بقلم ماهينور سلامه ومرت الايام سريعا سنة كاملة على ثورة 25 يناير المجيدة التى أنتفضت اوصال العالم لها لمدة ثمانية عشر يوما كاملة واذا بنا نتوه فى دروب ما يعد الثورة و تمر بنا الايام بلا أى أنجازات للثورة او أى تحقيق لاهدافها الحقيقية التى حدثت من اجلها, ندخل فى دهاليز أمل طويلة تأخذنا لشهور نعود منها محبطين , مرت بنا احداث كثيرة قلبت موازين الثورة و غيرت صورتها فى أعين الكثيرين وسواء هذه الاحداث مخططة و هذا الانقلاب على الثورة مخطط له ام لا فهو قد حدث و كان لا بد ان نقف و نقول اين نحن ذاهبون بهذه الثورة لانهم كانوا يسحبوننا الى هوة سحيقة تأكل فيها البلطجة و الفوضى الثورة و هم يشاهدون و فى اعينهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب. ووصلنا الى هذه المرحلة التى لو صورناها الان , فالثورة لها وجهان ثورة وراء الكواليس تعتقل و تسحل و تعرى و تخنق و ثورة أمام الناس و العالم يتم الاحتفال بها كانها انتصار كبير تشهده مصر و أبطاله الحقيقيون هم العسكر و ليس الثوار, واذا اتجهنا الى الشارع و سالنا الناس سنجد ان معظم الناس تفضل الاحتفال ولا تريد مشاكل ومظاهرات تهز الاستقرار الوهمى الذى يتخيلون انه سيستمر وهو بلا اساس و بلا عدل و ملىء بالفساد فكيف سيستمر؟, لكن هم لايريدون مظاهرات لانها من كثرتها فقدت مصداقيتها و تأثيرها , وانا اقول انه طالما الثورة مستمرة المظاهرات و الاعتصامات لن تنتهى الا اذا تحققت مطالب الثورة التى نسيها الكثيرون و سط عرس باطل بالانتخابات التى كى تتم دفع الكثيرون من خيرة شبابنا دمائهم وارواحهم غدرا لتراب هذه البلد و ياليت ما قدموه تم تقديره. خنق الثورة ووئدها بدأ بعد نجاحها الفائق الذى لفت نظر العالم و بهر من يريدون قتلها فى المهد قبل ان تكبر و تقتلهم هم و مصالحهم , بدأ المخطط بأن يتم تمكين و ركوب التيار الاسلامى على الثورة ليسيطر عليها و يبعد الثوار عن الرؤية و ايضا بقلب الناس على الثورة بترك البلاد تنهار اقتصاديا و الغلاء ينهش في المعدمين ومحدودى الدخل و يتركونهم يعانون و يعانون حتى يسبوا الثورة و يتمنوا يوما من ايام المخلوع و توالت احداث البالون و ماسبيرو و محمد محمود و مجلس الوزراء لتبين للناس ان الثوار بلطجية و لا يريدون استقرار البلاد و توالت سلسلة الوزارات الفاشلة التى لا تؤدى اى شىء حتى فى الازمات و المواقف الصعبة و دخلنا فى مرحلة ان كل هذا لم يستطع قتل روح الثورة داخلنا فبدأت سلسلة التشويه لكل من ينتمى او يؤيد الثورة و سلسلة اعتقالات لشخصيات يقولون انها لهاعلاقة باحداث مجلس الوزراء أهو ترهيب ام تحجيم ام تلويث ام اعتقال للعقول و الحريات و الاراء الحرة التى قد تقود ورائها اخرون يتأثرون بها ؟. واذا بالمشير طنطاوى يعلن عن أحتفالية ضخمة بالطائرات و الحفلات و الغناء تنير سماء القاهرة تعبيرا عن ( احتفالهم) بالثورة , وما يثير الامور غموضا و يجعلك تذهب جريا الى المرآة لترى هل انت فعلا موجود أم اختفيت من كثرة الاندهاش و الاختناق عندما تسمع ان هناك سيتم تكريم كل قيادات المجلس العسكرى التى شهدت الثورة!!,علامة استفهام كبيرة, أتكرمهم لاهانة الثوار و لفضيحة الجيش المصرى التى رأتها شاشات و نشرتها صحف العالم ام كان من الافضل ان نكرم ابطالا مثلا احمد حرارة الذى فقد عينيه من اجل هذه الثورة لتنجح؟. هذا تدليس ومغالطة كبيرة لان من المستحيل ان أقلد أنواط الشجاعة لمن أعطوا الاوامر بسحل و قتل خيرة شباب مصر و تعذيبهم فى المعتقلات و السجون العسكرية و هم يجبرونهم ان يقولوا اثناء التعذيب ارفع راسك فوق انت مصرى! بماذا تحتفلون يا سادة؟ بقتل الثورة انها لن تموت حية فى قلوبنا , بماذا تحتفلون ؟بدماء اخواننا فانها دين فى رقبتنا و لن نتركه حتى تتحقق اهداف الثورة , احتفال قد يبهرك و يبهر العالم لكن هناك بيوت حزيبة لفقد عائلها او ابنها او حتى صديق لها , داخلنا ألم يصرخ وأمل ايضا يصرخ اننا وراء هذه الثورة حتى تنجح و نضع مصر على الطريق الصحيح. أهو أحتفال ام أعتقال ؟ لماذا لم يتم تفعيل اى حدث فى هذا اليوم للشهداء ارضاءا للناس؟ حتى نمشيها ضحك على الدقون بس واجب ولكن لم أجد اى شىء من هذا القبيل فى خطة الاحتفال الرهيب. لماذا لم يفرج عن كل المعتقليين سواء فى السجون العسكرية او المدنية من النشطاء و السياسين و معتقلى الثورة كنوع من ابداء حسن النوايا. هذا ماكان سيقنع الناس ان المجلس العسكرى فعلا يريد ان يحتفل بالثورة ويؤيدها وليس الطائرات و العروض و الاغانى من امثال اخترناك و بايعناك. هناك من سيتظاهر مناديا بأسقاط حكم العسكر و بأن الثورة مستمرة ,هناك من سيحتفل بالعروض و الالعاب النارية و الطائرات, هناك من يرى انه لا يجب ان نحتفل و لا ان نتظاهر لانه لا فائدة من الاتنين المهم ان نعمل لمصر ويوم ان نقدمها للعالم محققة اهداف ثورتها أذن نحتفل. ومع اختلاف كل هذه التوجهات ماذا سيكون شكل هذا اليوم هذا فى علم الله تعالى, لكنى انا شخصيا ليس عندى اى نية للاحتفال بعد ما رأيت و عايشت و قرأت قصص الشهداء و المعتقلين و النشطاء و المسحولين , لن استطيع الا ان احمل علم مصر أنزل لاقول ان الثورة مستمرة و وأن بث الخوف و الرعب فى نفوس المؤيدين للثورة و النشطاء لن يجدى نفعا و لن يزيدهم و يزيدنا الا اصرار على استكمال المشوار و تسليم السلطة فى موعدها الذى قرره و حدده ميدان التحرير و ليس المجلس العسكرى و الله المستعان.