بقلم عماد سالم عندما لبيت دعوة السيد عمرو موسى مع باقى الصحفيين لحضور جلسة خاصة فى مقره الأنتخابى كنت حائرا بين أمرين موقفى منه كرمز من رموز النظام السابق وعملى كصحفى الذى يحتم على أن أكون غير منحاز لفكرة ولو بسيطة ناهيك عن معتقد ويقين أن من دعانى هو شر كان يعمل مع شر لا يحمل للوطن ألا بقايا شر.. وفى صراع بين نفسى ونفسى أنتصرت المهنية فأنطلقت أنا وزميلى الى الدقى حيث مقر السيد عمرو موسى الأنتخابى . بدأ الأجتماع وكأنه جلسة تحضيرية لحملة انتخابية وليست مؤتمرا صحفيا .. ولما لا ..؟ فالدعوة لم يذكر فيها كلمة مؤتمر صحفى ولكن دعوة لحضور اجتماع السيد عمرو موسى مع السادة الصحفيين .. بدا واثقا من نفسه بارعا فى أختيار الفاظة.. سياسيا ..محنكا بدأ حديثه وكأنه معارض لنظام مبارك معاتبا الصحفيين الذين يتهمونه بأنه كان وزير خارجية مبارك وانه من الفلول وعندئذ تسلل الى قلبى الغيظ والسخط .. ماذا افعل فأنا أكره هذا النظام وأتباعة ورموزه بل ومحبيه إيضا.؟؟. سأله الزملاء أسئلة عامة لم تلفت نظرى ولم تستوقفنى , وأنا مازلت صامتا أترقب الساعة أريد أن يمضى الوقت سريعا حتى أخرج من أمام هذا الفل الذى يسعى للوصول الى عرش مصر ليعود ويعود به النظام الذى دفع ثمن اسقاطه غاليا جدا جدا.. ولكن بعد دقائق حدثتنى نفسى ولما لا أسأله كل الأسئلة التى تدور فى الشارع المصرى , ومنها ماهو يحمل أساطير وأشاعات .. من نوعية أن مبارك يقوم بدور كتب له فى سيناريو متفق عليه مع المجلس العسكرى مفاده أنه سيتم العفو عنه صحيا فى أخر الأمر بعدما يهدأ الميدان ..تكلمت فجأة ( مقاطعا أحد الزملاء وقد كان يسأله سؤالا عن سياسة مصر فى افريقيا وكيف تعود مكانة مصر إفريقيا وعربيا ) .. يقال أنك لو وصلت للرئاسة ستتخذ قرارا بالعفو الصحى عن مبارك , وتتدخل فى محاكمة أبنائه بحيث يحكامون بأحكام بسيطة لسنوات قليلة مر معظمها أو كلها أثناء المحاكمات .؟؟؟ أنتهيت من السؤال وأنتظرت الأجابة وبدأ السيد عمرو موسى فى الكلام العام , وتطرق إلى الثورة وعظمتها والشباب الطاهر الذى قام بها , ولكنه لم يجب ..فقاطعته سائلا هل لى أن أطلب من سيادتك إجابة مباشرة ..؟؟ بنعم أم لا.. ستعفو عن مبارك ام لا .. ؟ ستتدخل فى محاكمة أبنائه ام لا ..؟ و راودنى سؤال أخر أردت أن أقحمه مع السؤال السابق كى أتلقى إجابة واحدة عن كل الأسئلة التى كانت تدور فى ذهنى .. فى حال فوزك بمقعد الرئاسة هل لك أن تعقد أتفاق مع رجال الأعمال القابعين فى طرة مفادها أن يدفعوا مبالغ مقابل المصالحة والأفراج عنهم ؟؟ و بعد دقائق من الحديث العام والمراوغة أجاب أنا لا املك هذا .. ولكن ماذا تستفيد مصر من سجن هذا وذاك ؟.. لابد أن نفكر فى مستقبل مصر فى المواطن الفقير الذى سوف يحرم من أبسط حقوقة وهى الطعام والعلاج أذا أستمرت الأحوال على هذا النحو فى مصر .. لابد ألا يسيطر علينا شبح الأنتقام ويجب أن نفكر فى المستقبل .. أدركت وقتئذ أنى قد أخطأت .. وكان يجب على ألا احضر هذه الجلسة ولا أقابل احدا من الفلول .. ووجب على الأعتذار لكل الشهداء