بقلم محمود الجوهري كثير من هم يعلقون سعادتهم على شخص واحد في حياتهم لدرجة أن الحياة تصبح قاسية في نظرهم إذا لم تكن هذه الشخصية في توافق وانسجام مع الطرف الأخر ومن المعتقدات الخاطئة أن الفرد ينتظر أن يعامله الطرف الأخر بنفس المعاملة والحب والإخلاص ويراه كما يراه هو فتصاب الشخصية بالإحباط والحزن وأحيانا الإكتئاب والنظرة التشاؤمية نتيجة تشويه إدراك الشخصية .. والعلاج هنا في تعديل الفكر وتقبل الشخصية الواقع وأن كل الناس لديهم أفكار ومعتقدات ومشاعر مختلفة .. فالحب رشاقة إنسانية قائمة على المحبة وعدم الإنتظار للمقابل وأول ركيزة لهدا الحب هو الإيمان بالله والحب المترجم في الأفعال فكثيرا من الناس تنعدم العلاقة بين أقوالهم وأفعالهم والمحب الحقيقي ليس في قلبه غل أوحسد أو نفاق أو رياء أو كبر (بكسر الكاف) لذلك إذا تقابلنا مع شخصية تقابل حبنا لها بالجحود أو اللامبالاه على الفور وجب أن نضعها وراء ظهورنا ولا ننظر إليها ونتحصر على ما ضيعناه من أحلام وخيالات نحن نسجناها بأنفسنا المهم ليس كل البشر يستطيعون القيام بذلك لكن الذي في قلبه حب الله ..حب للخير .. حب للعطاء ..ستراه فوق كل الألام .. يحضرني هنا قصيد للشاعر طاهر أبوفاشا بعنوان راهب الليل .. يقول فيهاراهب الليل لا ينام .. والجوى عنه لم ينم ..عاشق الروح مستهام .. ضمه الليل والألم .. كلما تأتيه السهام غالط الدمع وابتسم.. هكذا نحن في القمم .. نصنع الخلد والقيم ..إنما الحب كبرياء ..يصل الأرض بالسماء .هات يا ليل ما تشاء ..سترانا مع الصباح ..عندما يقبل الصباح ..قد كبرنا على الجراح وارتفعنا على الألم ..راهب الليل لا ينام .. والجوى عنه لم... يا ليل لا تقل طالت الشجون ! نحن أقوى من الشجن .. كل ماكان أو يكون هان إن نحن لم نهن .. نحن لا نرهب المنون (الموت)..نحن أبقى من الزمن .. وخطانا على الرمال تطلع الحب والجمال .. قصر الليل أم طال.. سترانا مع الصباح عندما يقبل الصباح ..قد كبرنا على الجراح وارتفعنا على الألم . هذه القصيدة هي مناجاة بين العبد وربه.