بقلم : وحيد لاشين حينما أعلن د.البرادعى فى 14 يناير الجارى عن إنسحابة من السباق الرئاسى ، تباينت ردود الفعل المختلفة فى الشارع المصرى ، و حتى على الصعيد السياسى فقد تباينت أيضاً أراء المُحللين السياسيين إلا أنها لم تخلو من الدهشة عند بعضهم أو الصدمة عند بعضهم الأخر ،،، و بغض النظر عن نتيجة تحليل أى محلل سواء كان رجلاً عادياً أو خبيراً إستيراتيجياً ممن إمتلئت بهم بلادنا مؤخراً و ما يتجة إليه من إسقاط رئيسى على شخص الرجل،،،، إلا أن الرجل تعرض للكثير من حملات التشوية السياسى قبل الثورة و بعدها ،،، حتى نالته هذة الحملات فى معتقداته الدينية و التى لا يمكن لأيٍ منا الحُكم على السرائر الداخلية لإنسان مهما كان يملك من رؤية ثاقبة .. لأن ما بالصدور لا يعلمة إلا الله جل جلاله. كل هذة الإختلافات لم تكن مدعى للدهشة (لأن حرية الرأى مكفولة للجميع و لا يفترض إتساق رؤيتى مع رؤيتك حتى يجمعنا الإنسجام ) بقدر ما كان لبعض التحليلات وقع الإستفذاذ و التى أعترض عليها كما سأورد بعضها هنا:- 1.هاجم البعض البرادعى فى قرار إنسحابة بنفس القدر الذى هاجموا به تواجدة ،، فهم دائما لا يرون من الرجل الخير حتى و إن لم يجربوا أو يسمعوا منه شيئاً ... و هم مَن يقع عليهم قول القائل " لا عاجبه العجب و لا الصيام فى رجب" ..... و هؤلاء أعترض معهم. 2.أخرون رأوا أن البرادعى قد إتخذ قرارة وفق عملية حسابية دقيقة مبنية على الفوز الساحق للتيار الاسلامى- و لا سيما الإخوان- فى مجلس الشعب ،، فإنسحب لحفظ ماء وجهه من خسارة مؤكدة ... و هؤلاء أعترض معهم أيضاً. 3.أخرون قالوا أن البرادعى إنتصر للثورة بهذا الإنسحاب و كأنه يعترض على صفقة جمعت الإخوان بالعسكرى سواء للخروج الأمن أو لوضع مميز للجيش فى الدستور القادم ،،، و هؤلاء أعترض معهم أيضاً. 4.و فسر أخرون بأن البرادعى أحس إنصراف أمريكا و الغرب عنة بعد إنسجام ما جمعهم بالإخوان و ظهر على السطح جلياً للعيان بعد فوزهم بأغلبية برلمانية ، تضمن لهم بنفس المعادلة الفوز بالرئاسة لأى مرشح يدعمونة سواء منهم أو من خارجهم ،،،، و هؤلاء أيضاً أعترض معهم. و ليس خافياً على أحد أن البرادعى حينما أعلن إنسحابة من السباق الرئاسى قدم إنسحاباً مسببّاً ،،،، مضمونة فى تأخر العسكرى فى الوفاء بما وعد به و لإدارتة الغير واضحة المعالم للبلاد و بأنه لم يقف على مسافة واحدة من كل الأطراف ... لا سيما و أن الإنسحاب جاء فى الإحتفال الأول لتونس بثورتها و التى رغم فارق الوقت البسيط بينها و بين ثورتنا إلا أنها سبقتنا بالكثير و الكثير من الوقت . و بالنسبة لمن أعترض معهم فى "1" .. فكيف لكم تسممون المجتمع –الذى يرغب فى هواء جديد نقى من أى غش أو خداع- بسمومكم و أحكامكم المشوهه على الأشخاص ، أليس من المفيد أن نحكم على مواقف الأشخاص .... أم أن مقاييس العدل و النزاهة عندكم تدنت حتى وصلت لهدا المستنقع؟؟!!! أما لمن أعترض معهم فى "2" هل الأن فقط يا سادة عرفتم براعتكم فى العمليات الحسابية؟ ... لماذا لم تستكشفوها من قبل و تراهنوا على نتائجها إذا سببتم أسبابها .... أعتقد أنه بمثابة زمن كبير كُنا سنقطعة لو كنتم أخذتم بالمبادرة . و أما فى "3" أرفض منكم ما رفضتة فى "1" لأنة لا يجب تأكيد ما لا تملك تأكيداً له ، و يكفيك الإحتفاظ به ضمن سلتك للإحتمالات الواردة. و أما فى "4" .. هل أمريكا و الغرب دعم البرادعى قبل 2010م أى قبل الاطاحة بنظام مبارك ،، لأن مبارك كان يمانع فى تمرير قرارتهم فى مصر أو المنطقة؟؟؟؟!!!! .... و الأن تخلوا عن البرادعى لأنهم ضمنوا تفاهمات مطمئنة من الأغلبية البرلمانية و الوشيكة بالرئاسة؟؟؟؟!!!! ..... أعتقد أنه إفتراء على شخص الرجل و على الإخوان بقدر ما يُمجد نظاماً سابقاً لم يمانع فى بيع مصر و مقدراتها سواء لأمريكا أو اسرائيل و إرجعوا لأوراق القضايا التى يُحاكم فيها قادة النظام السابق و ستتأكدون. و أخيراً أود أن ألفت إنتباهك الى نقطتين عظيميتن:- ■تاريخ البرادعى فى المطالبة بالتغيير أكبر بكثير من أن يتم إختزالة و تشويهه و ربما كان أقلية بالنسبة لأخرين إلا أن تأثيرة فاق تأثيرهم .... و ربما جاز وصفة بأنة الرجل الذى رمى بأكبر حجر فى مياة لم تكن راكدة ، و ليس أدل على قيمة الرجل مما قالة فيه منافسوة ك أيمن نور ، حمدين صباحى و عمرو موسى ... الخ و ما قاله فيه قادة تيارات أخرى لا تجمعهم به أيديولجيات واحدة ك محمد البلتاجى و عصام سلطان. ■إذا كنت خرجت من قرائتك لمقالى بأنى من أنصار الرجل أو أنه كان سيربح صوتى الانتخابى (على الاقل حتى تاريخة) فى السباق الرئاسى .. أعتذر لك حين أقول مع كامل إحترامى الشديد "غبائك فقط هو مَن صور لك هذا الأمر" ...... فمقالى ليس دفاعاً عن البرادعى بقدر ما هو دفاع عن قيم تُهدر بفعل من يختزلونها لمصالحهم.