بقلم عماد سالم عام مضى وقتلة الشهداء مازالوا أحياء ينعمون بنفوذهم ويتقلدون المناصب العليا فى وطن قام شعبه بثورة صدقها العالم ولم يصدقها حكامه . قتلة الشهداء مازالوا يعيثون فى الارض فسادا يظهرون علينا كل يوم عبر شاشاتهم المأجورة يشككون فى الثوار ويتهمونهم بالعمالة , دأبوا على تشويه رموز الثورة بإيهام الشعب ان من قاموا بالثورة هم حفنة من العملاء الذين يعملون لحساب دول تتربص بمصر وتحقد عليها وتود أن تزيحها من خارطة الحياة السياسية الاقليمية والدولية ليتثنى لها لعب دورا أكبر يوازى دور مصر التاريخى فى المنطقة .. قتلة الشهداء ثلاث , فمنهم من قتلهم بصمته ,ومنهم من قتلهم بالتحريض الدائم ,ومنهم من قتلهم بأطلاق النار على أجسادهم الطاهرة فسكن الرصاص عيونهم التى ارادوا ان يروا بها الحرية لتفقئ ويسرق نورها ويبقى للأبطال نور قلوبهم الذى لا ينطفئ .. ولن ينطفئ.. سنة حلوة يا شهيد ... أول عيد للثورة , أفراح تملئ السماء وحزن يرمى بظلاله على الارض , ترفرف ملائكة الحرية فى الذكرى الاولى للشهداء وتفجر بركان اسئلة يرمى بحممه فتحمر الوجوه خجلا مما حدث . هل فرطتم فى دمائنا ؟ هل كان لدمائنا ثمن ؟ هل أنتصرتم لنا ؟ هل أعدمتم قاتلينا ؟ هل حققتم أحلامنا فى وطن رويناه بدمائنا ليطرح خبزا للفقراء وأمنا للخائفين وعدلا للمظلومين .. عام مضى ولم يتبق من ثورة اذهلت العالم الا ذكرى وبقايا شعارات لم تتحقق ... كانت ثورة ولكن لم تفعل ما تفعله الثورات لم تغير النظام السياسى والاجتماعى والقضائى .. ارى انها كانت ثورة تحولت لأنقلاب عكس ثورة يوليو التى كانت أنقلاب تحول لثورة غيرت وجه المجتمع المصرى بل غيرت المنطقة العربية كلها غيرت التركيبة السكانية بأن تحول العمال والفلاحين الفقراء الى مواطنين من الدرجة الاولى لهم نصف مقاعد البرلمان , أتخذت قرارات ثورية حقيقية كتأميم قناة السويس , قانون الاصلاح الزراعى , أما ثورة يناير لم تحقق الا القليل الذى لا يتناسب مع الثمن الذى دفعه كل بيت من بيوتنا فقد فردا مات شهيدا فى ميدان حرية من مياديننا ,فى التحرير والقائد أبراهيم والاربعين . تيتم من تيتم وضاع حق الارامل وضربت أمهات الشهداء فى شوارع القاهرة وتناقلتها وسائل الاعلام . عام مضى وبدا نجم الثورة يغيب . المجلس يحكم , وحكومات الحزب المنحل تحكم , الاعلام الكاذب الداعر يبث سمومه ويحاول أن يقضى على ماتبقى من وطن منهار . عام مضى ولم نسترد جنيها واحدا من أموالنا المنهوبة التى نعرف الدول التى هربت أليها ونعرف أسماء البنوك بل وأرقام الحسابات ,عام مضى وشاهدنا أنتخابات مابعد الثورة وممارسات حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفى ورثة نظام مبارك الشرعيين , وعرفنا التزوير الحلال الذى تقوم به الأحزاب الدينية مبعوثو العناية الألهية وكيف أن شراء الأصوات والدعاية فى مرحلة الصمت الأنتخابى حلال على مذهب ميكافيلى حيث أنهم يقدمون اللحوم للفقراء والسلع الغذائية لكسب أصواتهم ويغيرون أرادة الناخبين بالتأثير عليهم فى مرحلة الصمت الأنتخابى وأمام اللجان الأنتخابية بطريقة فجة كما كان يفعل نظام مبارك تماما ولكنهم يقولون اننا نريد تطبيق شرع الله والغاية تبرر الوسيلة.... سنة حلوة يا شهيد