خرج أبناء القرية من صلاة العشاء متوجهين لمندرة الحاج عارف الغلبان لمناقشة بعض مشكلات القرية. وبمجرد دخولهم المندرة وجلوسهم على الحصيرة قام على الفور حمدان ( ابن بنت الحاج عارف ) معلنا عن قرب دخول جده ، ساد الصمت المندرة ثم دخل الحاج عارف وسط تصفيق الحاضرين وما أن جلس على المصطبة التى تعلو مجلس الحاضرين بقليل حتى قال بعصبية شديدة : النهاردة هناقش موضوع حساس ومسموح لكل الناس تتكلم ما عدا حسان علشان كلامه تقيل وهيسبب لنا ألف مشكلة واحنا مش ناقصين وهنا قام حمدان وقال : النهاردة هناقش موضوع مقتل الشاب خالد سعيد على ايد المخبرين بتوع أسكندرية انتفض حسان قائلا : ازاى متكلمش يا عمى الحاج وهو ده موضوع يتسكت عليه دا انا ياما انضربت على قفايا فى الأقسام بدون ذنب الحاج عارف : مش قلت اخرس يا وحل البرك .. كلامك هيودينا فى داهيه عرفان : أيه رأيك أنت يا أبويا الحاج فى الموضوع ده الحاج عارف : يا بنى المخبرين احن عليك من أبوك و أمك ولما ضربوا الملهى على عينه حسان كانوا بيحموه من نفسه وبيساعدوا أبوه و أمه فى تربيته وهدان : بس يا سيدى الحاج الشهود أكدوا أنهم ضربوه حسان : الطم على وشى هو ضرب المخبرين للمواطنين محتاج لشهود .. أنا عايز راجل واحد فى المندرة يقوم يورينى نفسه منضربش من المخبرين وعلى قفاه كمان ( وهنا صمت الجميع وساد السكون المندرة للحظات ) حتى قال الحاج عارف : برده مفيش فايده لو متكتمتش يا حسان هقوم أحط " البلغه " فى بقك سعدان : ألا يا عمى الحاج أنا عايز أتأكد منك من حاجة من غير زعل . أحنا سمعنا أن المخبرين ضربوك على قفاك لما ورم من حوالى شهرين ( وهنا طأطأ الحاج عارف الغلبان رأسه وانهمر فى البكاء حتى راح فى غيبوبة السكر ) وانفضت القعدة على أن تعاود الانعقاد قريبا أن شاء الله