله }، ويقول : { إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه }. اما عن النهى بالقلب فكل مسلم مكلف بهذا الامر مهما كانت درجة ايمانه وقربه من الله عز وجل فأنت اخى المسلم وانت اختى المسلمة كلنا مكلفون بأن نكره المنكر بقلوبنا ونبغضه ولا نجالسه ولا نتمنى ان نكون فى مجتمع ملئ بالمنكرات والفواحش ...وانكارك لمن يؤتى الفاحشة ان تدعوا له بالهداية والرجوع الى الله والامتناع عن المعصية فهذا هو ما امرت به تجاه من يؤتى منكر هكذا يكون الامر بالمعروف والنهى عن المنكر كلنا يجب علينا ان يكون لنا دور فى المجتمع الحاكم بيده ينهى عن المنكر والعالم بلسانه يدعوا الناس وينصحهم بفعل الخير والصواب وانت بقلبك تبغض الشر وافعال المنكر وتدعوا ان يهدى الله العاصى مادمت فى بيتك حاكما فأنت تستطيع ان تمنع المنكر بيدك فقد احل الله ذلك فى بيتك فقط ( علموا اولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ) على ان يكون الضرب غير مبرح ولا مجرح وتستطيع ان تصلح باللسان تجلس مع اهلك واولادك وتنصحهم بالين والرفق وتتكلم معهم عن فضل الدين وعن الخير الذى يناله الانسان اذا ادى فرائضه ووصل رحمه وسعى لطلب العلم وتستطيع ان تصلح بقلبك ان كان لك جار او قريب عاصى فتدعوا له بالهداية والعودة الى الله فخير الدعاء ما يدعوه العبد لاخيه بظهر الغيب واخيرا ما يحدث الان فى مصر من ضجة اعلامية لا مبرر لها الا تشويه الاسلام بعد حادثة السويس وكلنا نعرف ان وراء ما حدث اجهزة ونظاما يروج لكل هذه الشائعات لزرع الفتنة وقتل الثورة وهدم النظام .. لو كان كل اعلامى سواء مذيع او معد برنامج اجتهد قليلا لتصل الحقيقة الى الناس لعرف ان مصر لا يوجد بها ما يسمى جماعة الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ولو اجتهد اكثر لعرف ان الاسلام.. ذلك الدين العظيم يحرم الامر بالمعروف باستخدام القوة وحد السيف وان الاسلام وضع تنظيما لهذا الأمر وضحه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الحاكم فقط هو من له سلطة الامر بالمعروف باليد وادعوا الله ان يوفقنا جميعا لرفعة هذه البلد العظيمة وان نتعاون جميعا على الحفاظ عليها وحمايتها وان نأمر انفسنا اولا بالحفاظ على نظامها ونظافتها وامنها وان نعمل جميعا على قلب رجل واحد ولا نتفرق ابد وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7]. وقال تعالى: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر]. عاشت مصر وعاش اهلها فى رقى وتقدم وحضارة